قطاع الصيد البحري نموذج بارز للشراكة الناجحة بين المغرب وغينيا

أجرى الحديث : عمر عاشي

 أكادير- أعلن المدير العام لوزارة الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية في غينيا ، فودي محمد سانكون، أن قطاع الصيد البحري يعتبر نموذجا بارزا للشراكة الناجحة بين المغرب وغينيا ، منوها بالزخم الكبير الذي شهده التعاون بين البلدين بفضل الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للعاصمة كوناكري سنة 2014.

   وقال المسؤول الغيني في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركة بلاده في الدورة الرابعة للمعرض الدولي للصيد البحري “أليوتيس” الذي أسدل عليه الستار يوم  الأحد في أكادير، أن غينيا محظوظة بكونها كانت من بين البلدان الأوائل التي ربطتها علاقات تعاون واسعة مع المغرب، مبرزا أن الزيارات الملكية تشكل فرصا لإعطاء دينامية لهذه العلاقات.

   وأشار إلى أن بلاده تشارك للمرة الثالثة في معرض “أليوتيس”، الشيء الذي اعتبره دلالة على علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، ومؤشرا على متانة العلاقات الثنائية في مجال الصيد البحري، مسجلا الحضور القوي لعدد من الدول الإفريقية في الدورة الرابعة للمعرض ، مما يعطي لهذا الحدث المهني بعدا إفريقيا.

   وبعدما ذكر بأن الرباط وكوناكري ترتبطان في مجال الصيد البحري باتفاقية إطار أبرمت منذ 1997، أشار السيد سانكون إلى أن الشراكة بين البلدين تم تعزيزها سنة 2014 بمناسبة الزيارة الملكية التي تم خلالها التوقيع على بروتوكولي اتفاق، إلى جانب اتفاقية تتعلق بإنشاء نقطتين مينائيتين ممولتين من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة.

   وبخصوص التعاون بين الدول الأفريقية في مجال تثمين الثروات البحرية من أجل رفع تحدي الأمن الغذائي، قال المسؤول الغيني إن المغرب الذي استعاد موقعه الشرعي ضمن الاسرة الافريقية ،إلى جانب غينيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي، مؤهلان معا للدفع في هذا الاتجاه وذلك من خلال  “سياسات واستراتيجيات مشتركة من أجل محاربة الفقر، وتثمين المنتجات البحرية”. (يتبع)

   وذكر المسؤول الغيني في هذا الصدد بأهمية التعاون الإقليمي في هذا المجال، مستشهدا في هذا السياق ب” المؤتمر الوزاري حول التعاون في الصيد البحري بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي”، والتي تضم 22 دولة مطلة على الأطلسي ، وذلك على طول مسافة تمتد من المغرب شمالا حتى ناميبيا جنوبا.

   وأضاف أن السوق الإفريقية تعد “سوقا ضخمة، ويجب تثمينها عبر إطلاق سياسات مشتركة من أجل التصدي لانعدام الأمن الغذائي “. كما أكد في هذا الصدد أن الجولة الملكية في افريقيا يجب أن تشجع على دعم إطار للتعاون بين الدول الأفريقية.

   ولدى حديثه عن وضعية الصيد البحري في غينيا، أوضح أن تنمية هذا القطاع، خاصة في الشق المتعلق منه بالصيد التقليدي، يعد من بين الأولويات بالنسبة لرئيس الدولة، السيد الفا كوندي . كما أكد أن تطوير الصيد التقليدي يجب أن يتم في إطار وطني، وإقليمي وقاري، حيث أشار إلى أن هذا القطاع يشكل واحدا من بين الأهداف الكبيرة التي سيتم العمل عليها خلال فترة ولاية الرئيس ألفا كوندي على رأس الاتحاد الإفريقي.

   وأضاف أن رئيس جمهورية غينيا معروف لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بالتزامه اتجاه منظمة “الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا” (نيباد) لفائدة تبني إجراءات تصب في اتجاه مكافحة الصيد غير المشروع عبر المياه القارية، والحفاظ على الموارد السمكية والبحرية للأجيال القادمة.

   وحسب المدير العام لوزارة الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية الغيني ، فإن التدبير السيئ للمخزونات السمكية في إفريقيا تكلف حوالي 1 مليار دولار سنويا بالنسبة لصناعة الصيد البحري.

   وأوضح أن الصيد المفرط يهدد الأمن الغذائي للسكان، ومن تم يصبح من الضروري العمل على سن إجراءات للتدبير المستدام للموارد البحرية، حيث شكلت هذه المسألة نقطة محورية ضمن النقاشات التي دارت بين المسؤولين السياسيين والباحثين والفاعلين في مجال قطاع الصيد البحري طيلة الأيام الخمسة للدورة الرابعة لمعرض “أليوتيس”.