عصر ما بعد كورونا .. العالم مطالب بالتفكير في نموذج تنموي جديد يستجيب لمقتضيات سلطة التكنولوجيا

عصر ما بعد كورونا .. العالم مطالب بالتفكير في نموذج تنموي جديد يستجيب لمقتضيات سلطة التكنولوجيا

الخميس, 4 يونيو, 2020 - 11:10

(أجرت الحوار : كوثر تجاري )

 

الرباط – أكدت الأستاذة الجامعية زهور كرام أن فترة “ما بعد كورونا” تفرض على دول العالم التفكير في نموذج تنموي جديد يستجيب لمقتضيات سلطة التكنولوجيات الحديثة.

وأبرزت الأستاذة الجامعية، الباحثة في مجال الثقافة الرقمية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الدول والحكومات مطالبة بالتفكير جديا في صياغة نموذج تنموي جديد يواكب التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم، معتبرة أن أول مكون في هذا التصور الجديد يجب أن يقوم على “موقع التكنولوجيا في تدبير النظام العالمي في ما بعد كورونا”.

وأوضحت السيدة كرام، في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن التكنولوجيا قدمت، خلال هذه الجائحة، خدماتها الاستعجالية والاستباقية لكي تستمر الحياة في كل المجالات الاجتماعية وكانت بذلك “منقذا للبشرية”.

وتابعت أن العالم يتجه في الوقت الحالي، بقوة، نحو الثورة الرقمية الخامسة التي يحددها “إنترنت الأشياء”، مبرزة أن الكثير من الدول القوية تكنولوجيا من قبيل الصين والولايات المتحدة الأمريكية وظفت، خلال هذه الجائحة، جل ما تتيحه الثورة الرقمية حتى تنخرط  الإنسانية مرغمة على الانخراط بسرعة في هذا التصور الجديد.

ومن هذا المنطلق، شددت السيدة كرام، التي تشغل أيضا منصب مديرة مجلة “روابط رقمية”، على أن الدول مدعوة إلى الانخراط في هذا التصور الرقمي بكل وعي ومسؤولية وإدراجه في المجال التعليمي والعلمي والخدماتي.

وأبرزت، في هذا الصدد، ضرورة أن تعمل الدول على إدماج الرقمنة وجل التكنولوجيات الحديثة في منظوماتها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية حتى لا تبقى خارج دينامية التطور التكنولوجي ومن ثم تتحول إلى مجتمعات “تطمس حضارتها وتاريخها في المستقبل”.

وبخصوص تصورها للوضع الذي ستكون عليه المجتمعات في زمن ما بعد جائحة كورونا، تتوقع الأستاذة الجامعية أن تشهد المجتمعات، التي أصبحت اليوم عبارة عن بيانات رقمية، نقاشات جدية حول عدة مفاهيم كحقوق الإنسان والكرامة والعدالة الاجتماعية والحق في الولوج إلى المعلومة، متسائلة، في هذا السياق، حول ما إذا كان العالم سيحتاج، في العصر الجديد، إلى “منظمات دولية جديدة تتأسس على ثقافة وأخلاقيات جديدة”.

وفيما يتعلق باقتحام الحياة الخاصة للأفراد، سجلت الباحثة أن جائحة كورونا فرضت على معظم الدول اعتماد تطبيقات ذكية تمكن من رصد ومتابعة الحالات التي تم تأكيد إصابتها بالفيروس، موضحة أن هذه التطبيقات قد تأخذ، مع مرور الزمن، صيغة قانونية من شأنها المساس بحرية الأفراد وبالخصوص حرية تنقلاته ومعلوماته الشخصية.

وقالت، في هذا الصدد، إن البيانات الرقمية هي بمثابة “بترول القرن الحادي والعشرين”، وأن الدول العظمى كالصين والولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تتحدث، اليوم، عن تصور جديد للعالم مبني على “انتقال تاريخي لعصر بنظام عالمي وهيكل اقتصادي رقمي جديدين”.

وفيما يتعلق بالمغرب، سجلت الباحثة أن التدابير الاستباقية التي اتخذتها المملكة مهمة جدا وخولتها مكانة جديدة على المستوى الدولي، مشددة، في المقابل، على أن هذه المقاربة لا ينبغي أن تكون ذات طابع مناسباتي أو مرتبطة، فقط، بتدبير هذه الأزمة، مع الحرص على المضي قدما نحو مجتمع جديد وعصر جديد بتدابير جديدة.

وستساهم هذه الاستراتيجيات الاستباقية والتدابير العملية، من وجهة نظر الباحثة، في إعادة الثقة بين المواطنين، ومن شأنها أيضا أن تشكل انطلاقة لبناء خارطة طريق للنموذج التنموي الجديد بالنسبة للمملكة.

وخلصت السيدة كرام إلى أن أهم العناصر التي ينبغي أن يستثمرها المغرب، من أجل بناء اقتصاد رقمي يمكنه من ولوج الأسواق العالمية، تكمن في الاشتغال على تكنولوجيا ليس فقط استخدامية واستهلاكية بل إنتاجية أيضا، مبرزة أن تحقق هذه الغاية رهين بمنح الثقة الكافية للكفاءات المغربية التي تنتمي إلى زمن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجي.

 

 

 

اقرأ أيضا

مراكش: تنظيم النسخة الأولى لمنتدى السياحة والرياضة والتنمية المستدامة

السبت, 15 يونيو, 2024 في 20:32

شكل موضوع “المغرب: ما وراء الحدود الرياضية، رحلة سياحية نحو التميز العالمي ما بعد كأس العالم 2030” محور النسخة الأولى من منتدى السياحة والرياضة والتنمية المستدامة، نُظم اليوم السبت بمراكش.

لندن.. خبراء ينوهون بجهود المغرب لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية

السبت, 15 يونيو, 2024 في 17:03

حظيت الجهود الملموسة التي يبذلها المغرب من أجل وضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بالتنويه من قبل المشاركين في مائدة مستديرة نظمها يوم الجمعة بلندن المركز البحثي البريطاني المرموق، المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI).

“الجسر الثقافي بين المغرب وإيطاليا”، معرض للصور الفوتوغرافية يحتفي بالخصائص الثقافية بين البلدين

السبت, 15 يونيو, 2024 في 13:36

شكل افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية تحت عنوان “الجسر الثقافي بين المغرب وإيطاليا”، مساء أمس الجمعة بالرباط، فرصة للاحتفاء بالخصائص الثقافية بين المغرب وإيطاليا.