زهرة العويسي..وجه متفرد في المشهد الجمعوي الوادنوني
(عبد الله البشواري)
كلميم – هي بالفعل حالة فريدة، حالة عشق لكلميم، زرعت بذورها الأولى في بلدة صغيرة بإيطاليا لتزهر هنا ، ويكون شعارها بعد العودة من المهجر، أن على أرض واد نون ما يستحق التضحية.
زهرة العويس، كما يفعل الكبار تسلحت بخبرة طويلة اكتسبتها بالديار الإيطالية في مجالات متعددة، ثقافية، اجتماعية وتربوية، لتعود الى كلميم، وتلملم أوراقها وتجمع أفكارها باحثة عن أفق، مدركة أنها منذورة لمهمة لا تخلو من تحديات.
تقر السيدة العويسي في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن إقامتها بالديار الإيطالية لم تكن “درامية” ، بل اعتبرت الأمر ولادة ثانية لها، مستغلة مخزونا مهما من مسار تعليمي شمل كلميم، مراكش، ولا سيما الرباط التي قالت إنها “المدينة التي تعلمت منها الكثير”.
بإيطاليا لم تجد صعوبة في الاندماج، تقول، لإتقانها، فضلا عن اللغة الإيطالية، اللغتين الفرنسية والانجليزية، الأمر الذي سهل كفاحها وسعيها من أجل إثبات الذات.
وليتحقق هذا الأمر، تؤكد، كان لا بد من مغادرة بلدة “برينيانو سولا سيكيا” الصغيرة التي كانت تستقر بها مع أسرتها، لولوج آفاق أرحب بمدينة قريبة هي ساسويلو (كلاهما بمقاطعة مودينا ).
وهناك اشتغلت “وسيطة ثقافية”، حيث أسندت إليها مهمة مساعدة الوافدين الجدد على إيطاليا على الاندماج، العرب والأفارقة بالخصوص، لتقف عن قرب على معنى تفاعل الحضارات وتقبل الآخر المختلف، واضعة نصب عينيها تحقيق حلمها في الترافع عن قضايا الطفل والمرأة.
وتشاء الأقدار أن تراكم السيدة العويسي تجارب أخرى تنصب كلها في نفس الاتجاه، بشغلها وظيفة “مساعدة اجتماعية” للمهاجرين الذين يصلون الى المدينة، وبالضبط مهمة الترجمة من الإيطالية وإليها.
وبفضل هذه الوظيفة تمكنت من الاسهام في تغيير الصورة النمطية للمرأة المغربية لدى الإيطاليين، لتتبلور لديها سنة 2008، وأثناء لحظة صدق مع الذات، فكرة العودة للوطن.
ثارت بداخلها، آنذاك، أسئلة كثيرة. لتدرك في الأخير أن رحلة العودة ليست ترفا، بل بداية مسيرة كفاح أخرى، لهذا لم يفتها، في الحديث مع الوكالة، أن تذكر بأن مناخ الأسرة السليم المبني على الاحترام ودعم الزوج أكسباها مناعة وقوة لاقتحام العمل الجمعوي بجهة كلميم واد نون، والذي أضحت، الآن، رقما صعبا فيه.
من الصعب أن تتخيل في كلميم نشاطا جمعويا أو تربويا دون العويسي، حاضرة بجرأتها في طرح القضايا المتعلقة بالنساء والطفولة، وهذا ليس من باب التطفل، بل من باب الواثقة المالكة لمفاتيح الخبرة التي راكمتها بإيطاليا عبر العمل التطوعي والتعامل مع قضايا حساسة كالهجرة.
ولاحقت العويسي الحلم، وكان العالم القروي هو المحك. اقتربت أكثر من المرأة الصحراوية لاسيما الرحالة (البدو الرحل)، لا مست مشاكلها. وتعلمت منها، كما تقول، أن المرأة ليست كيانا هشا ولا ضعيفا، بل إن قوتها الكبرى تكمن في ما يراه الآخرون ضعفا.
