عمالة عين الشق.. الإدماج التربوي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في صلب اهتمامات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الدار البيضاء – يعتبر التكفل بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتحسين ظروف معيشتهم أحد المحاور الرئيسية في أجندة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تواصل منذ إطلاقها سنة 2005، بلورة المشاريع والمبادرات الرامية إلى تمكينهم من كافة حقوقهم، وعلى رأسها الحق في التعليم.

وفي هذا الإطار، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، بإنجاز عدة مشاريع بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني، لفائدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المنحدرين من أسر معوزة.

ويتعلق الأمر على الخصوص، بتهيئة أقسام خاصة للأطفال في وضعية إعاقة خاصة بالتوحد بمدرسة عبد القادر المازني، وأقسام أخرى خاصة بالتكفل الاجتماعي بالأطفال في وضعية إعاقة ذهنية بمدرسة بشار بن برد، التابعتين لعمالة مقاطعة عين الشق.

وفي هذا السياق، أبرزت لطيفة الروحي، رئيسة قسم تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بعمالة مقاطعة عين الشق، أنه “في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أرسى قواعدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم إنجاز مجموعة من المشاريع، التي همت مجالات متعددة”، وفي مقدمتها المجال التربوي والاجتماعي الخاص بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المنحدرين من أسر معوزة.

وأوضحت السيدة الروحي، أنه من بين هذه المشاريع التي تم إنجازها على مستوى عمالة مقاطعة عين الشق، تهيئة أقسام خاصة بالتكفل الاجتماعي بالأطفال في وضعية إعاقة ذهنية و اضطراب التوحد بكل من المدرسة الإبتدائية عبد القادر المازيني ومدرسة بشار بن برد.

وأوضحت ممثلة قسم العمل الاجتماعي بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعين الشق، أنه تم إنجاز المشروع الأول (بمدرسة عبد القادر المازني) بشراكة مع جمعية التدخل المبكر للأطفال في وضعية إعاقة، بغلاف إجمالي بلغ 160 ألف درهم، ساهمت فيه المبادرة بمبلغ 140 ألف درهم.

وأضافت أن المشروع الثاني (بمدرسة بشار بن برد)، تم بشراكة مع جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية، بغلاف مالي إجمالي بلغ 410 ألف و600 درهم، ساهمت فيه المبادرة بمبلغ 380 ألف و600 درهم.

من جهتها أبرزت إلهام نهاج، رئيسة جمعية التدخل المبكر للأطفال في وضعية إعاقة (الحاملة للمشروع الأول)، أن الجمعية بدأت شراكتها مع المبادرة الوطنية بعين الشق، منذ سنة 2018، حيث شمل البروتوكول الموقع بين الطرفين تجهيز ثلاث قاعات، وفرتهم المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بعين الشق، والتكفل بالأطفال المستفيدين المنحدرين من أسر معوزة.

وأشارت السيد نهاج إلى أنه في البداية تم التكفل بما مجموعه 20 طفلا في حالة توحد، ينحدرون من أسر معوزة، تم إدماج 7 منهم برسم موسم 2019-2020 داخل الفصول الدراسية، والذين يتابعون الآن دراستهم بشكل عاد، في حين تم في السنة الموالية إدماج 11 طفلا آخرين.

وشددت على أن الهدف الأساسي لهذه الأقسام الخاصة يكمن في دعم الأطفال التوحديين، ومساعدتهم وتهييئهم للاندماج بشكل صحيح وفعال في المدارس العادية، ومواكبة هؤلاء الأطفال في مسايرة الدراسة بشكل عاد.

من جانبها، أشارت كبيرة عزي، مديرة تربوية بجمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية (الحاملة للمشروع الثاني)، إلى أن هذا المشروع الذي انطلق سنة 2014، يعد ثمرة شراكة غنية ومثمرة بين الجمعية والمبادرة الوطنية والوزارة الوصية.

وأبرزت أنه في بداية إحداث هذه الأقسام، تم التكفل بـ 14 طفلا، ليرتفع العدد اليوم ليصبح 95 طفلة وطفلا مستفيدا، يتوزع على 45 طفلا توحديا و 50 طفلا يعانون من تأخر ذهني أو تثلث صبغي.

وذكرت أن هذه الأقسام الثلاثة (قسم خاص بأطفال التوحد وقسمين خاصين بالتأخر الذهني و التثلث الصبغي)، يسهر عليها 17 إطارا تربويا، بالإضافة إلى 7 أخصائيين، منهم 3 أخصائيي تقويم النطق، و3 للترويض الحسي الحركي، وأخصائية نفسانية.