في ذكراها ال59، وكالة المغرب العربي للأنباء تواصل تعزيز مكانتها باعتبارها وكالة رائدة تستجيب لمتطلبات عالم المعلومة

الرباط – برؤية واضحة المعالم، وطموح في أن تتموقع بصفة فاعل لا محيد عنه في تفعيل سياسة القرب التي انتهجها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمـد السادس، تشق وكالة المغرب العربي للأنباء طريقها بثبات ضمن وكالات القرن الحادي والعشرين الحاملة لرسالة تزويد العموم بمعلومة موثوقة تستجيب لمتطلبات الموضوعية والمهنية وأخلاقيات المهنة.

وتواصل الوكالة، التي تحتفل غدا الأحد بالذكرى الـ 59 لتأسيسها، مسيرتها الرامية إلى تكريس أسس ومبادئ المهنية، مع الانفتاح أكثر على محيطها المباشر وعلى العالم أجمع.

ووعيا منها بأهمية الانخراط في ما تقتضيه متطلبات “العصر” في بيئة لا تفتأ تشهد تغيرات مطردة، استثمرت الوكالة شتى الإمكانات التي تتيحها الشبكات الاجتماعية، بما يشمل تويتر وإنستغرام واليوتوب وفيسبوك، مع تعزيز وجودها على الإنترنت من خلال مواقع عالية الأداء (ماب نيوز، ماب أنفو، ماب إيكولوجي)؛ غاية هذه الوسائل جميعا أن تشكل الوكالة مصدرا أساسيا للمعلومات بشكل آني.

وفي إطار نفس التوجه، تعمل الوكالة على تكريس موقعها وحضورها في الحياة العامة من خلال تثبيت الشاشة العملاقة “ماب سكرين” على جدارها، بما يتيح للمارة الحصول على معلومة ذات قيمة مهنية وموثوقة تتقيد بالضوابط المهنية وبأخلاقيات المهنة.

وهكذا باتت هذه المعلومة النوعية التي تقدمها وكالة المغرب العربي للأنباء تأخذ شكل نص مكتوب أو صورة أو فيديو أو تسجيل صوتي أو رسم بياني، ويتم تبليغها إلى الجمهور بخمس لغات، وهي العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية في إطار دينامية تروم تزويد الزبناء بعرض متنوع يستوفي المعايير المعمول بها في مجال الإعلام والاتصال.

وبنفس الحرص على ضمان “مناخ صحي” قوامه تقديم معلومة موثوقة، أطلقت وكالة المغرب العربي للأنباء في يناير الماضي خدمة (SOS) للأخبار الكاذبة، التي تمكن المشتركين من التصويب الفوري لخبر خاطئ يتعلق بهم عبر شبكة الوكالة.

وفور توصل الوكالة من المنخرط في هذه الخدمة، وبكيفية رسمية، بالحجج المادية والملموسة المتعلقة بالمعلومة الخاطئة، يتم تحرير نص بغرض إبراز الحقيقة. ويتم نشر نص بيان الحقيقة مرفقا بمصادره المحددة، المتحقق منها والمتقاطعة، على النشرة العامة للوكالة في شكل قصاصة.

وهذه الخدمة مفتوحة في وجه المؤسسات الخاصة المشتركة تحديدا في خدمة “(SOS) للأخبار الكاذبة”، وذلك طبقا للشروط القانونية المسطرة ضمن عقد الاشتراك. أما المؤسسات العمومية فهي تستفيد فعليا من هذه الخدمة، على اعتبار أن وكالة المغرب العربي للأنباء، وطبقا للمادة 2 من قانونها الأساسي الحالي، تبث بشكل منتظم حقوق الرد، وبيانات النفي والبيانات التوضيحية الصادرة عن السلطات العمومية، والحكومة، والبرلمان، ومختلف المؤسسات الدستورية.

وحرصا منها على مواكبة الاستراتيجيات والسياسات الكبرى للمملكة في إطار مبدأ القرب، تولي الوكالة اهتماما خاصا لمشروع الجهوية المتقدمة، وهو أحد المشاريع المهيكلة التي تم إطلاقها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. ولمواكبة هذا المشروع، عززت الوكالة وجودها في مختلف جهات المملكة عبر إحداث 12 قطبا وتعزيزها من حيث الإدارة والتدبير. ويروم هذا الانتشار ضمان التغطية المثلى للأحداث والتظاهرات التي تشهدها ربوع المملكة.

وقد تعزز هذا التوجه الجهوي للوكالة من خلال إطلاق الموقع الإلكتروني (ماب وجدة.ما) ، على أن يتلو هذه المبادرة إطلاق 11 بوابة مماثلة لتغطية كامل التراب الوطني.

وبنفس الحماس والتصميم، انخرطت الوكالة في مسار تكريس انفتاحها على العالم من خلال إحداث 12 قطبا دوليا في جميع القارات، تغطي عددا من مناطق النفوذ التي تشهد أنشطة مهمة عبر العالم، مهمتها نقل المعلومة في بلدان الاستقبال إلى القارئ المغربي وفق ما تقتضيه ضوابط المهنية.

وفي إطار خيارها الاستراتيجي المتمثل في تنويع منتجاتها، أطلقت الوكالة قبل أربعة أشهر مجلتها الشهرية للأخبار العامة “باب”، التي بلغت عددها الرابع. وتقدم الوكالة لعشاق الصحافة الورقية، من خلال المنشور الجديد، مجلة من 132 صفحة غنية بالأخبار والروبورتاجات والمواضيع الشيقة تغطي المغرب والخارج.

وأبرز المدير العام للوكالة، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، في افتتاحية العدد الأول من المجلة أن “باب” الذي يعني “بوابة نحو آفاق جديدة” أو “فصلا جديدا” هي “مجلة أنيقة وذكية، بمعنى أن لديها طموحا فكريا ومهنيا عاليا، تأخذ ما يكفي من الوقت لقول الأشياء والحقائق والتعبير عنها بهدوء وبطريقة حكي تبرز الموهبة”.

وسجل السيد الهاشمي الإدريسي أن الوكالة “حاضرة في جميع الوسائل الرقمية؛ فهي حاضرة في الأقمار الصناعية، ولديها مجموعة من المنتجات التي تضم جميع مهن المعلومات: الصور، الرسومات البيانية، القصاصات، التسجيلات الصوتية، المحتوى الرقمي اليومي، اليقظة الذكية، وغير ذلك. وهي أيضا حاضرة في الأكشاك بالصيغة الورقية بعدة منتجات تشمل “ألبوم الوكالة” و”المغرب الآن” و”أخبار المغرب” ، و”دفاتر الوكالة” وتنضاف إليها مجلة “باب” ”.

وتصاحب هذا “الانفتاح على مختلف الآفاق” سياسة مدروسة غايتها تمكين الموارد البشرية للوكالة من تكوين محكم ومستمر. ومن هذا المنطلق، أطلقت الوكالة برنامج “ماب أكاديمي”، الذي باشرته مؤسسة الوكالة. ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين الأداء الجماعي والكفاءة الفردية وتعزيز المهارات التقنية والإدارية لأطر الوكالة.

وتنضاف إلى هذه المبادرات سلسلة من اللقاءات التكوينية لفائدة قادة الوكالة وشبابها الذين سيحملون مشعل الإصلاحات التي انخرطت فيها الوكالة.

وتنم هذه الدينامية الإصلاحية النابعة من مهنية عالية ورؤية استباقية عن عزم الإدارة العامة للوكالة على جعل المؤسسة وكالة للقرن الحادي والعشرين قادرة على رفع تحديات المعلومات في عالم يشهد تحولات مطردة.