وكان لزاما أن تؤطر كل هذه المجهودات لتولد (جمعية أمل للتنمية المستدامة والأعمال الاجتماعية)، التي تترأسها، والتي تم في إطارها تنظيم حملات تضامنية مع البدو الرحل ومع الأطفال في وضعية صعبة بعدد من المناطق بكلميم.
وأشرفت هذه الجمعية على مشروع لدعم التعاونيات النسائية بالعالم القروي، الذي نفذته بشراكة مع السفارة الفرنسية بالمغرب عبر برنامج (بيسكا)، من أجل تقوية قدرات التعاونيات من خلال تكوينها ومواكبتها وتوفير التجهيزات الضرورية والأساسية لها للاشتغال والانتاج.
وفي معرض استعراض مسيرتها ، توقفت السيدة العويسي كثيرا عند تجربة أخرى تعتبرها “أم التجارب وأهمها على الإطلاق” وتتعلق بالتعليم الأولي.
“راهنت على هذا المجال بالضبط”ّ، تقول، قررت الاستثمار فيه بإحداث مؤسسة خاصة للتعليم، إيمانا مني بأن الرهان على هذا النوع من التعليم هو رهان على المستقبل.
ولدى العويسي وصفة تعتقد أنها هي السبيل الى إنجاح أي مشروع يتعلق بالتعليم الأولي. وصفة تقوم على أسس تتمثل في توفير فضاء (وليس قسم) لائق لتربية الطفل ، وعلى عنصر بشري مؤهل (المربيات) ، وعلى رسالة تنطلق من القلب الى القلب وليس على برامج.
واستخلصت أنه وبدون “السواعد الناعمة” للمربيات والمشتغلات في قطاع التعليم الأولي لا يمكن أن نشيد صرحا متينا للتعليم.
ونتيجة هذه الجهود ، تم انتخاب السيدة العويسي سنة 2016 عضوا بالمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون ممثلة لقطاع التعليم الأولي ، وكذا وعضوا باللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بولاية كلميم.
اقرأ أيضا
المغرب يتوفر على تجربة غنية في تدبير الموارد المائية (المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة)
قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”، شو دونيو، اليوم الخميس بالرباط، إن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتوفر على تجربة غنية في تدبير الموارد المائية يمكنه تقاسمها مع أعضاء منظمة “فاو”، بما في ذلك البلدان الإفريقية التي تواجه نقصا في المياه.
الصندوق المغربي للتقاعد ينضم إلى برنامج “داتا ثقة” لحماية المعطيات الشخصية
وقع الصندوق المغربي للتقاعد واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، اليوم الخميس بالرباط، اتفاقية شراكة للانضمام إلى برنامج “داتا ثقة”.
العيون .. فرقة تابعة للقوات الملكية الجوية تقدم المساعدة ل12 مرشحا للهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء
قدمت فرقة تابعة للقوات الملكية الجوية، مدعومة بغواص من البحرية الملكية، أمس الأربعاء، في إطار مهمة بحث وإنقاذ، المساعدة ل 12 مرشحا للهجرة غير النظامية ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، بينهم قاصر، قبالة سواحل قرية تاروما (على بعد 55 كم من مدينة العيون).
أخبار آخر الساعة
-
المغرب يتوفر على تجربة غنية في تدبير الموارد المائية (المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة)
-
الصندوق المغربي للتقاعد ينضم إلى برنامج “داتا ثقة” لحماية المعطيات الشخصية
-
العيون .. فرقة تابعة للقوات الملكية الجوية تقدم المساعدة ل12 مرشحا للهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء
-
جامعة الأخوين بإفران تستعرض دور الذكاء الاصطناعي في التنمية خلال الاجتماع ال23 للجنة الخبراء في الإدارة العمومية
-
اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لعمالة مراكش تصادق بالاجماع على 217 مشروعا جديدا برسم سنة 2024
-
الشباب والثقافة في صلب مشروع تحقيق التنمية بالمغرب (السيد بنسعيد)
-
المعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية”..ندوة علمية تسلط الضوء على واقع الرواية العربية
-
وزيرة الشؤون الخارجية الليبيرية تشيد عاليا بالشراكة القائمة بين بلادها والمغرب