سرطان الثدي موضوع ندوة علمية مغربية – سنغالية بدكار

دكار – احتضنت العاصمة السنغالية، أمس السبت، ندوة طبية – علمية مغربية – سنغالية حول سرطان الثدي بمبادرة من مركز الأزهر للأنكولوجيا بالرباط.

وتندرج هذه الندوة، التي نظمت تحت عنوان “سرطان الثدي : ابتكارات تشخيصية وعلاجية”، في إطار التكوين المستمر والتبادل العلمي والثقافي بين المغرب والسنغال.

وقال الدكتور عبد اللطيف البحراوي، متخصص في أمراض النساء والتوليد، خلال افتتاح هذا اللقاء، إن “سرطان الثدي مكلف بالنسبة للمرضى والمحيط والمجتمع”، مسجلا أن التأثير الاقتصادي للسرطان يشمل التكاليف المباشرة للمرض سواء كانت طبية (علاج ، مضاعفات ..) أو غير طبية (النقل ، الإقامة ..) ، إلى جانب التكاليف غير المباشرة، وتتجلى في انخفاض الدخل جراء فقدان الشغل، وزيادة النفقات، والتأثير على الأسرة إلخ..

وبعد أن أشار إلى أن العلاقات المغربية – السنغالية تتميز بالدينامية والأخوة والتضامن، أعرب الدكتور البحراوي عن رغبته في أن يشكل هذا اللقاء خطوة أولى نحو تعاون مثمر في مجال البحث والتكوين المستمر لفائدة الأطباء في كلا البلدين.

من جهته، أشاد سفير المغرب بدكار، السيد الطالب برادة، بعقد هذه الندوة العلمية في العاصمة السنغالية، التي تندرج في إطار “الشراكة جنوب – جنوب التي يدعو  إليها  صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخوه فخامة رئيس الجمهورية السنغالية ماكي سال “.

وقال السيد برادة، في هذا الصدد، إن هذه الندوة “تشكل فرصة مواتية لتعزيز تقاسم التجارب والخبرات بين أطباء علاج الأورام المغاربة والسنغاليين “، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يتوخى منه أن يكون باكورة لإنجاز بنية خاصة لعلاج السرطان في السنغال بشراكة بين الأطباء المغاربة والسنغاليين”.

وأضاف أن الحاجة إلى إنشاء وحدة للعلاج الإشعاعي والسرطان في السنغال أصبحت ملحة، مشيرا إلى أن ذلك سيساهم  لامحالة في تسريع الشراكة بين البلدين.

من جانبه، قال الدكتور إبراهيما محمد با، المنظم المشارك لهذه الندوة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا اللقاء يندرج في إطار التبادلات الطبية – العلمية بين المغرب والسنغال، “بلدان شقيقان تربطهما علاقات صداقة تعود لفترة طويلة جدا”.

وأبرز أن هذا اليوم العلمي يشكل فرصة لتعزيز التعاون بين الأطباء السنغاليين والمغاربة، مشيرا إلى أن وحدة العلاج الإشعاعي والسرطان والعلاج المبتكر ستفتتح قريبا في السنغال بالتعاون مع مركز الأزهر.

واعتبر  إبراهيما محمد با، أن المركز سيشكل منصة لتبادل للخبرات والحد من تنقل المرضى من السنغال إلى المغرب، مؤكدا أن “هذه الوحدة ستقام في إطار الأخوة بين البلدين وشراكة رابح – رابح”.

من جهته، قال الدكتور فوزي حبيب، مدير مركز الأزهر للأنكولوجيا بالرباط ، إن فكرة عقد هذه الندوة في دكار تولدت من سلسلة من الاجتماعات والزيارات للسنغال، مسجلا أن مركز الأزهر مافتئ يستقبل العديد من المرضى السنغاليين والأفارقة.

وأضاف ان هذه الزيارة الى دكار تأتي من أجل “استعراض خبراتنا، لأن المغرب، الذي كان لديه، في الماضي، مركزان أحدهما خاص والآخر عمومي، يتوفر  اليوم على 25 مركزا ولديه خبرة كبيرة في هذا المجال”، مشيرا إلى أن هذه الوحدات تحتاج فقط إلى موارد بشرية جيدة.

وفي ما يتعلق بإنشاء وحدة لعلاج السرطان في السنغال، قال الدكتور حبيب إن السلطات السنغالية أبدت استعدادها لمساعدة مركز الأزهر على تحقيق هذا الحلم، الذي يعكس أهمية التعاون جنوب – جنوب.

من جهة أخرى، أبرز مدير مركز الأزهر للأنكولوجيا بالرباط أن المركز يجري سنويا فحوصات مجانية في جميع مناطق المغرب من أجل التشخيص والعلاج، مضيفا أنه “بالتأكيد، لا يمكن شفاء جميع المرضى، ولكن يتم إنقاذ نصفهم على الأقل”.

من جانبه، أكد كريم زاهر، عالم أحياء، في تصريح مماثل، على الخبرة التي راكمتها  المملكة في اكتساب واستخدام أحدث التقنيات الطبية، بما في ذلك الخلايا الجذعية، والتي حققت نتائج مقنعة في المغرب.

وقال السيد زاهر إن ” مشاركتنا في هذه الندوة تهدف إلى تقاسم هذه التجربة مع الأطباء السنغاليين وإظهار مزايا هذه التقنية في علاج العديد من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري، في أفق عقد شراكة مع السنغال لتمكين هذا البلد من الاستفادة من هذه التقنية”.

وشارك في هذه الندوة 27 طبيبا مغربيا في مختلف التخصصات وحوالي 30 طبيبا وأخصائيا من السنغال.

وتضمن برنامج هذه الندوة مقاربة مواضيع تتعلق ب “فوائد العلاج الإشعاعي في العلاج الموضعي لسرطان الثدي” ، و”مكان الذكاء الاصطناعي في العلاج الإشعاعي الحديث” ، و”النظام المرجعي المغربي للتكفل بعلاج سرطان الثدي “، و” العلاجات المبتكرة .. مكانة الخلايا الجذعية   “.