مراكش تنوب عن العالم في الاحتفاء بسينما اسكندنافية ذات ثراء إبداعي متفرد

مراكش تنوب عن العالم في الاحتفاء بسينما اسكندنافية ذات ثراء إبداعي متفرد

الأربعاء, 4 ديسمبر, 2013 - 12:02

(إعداد: كوثر كريفي)

مراكش- بمبادرة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته ال 13 المنظمة الى غاية 7 دجنبر، الى تكريم السينما الاسكندنافية التي تمثل خمس دول هي السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا وأيسلندا، تكون عاصمة النخيل قد نابت عن العالم في الاحتفاء بسينما ذات ثراء إبداعي متفرد.

تكريم مراكش يسلط الضوء على سينما أثبتت ثراءها وتنوعها خلال السنوات الأخيرة، كما يعمق العلاقات التي جمعتها بالمهرجان، الذي اختار منذ دوراته الأولى، أفلاما منها للتنافس على جوائزه، توج البعض منها مثل الفيلم الدنماركي “اختطاف” للمخرج توبياس ايندولم الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل ممثل.

صيت مراكش ومهرجانها استقطب وفدا سينمائيا كبيرا من هذه الدول، مكونا من ممثلين ومخرجين ومنتجين، يترأسه المخرج السويدي بيل أوغست الذي حصل على السعفة الذهبية مرتين من مهرجان كان بفرنسا عن فيلميه “بيلي لو كونكيران” (بيلي الفاتح) و”ذو بيست إنتونشينز” (أفضل النوايا).

وتتميز السينما الاسكندنافية بتمردها على الأنماط السينمائية التقليدية واعتمادها على مواضيع تبرز العلاقات الإنسانية وتشابكها ، كما تحرص على توفير مساحة كبيرة للمشاهد من أجل التفكير والتفاعل مع قصص الأفلام المعروضة للبحث عن معناها واستخلاص استنتاجاته الخاصة فضلا عن أن جل الأفلام الاسكندنافية توظف بشكل جيد هدوء و قسوة الطبيعة التي تميز هذه البلدان.

وإذا كانت السينما الاسكندنافية تهتم بجميع المواضيع التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالإنسان في علاقته بنفسه ومحيطه، فالملاحظ أن أغلب الأفلام التي تم إنتاجها مؤخرا ركزت على الخصوص على الحياة داخل الأسرة ، ومشاكل المراهقة والشباب والعلاقات العاطفية، وكل ذلك في قالب فني بسيط ، منسجم ومؤثر ولا يخلو من التشويق.

ورغم ظهور جيل جديد من صناع السينما الشباب بهذه البلدان، يتوفرون على رؤيا جديدة للسينما وأساليب متفردة ، فأعمالهم تدل على تأثرهم نوعا ما بتجارب مخرجين اسكندنافيين كبار وفي مقدمتهم المخرج السويدي العالمي انغمار بيرغمان الذي قدم خلال مسيرته الفنية الطويلة واللامعة تحفا سينمائية تمزج بين الواقعية وبساطة التعبير.

وإذا كانت السينما الاسكندنافية قد ركزت في بداياتها على السوق المحلية، فإنها ستعرف ازدهارا ونجاحا كبيرين منذ تسعينيات القرن العشرين خاصة بالدانمارك والسويد و النرويج، هذه الأخيرة التي تتوفر على العديد من المعاهد العليا للسينما أبرزها تلك المتواجدة بمدينة “ليلهامر”.

وقد أثبت المبدعون الاسكندنافيون براعة في التعامل مع سينما الواقع ، غير أن الدنماركيين تفوقوا في هذا المجال ، لأن السينما بهذا البلد انطلقت مبكرا، واستمرت في انتاجها منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى اليوم بدعم رئيسي من المعهد الدنماركي للسينما، وكانت ثمرة هذا الدعم إنتاج العديد من الأفلام التي تناولت مجموعة من المواضيع الاجتماعية الواقعية التي تأثرت بتيارات سينمائية عدة أبرزها حركة دوغما 95.

