مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط تقدم العدد الأول لمجلتها “رؤية”

الرباط – نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، اليوم الجمعة، حفلا خصص لتقديم العدد الأول من مجلتها “رؤية.. إرث الأجداد بعيون الأحفاد”، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

ويضم العدد الأول من مجلة “رؤية”، الذي يقع في 84 صفحة، إبداعات متعلمين ومتعلمات في أصناف متنوعة من الإنتاجات التي تهم الصحافة (الربورتاج والحوار والبورتريه) والآداب (الشعر والقصة) والفنون (القصة المصورة والصورة)، وتتطرق جميعها لموضوع التراث غير المادي.

ويندرج إصدار هذه المجلة، التي تعد الأولى من نوعها في المغرب التي تعنى بالتراث وينتجها يافعون ويافعات تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة، في إطار برنامج “أكتشف تراث مدينتي” لمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط الذي يروم رفع مستوى الوعي لدى تلاميذ الثانويات الإعدادية والأطر التربوية بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الأساليب التي تعتمد على التربية الفنية والثقافية لجعل التراث جزء من العملية التعليمية والتربوية.

وقالت منى بلبكري، المسؤولة عن البرامج التربوية بمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، في كلمة بالمناسبة، إن المؤسسة، وبتوجيهات من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، اختارت موضوع التراث غير المادي محورا لهذه السنة في برنامجها التربوي “أكتشف تراث مدينتي” الموجه لمتعلمي ومتعلمات الإعداديات بالرباط وسلا وتمارة.

وأضافت بلبكري أن المؤسسة اعتمدت على التربية الثقافية والفنية لتوعية الشباب، وجعلت المتعلمين عنصرا منتجا يساهم في عملية نقل التراث عبر الأجيال بتأطير من أساتذتهم.

وأبرزت أن اختيار “رؤية” اسما للمجلة يأتي تماشيا مع هدفها الرامي إلى إبراز رؤية هؤلاء اليافعين لتراثهم، ومدى استيعابهم لممارسات الأجداد ومهاراتهم ومعارفهم المتوارثة جيلا عن جيل، لأنها انعكاس لمدى قدرتهم على تمرير كل هذا للأجيال اللاحقة.

من جهته، ثمن مدير مكتب “يونيسكو” لدى الدول المغاربية، إيريك فالت، في كلمة مماثلة، العمل الذي تقوم به مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط من أجل خدمة هذا التراث الغني والتعريف به، مبرزا أهمية الشراكة التي تجمع (يونيسكو) بالمؤسسة، “والتي تمكننا من تطوير مبادرات للحفاظ على التراث اللامادي بالمغرب وفي إفريقيا”.

ونوه فالت أيضا ببرنامج “أكتشف مدينتي”، والذي تم في إطاره تكييف حقيبة أدوات تعليمية صممتها “يونسكو” لتتماشى مع السياق المحلي بهدف تمكين الناشئة من اكتشاف تراث مدينتهم وفهمه، مبرزا في الوقت ذاته أهمية مبادرة المؤسسة إلى إصدار مجلة “رؤية” التي تقدم لنا تصورات الناشئة ورؤاها الخاصة عن تراثها.

وشكل هذا الحفل مناسبة لتسليط الضوء على أهمية التربية على التراث من خلال الفن والثقافة، وذلك عبر برنامج غني ومتنوع، تخللته جلسات للنقاش مع المبدعين الصغار المشاركين في إنتاج المجلة، وأساتذتهم ومؤطريهم، وكذا أعضاء لجنة تتبع البرنامج، ولجنة تحكيم المجلة، تناولت مختلف محطات رحلة إنتاج محتوى المجلة.