ساولي نينيستو الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية بفنلندا

                   (إعداد: محمد بوحجر)

  هلسنكي – ينهي اقتراع يوم 28 يناير الجاري التشويق الذي طبع لعدة أسابيع حملة الانتخابات الرئاسية في فنلندا، وسط ترجيح كفة الرئيس المنتهية ولايته ساولي نينيستو.

  وخاض ساولي نينيستو الحملة الانتخابية بدون منافس حقيقي يمكن أن يحول دون بقائه في منصبه لولاية ثانية، في وقت عبر فيه المرشحون السبعة الآخرون عن يقينهم بأنهم يتوفرون على حظوظ للوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

 ويتوقع المراقبون أن لا يحمل انتخاب الرئيس الفنلندي، الذي يشرف وفقا للنظام السياسي في البلاد، على السياسة الخارجية والدفاع، ولا يتمتع بالعديد من السلطات الخاصة بالسياسة الداخلية، أي جديد سوى تكريس هيمنة ساولي نينيستو.

 وتؤكد آخر استطلاعات للرأي أن 63 في المائة من الفنلنديين يعتزمون التصويت لفائدة الرئيس الفنلندي المنتهية ولايته، ساولي نينيستو.

 وعلى الرغم من أن هذه النسبة قد تراجعت بنحو تسع نقاط مقارنة مع استطلاعات الرأي السابقة، فإنها تضعه في المقدمة أمام منافسه الرئيسي، بيكا هافيستو، الذي حصل على نسبة 14 في المائة فقط من نوايا التصويت.

  وكانت الخبرة الواسعة التي اكتسبها بيكا هافيستو في مجال إدارة الأزمات والقضايا البيئية قد مكنته من الوصول إلى الجولة الثانية برسم انتخابات سنة 2012، لكن كان الفوز حليف ساولي نينيستو الذي حصل على 62 في المائة من الأصوات.

  واحتلت النائبة البرلمانية المثيرة للجدل والمنتمية لحزب “الفنلنديون الحقيقيون” المناهض للهجرة، لورا هتاساري، والسياسي المخضرم بافو فيرينن المرتبة الثالثة بنسبة 6 في المائة لكل منهما.

  ويرى المراقبون أن الانتخابات قد حسمت مسبقا، وأن الجولة الثانية من التصويت ستكون “مهمة مستحيلة” بالنسبة لباقي المرشحين المنافسين للرئيس المنتهية ولايته الذي يتقدم لهذا الاستحقاق بدون غطاء سياسي.

  واعتبر سامي بورغ، الباحث في جامعة تامبيري، أن ساولي نينيستو يتمتع ب”شعبية غير مسبوقة”، متوقعا أن “يقود البلاد خلال السنوات الست المقبلة ما لم تحدث معجزة”.

 وأضاف بورغ “لم نعش في السابق مثل هذا الوضع، حيث الفارق كبير وواضح بين المرشح الأول ومنافسيه”.

  من جهته، قال كيمو غرونلوند الأستاذ بجامعة “أبو أكاديمي” (جامعة تدرس باللغة السويدية)، إن “النتيجة الخجولة لمرشحي الوسط والاشتراكي الديمقراطي تبدو محرجة بالنسبة للحزبين التقليديين الكبيرين اللذين هيمنا على الحياة السياسية الفنلندية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.

  وشدد الباحث الفنلندي على أنه “ليس هناك منافس حقيقي” للرئيس الحالي.

 وقال غرونلوند إن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى تراجع نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع بنحو 70 في المائة، رغم أن الانتخابات الرئاسية تشهد تاريخيا أكبر نسبة في ممارسة حق التصويت.

  وترى صحيفة (هلسنكين سانومات) أن الفنلنديين لهم نظرة خاصة لهذه الانتخابات مقارنة مع الانتخابات التشريعية حيث يجب عليهم التصويت لفائدة لائحة تتكون من العديد من الأشخاص، وبالتالي لحزب سياسي معين.

  ويتمتع ساولي نينيستو بمصداقية كبيرة لدى الناخبين الذين يعبرون عن تأييدهم له لكونه أدار بشكل جيد العلاقات مع روسيا، خاصة في ظل الأزمة في أوكرانيا والصراع بين الغرب والكرملين.

  ويأتي ذلك باعتباره حافظ على علاقات شخصية وثيقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مما مكنه من توجيه بلاده بعيدا عن التوترات الدبلوماسية بين الجارة روسيا وحلف شمال الأطلسي الذي لا تنتمي إليه فنلندا.

  وعززت هذه المواقف المتوازنة في الأوقات الصعبة، التي عاشتها أوروبا، صورته لدى الناخبين، والتي اكتسبها سابقا حينما نجح في مهمته كوزير للمالية في إخراج فنلندا من الركود الاقتصادي الذي عرفته منذ سنوات تسعينيات القرن الماضي.

 كما حظي بتعاطف الفنلنديين بعد نجاته من موجة تسونامي بالتايلاند سنة 2004، حيث أنقذ حياة ابنه الأصغر عن طريق تسلق شجرة.

 وكما هو الحال بالنسبة لكل الانتخابات السابقة، فقد هيمن الموقف تجاه الاتحاد الأوروبي على النقاشات التلفزية.

 ولم يخف ساولي نينيستو، العضو السابق في حزب الائتلاف الوطني المحافظ، خلال الحملة الانتخابية، مواقفه المؤيدة لأوروبا.

  ولوحظ أن أغلب المرشحين، باستثناء لورا هتاساري المنتمية لحزب “الفنلنديون الحقيقيون” الشعبوي، يرغبون في تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في مجال سياسة اللجوء.