مساهمة المرأة اقتصاديا في تحول إفريقيا مشروع مجتمعي متكافئ لبناء المستقبل

أجرت الحديث… زهور السايح

الدوحة – أكدت الفاعلة الاقتصادية المغربية نبيلة افريدجي، العضو المؤسس ل”شبكة النساء الإفريقيات الرائدات”، أمس الأربعاء بالدوحة، أن التحول في إفريقيا عبر مشاركة المرأة في الاقتصاد مشروع مجتمع بكامله فيه تكافؤ العطاء بين الرجال والنساء، لبناء المستقبل وفق خارطة طريق واضحة.

وعبرت السيدة افريدجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب رئاستها أشغال جلسة نقاش مسائية حول دور النساء اقتصاديا في تحقيق التحول في إفريقيا، ضمن أشغال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، عن قناعتها بأن من شأن انخراط المرأة في تحريك الاقتصاد داخل إفريقيا، ومن أي موقع في دواليب هذا الاقتصاد، أن يساهم في تحقيق التحول داخل القارة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.

وسجلت أن النساء المشاركات في هذه الجلسة حاولن، من هذه الزاوية، تأكيد قدراتهن على الانخراط في زمن عولمة الاقتصاد من بوابة القطاع الخاص، وأيضا إبراز ما لديهن من خبرات وطموحات في مجال تحقيق تحولِ وبناءِ مستقبل القارة، وفقا لخارطة طريق واضحة المحددات، وذلك تماشيا مع اهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 ورؤية 2063 للاتحاد الإفريقي.

كما أردن، تضيف عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التأكيد في نفس الوقت على أن أياديهن ممدودة للآخر في إطار مقاربة رابح-رابح لبناء المستقبل بعيدا عن النظرة النمطية التي تحجز إفريقيا في صورة منطقة تعج بالنزاعات والحروب، أو في أحسن الحالات تجعلها مجرد خزان للثروات الطبيعية أو سوقا استهلاكية ليس إلا، لافتة الى أن افريقيا اليوم وبفضل نسائها ورجالها سيتم النهوض بها بعيدا عن هذه الرؤية المقزمة، وسيتم قيادة علاقاتها في إطار تبادل للمنافع والشراكات على قدم المساواة ووفق منطق رابح-رابح.

وأوضحت أن انفتاح هذه التمثيلية من النساء الإفريقيات على منطقة الشرق الأوسط، عبر هذا المؤتمر، يأتي من باب قناعتهن بأنه لا يمكنهن الاشتغال بمعزل عن المحيط الإقليمي القريب منهن، وأن الدخول في شراكات منصفة ومجزية يحتم تقريب صورة إفريقيا الى الاخر.

وأبرزت السيدة افريدجي الدور الذي اضطلعت به شبكة النساء الإفريقيات الرائدات، التي كانت من بين مؤسسيها، في توحيد وتجميع المبادرات وتقريب صورة إفريقيا الى الاخر وجعلها ميسرة القراءة بعيدا عن ضبابية الصورة النمطية، خاصة بالنسبة للراغبين في ربط شراكات مع القارة.

ومن جهتها، قالت فرلين ديان سوبرويدو منسقة داخل شبكة النساء الإفريقيات الرائدات، في تصريح مماثل، إن جلسة النقاش التي جمعت جملة من النساء الإفريقيات الرائدات في مجالات اختصاصهن كرئيسة مالاوي سابقا، جويس باندا، بحثت في إسهام المرأة اقتصاديا في تحول إفريقيا صوب المستقبل، وحاولت تقريب صورة ما يجري على ارض الواقع في إفريقيا، تبديدا لكثير من التصورات المغلوطة أو غير الدقيقة.

وأكدت أن هذا اللقاء فتح الباب لمزيد من التقارب والفهم المتبادل وأن الأمل معقود في أن تستقطب الدورة المقبلة المزيد من النساء من شمال وجنوب إفريقيا.

وكانت جلسة “التحول في إفريقيا عبر مشاركة المرأة في الاقتصاد.. هل هو نموذج للاخرين”، السادسة ضمن فعاليات هذا المؤتمر السنوي، قد تناولت إشكاليات من قبيل الكيفية التي يمكن بها لإفريقيا أن تصبح فاعلا محوريا في الاقتصاد العالمي، بعيدا عن ربط ذلك بكونها خزانا للموارد الطبيعية، وكذا رؤية التحول بالنسبة لإفريقيا، ومدى انخراط النساء ومساهماتهن في تحقيق هذا التحول، وأيضا الكيفية التي يمكن بها اشراك العالم في هذا التحول.

تجدر الإشارة الى أن مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، الذي اختتم اشغاله مساء أمس، بحث بمشاركة 270 شخصية بارزة من 73 دولة قضايا من قبيل “فرص الشرق الأوسط للتقدم إلى الأمام”، و”التغيرات الكبرى التي تواجه المنطقة”، و”التحديات الرئيسية للتحول الاقتصادي”، و”تبني ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، و”تداعيات تغير المناخ على الطاقة والاقتصاد” و”النمو الكلي وخلق الوظائف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، و”أثر الأزمة السورية على الأوضاع الاقتصادية في الشرق الأوسط وأوروبا”.

كما ناقش المؤتمر، الذي انتظم على مدى يومين، مواضيع من قبيل “تغيير السياسة الأوروبية تجاه الشرق الأوسط والتداعيات على اقتصاد المنطقة”، و”دور المدن الكبرى في تغيير الشرق الأوسط”، والبعد الآسيوي في المنطقة.