فرنسا: لقاء- مناقشة حول “التزام القوات المغربية بتحرير فرنسا ، واجب حفظ الذاكرة ونقلها”

باريس – تم السبت في مدينة مو بمنطقة إيل دو فرانس تنظيم ندوة حول موضوع “واجب حفظ الذاكرة ونقلها في ضوء التزام القوات المغربية بتحرير فرنسا”.

وقام بتأطير هذا اللقاء المنظم من قبل القنصلية العامة للمملكة المغربية في أورلي ، بشراكة مع جمعية “ذاكرة فرنسا المغرب”، ومدينة مو، شخصيات مرموقة من عالم الجامعة والسياسة والمجتمع المدني.

وفي كلمة بهذه المناسبة، قالت القنصل العام للمغرب بأورلي السيدة ندى بقالي الحساني أن هذه الندوة تعد “واجبا يتمثل في التذكير بأن أكثر من 125 الف جندي مغربي شاركوا ببطولة، إلى جانب رفاقهم الفرنسيين في الحروب الكبرى.

وقالت إن الجنود المغاربة الشجعان ضحوا بحياتهم من أجل فرنسا وقدموا دماءهم وشبابهم لبلد يتقاسمون معه القيم المشتركة المتمثلة في الكرامة والحرية والتضامن.

واعتبرت انه “في هذه الأوقات الصعبة التي نشهد فيها انغلاقا هوياتيا وأحيانا رفض الآخر ، فإن واجب الذاكرة ضروري لإعطاء توجه ومعنى للأجيال الشابة”.

ولفتت الى أن التزام هؤلاء الرجال يذكر بالفعل بالقيم التي دافعوا عنها والقيم المشتركة للحرية والديمقراطية والعدالة والسلام والتسامح والتعايش، مؤكدة على ضرورة العمل معا للحفاظ على هذه الذاكرة والحرص على نقل هذا التاريخ والقيم إلى الأجيال القادمة.

كما شددت القنصل العام على العلاقات الجيدة بين فرنسا والمغرب والتي تتجاوز الظرفيات وتستشرف المستقبل.

وبعد التذكير بالعلاقات المميزة والتاريخية بين المغرب وفرنسا ، أشاد جان فرانسوا باريغي ، النائب عن الدائرة السادسة لسين ومارن ، بالجنود المغاربة الشجعان الذين حاربوا من أجل المثل العليا للحرية والسلام خلال الحرب العالمية الأولى.

من جانبه، أبرز الدكتور تشارلز سان برو تاريخ العلاقات بين فرنسا والمغرب ، التي تشهد على وجود صداقة طويلة الامد تم تجسيدها بشكل خاص خلال الحربين العالميتين اللتين تميزت فيهما القوات المغربية في الجبهة.

من جانبه ، ركز يوسف شهاب، أستاذ ومستشار التنمية بجامعة باريس الثالثة عشرة في مداخلته حول موضوع “بين التاريخ والذاكرة” على مشاركة الجنود المغاربة ، الذين يطلق عليهم “الكوم”، في الحرب الكبرى ضد النازية ، مشيرا إلى أن هذه المساهمة ظلت هامشية و / أو غير معروفة لدى الفرنسيين من خلفية مهاجرة، مشيرا إلى أنه بين التاريخ والذاكرة ، يجب أن يكون ل”الكوم”” مكانتهم لإعادة تأهيل محاربين من أجل الحرية ومن أجل قضية ليست قضيتهم.

وفي العرض الذي قدمته تحت عنوان “نقل وواجب الذاكرة لدى الأجيال الشابة ، من خلال المعالم وأماكن الذاكرة” ، قالت نورية زندافو-رئيسة جمعية “ذاكرة فرنسا المغرب”إن قيمنا الديمقراطية وإلانسانية لا غنى عنها لتطوير الروابط بين الأجيال وبين المجتمعات ، من أجل المزيد من الأخوة والتضامن والشعور بالانتماء إلى نفس الهوية المسالمة والهادئة”.

من جانبه ، أكد ميشال باشمان ، مؤرخ وعمدة مدينة شاكونين نوفمونتير على “واجب الذاكرة ونقلها من خلال معالمنا وأماكن ذكرياتنا ، التي قليلا ما يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام وغير المعروفة لدى المواطنين”.

من جهتها، أكدت باتريسيا بويي دي لاتور ، صحافية وكاتبة وحفيدة الجنرال بيير بويي دي لاتور في كتابها “أسطورة الكومي سعيد” ، على مشاركة الجنود المغاربة من جيش إفريقيا ، الذين ساهموا في تحرير كورسيكا.

وتميز هدا اللقاء بعرض فيلم”لون التضحية” لمخرجه مراد بوسيف ، والذي يعطي الكلمة لهؤلاء الرجال الدين قدموا من أماكن أخرى ، وقاموا بدور مهم خلال الحرب العالمية الثانية. وعلى وجه الخصوص ، خلال تحرير فرنسا.