فيلم “عندما تسمع رنين النواقيس” … صرخة في وجه استعباد البشر و الاتجار في الرقيق الأبيض بأفغانستان

سعيد الرفاعي

    طنجة-“عندما تسمع رنين النواقيس في قدمي وأنا أرقص…أطلق ساقيك للريح لعلك تنجو مما أنا فيه”، هكذا خاطب الفتى المسخر للرقص وإحياء حفلات ماجنة شاذة طفلا ضائعا أراد له سماسرة الأجساد المصير ذاته، في فيلم قصير للمخرجة الفرنسية شبنام زرياب يشارك في المسابقة الرسمية للدورة 14 لمهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي (10-15 أكتوبر).

   وقالت شبنام زرياب، خلال ندوة صحفية تم عقدها اليوم الأربعاء لمناقشة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية التي تم عرضها يوم  الثلاثاء، إن فيلمها “عندما تسمع رنين النواقيس … ” (25 دقيقة) صرخة في وجه استعباد البشر والاتجار في الرقيق الأبيض وفي أجساد الأطفال، وكذا النفاق الاجتماعي، بمسقط رأسها أفغانستان .

   وأفادت زرياب بأن ما يطلق عليه “الباتشاس” ظاهرة معروفة في أفغانستان وإيران وطاجيكستان وغيرها، وهم أطفال يتم تسخيرهم للرقص في بيوت خاصة يقصدها عدد من الأعيان والأثرياء الشواذ قبل أن يتم التخلص من هؤلاء الفتيان بالقتل أو الطرد لتعزيز صفوف الدعارة الذكورية والمدمنين على المخدرات في الشوارع.

  وأشارت شبنام زرياب، وهي أيضا روائية صدرت لها رواية “عازف البيانو الأفغاني”، إلى أن إنجازها لهذا الفيلم القصير ليس بطولة منها، لأنها تقيم في مأمن على حياتها بفرنسا رفقة والدتها منذ بلوغها سن السابعة فرارا من الغزو السوفياتي سابقا لأفغانستان، مشيرة إلى أنها تقوم بزيارات عديدة لبلدها الأصلي جيث يقيم والدها.

   وعن “التمطيط المبالغ فيه “في لحظات رقص وموسيقى أفغانية في الفيلم، حسب الناقد أحمد السيجلماسي، ردت المخرجة الفرنسية أنه كان مقصودا لأن الهدف هو تبليغ رسالة استمتاع ضيوف الوسيط في الدعارة الذكورية بعذابات الفتى والطفل الذي يتم إعداده لخلافته وأمثالهما من الضحايا.

   وقالت بشنام زرياب ، التي ستقوم بإخراج فيلمين آخرين في السنة القادمة، إن فيلمها “عندما تسمع رنين النواقيس …”، الذي لقي دعما من المركز الوطني الفرنسي للسينما، مقتبس من فيلم قصير حول الظاهرة ذاتها، أنجزته شاعرة إيرانية في مطلع ستينيات القرن المنصرم، وهو بعنوان “البيت كان أسود”.

   وذكرت المخرجة بأنها رفضت عرضا من منتج معروف بتحويل فيلمها هذا إلى فيلم طويل، لأنها لا ترغب التخصص في الموضوع الأفغاني، بل إن تيمة فيلمها القادم ستكون حول شؤون فرنسية، كما سبق أن رفضت مخرجة سينغالية، مقيمة بفرنسا، أنجزت فيلما حول تعدد الزوجات في أوساط الجالية السينغالية بهذا البلد الأوروبي العرض نفسه للسبب ذاته.

   يشار إلى أنه تم، خلال هذه الندوة الصحفية، مناقشة عدد من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان بحضور مخرجيها، ومنها “عالية” لروني خبيه من لبنان، و”الخبز” لبيرتا كليماندي من ألبانيا و”البئر” لسلمان ناصر من تركيا و”اندونيسيا” ، وكذا “وفاء” للمخرجة المغربية إلهام العلمي الذي تناول موضوع الزهايمر.