وكانت الفكرة التي قامت عليها حركة دوغما 95 التي تأسست على يد كل من المخرجين الدنماركيين لارس فون ترير وتوماس فانتربرج لينضم بعد ذلك إليهما مخرجون آخرون ، تتمثل في إمكانية صناعة الأفلام بدون الاعتماد على الميزانيات الضخمة والاعتماد بدلا عن ذلك على المنح الحكومية والمحطات التلفزيونية.

وكان الهدف من ذلك هو نقاء الفيلم من المؤثرات السينمائية المكلفة وعمليات التحسين التي تأتي عادة بعد مرحلة الإنتاج والتركيز أكثر على قصة الفيلم وأداء الممثلين بما يساعد الجمهور على الاندماج أكثر مع أحداث الفيلم والمواضيع المطروحة.

أما السينما في كل من فنلندا وأيسلندا فقد كانت في بداياتها كباقي الدول الاسكندنافية تعتمد على الأدب المحلي والشعر كمصدرين للإلهام من أجل إنتاج الأفلام، غير أنها ستعرف ازدهارا في السنوات الأخيرة ، حيث استطاعت بعض الأفلام أن تحقق نجاحات على المستوى العالمي وسجلت حضورا لافتا في العديد من المهرجانات وحصدت جوائز هامة كما حظيت باهتمام الجمهور خارج حدودها.

النجاحات في السينما الفنلندية توالت بفضل عدد من المخرجين ومن أشهرهم المخرج أكي كاوريسماكي الذي اعتمد على قوة الصورة و فرض أسلوبه ومكانته في عالم الفن السابع وكذلك المخرج كلاوس هارو.

ويجمع عدد من النقاد على أن السينما الاسكندنافية نجحت في رفع التحديات التي كانت مطروحة أمامها بذكاء وفعالية ، مع الحفاظ على هويتها ومكانتها أمام المنافسة الشرسة التي تمثلها أفلام دول أخرى خاصة الأنغلوساكسونية حيث تمكنت من تعزيز إنتاجها المحلي وتقديم أفلام ذات جودة فنية عالية وأخرى تجارية جذبت اهتمام جماهير عريضة في مختلف دول العالم.

وبفضل جيل المخرجين الشباب أمثال روبين أوستلوند (السويد) ونيكولاس ويندينغ ريفن (الدنمارك) وجواشيم تريير و ماريوس هولست (النرويج) ، أصبح للسينما الاسكندنافية طاقة جديدة ومكانتها الخاصة في جميع التظاهرات السينمائية، لأن كل مخرج منهم استطاع تحرير خياله و فرض ذوقه وأسلوبه في المشهد السينمائي العالمي.

اقرأ أيضا

العيون.. ورشات تكوينية حول محاكاة الفحص بالصدى لفائدة نحو ثلاثين طبيبا

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 18:07

استفاد حوالي 30 طبيبا من جهة العيون – الساقية الحمراء، مؤخرا، من ورشات تكوينية في مجال محاكاة الفحص بالصدى.

انطلاق المقابلات الشفوية للمترشحين للمشاركة في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 (المندوبية السامية للتخطيط)

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 17:09

أعلنت المندوبية السامية للتخطيط عن انطلاق المقابلات الشفوية للمترشحين للمشاركة في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024.

الأوراش التنموية بالدار البيضاء تسير على الطريق الصحيح وأفق 2030 عامل محفز لتسريع الأشغال (ندوة)

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 16:47

أكد المشاركون خلال ندوة-نقاش نظمت أمس الخميس بالدار البيضاء، أن المشاريع التنموية الجاري تنفيذها بالدار البيضاء تجري على قدم وساق وتخطو خطوات كبيرة، حيث يشكل أفق 2030 عاملا محفزا في هذا الصدد.