معرض بجنيف حول مساهمة المغرب في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني عبر العالم

جنيف – افتتح معرض حول “مساهمة المملكة المغربية في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني عبر العالم”، مساء أمس الاثنين بقصر الامم بجنيف، وذلك على هامش أشغال قسم الشؤون الإنسانية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة.

وجرى حفل افتتاح هذا الحدث الهام ، الذي أعدته وقدمته القوات المسلحة الملكية ، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بحضور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ، مارك لوكوك ، مدير مصلحة البروتوكول للأمم المتحدة في جنيف ، سيرجي شابوشيكوف ، السفير ، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نيويورك ، ورئيس قسم الشؤون الإنسانية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ، عمر هلال ، وكذا السفير والممثل الدائم للمملكة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف ، عمر زنيبر.

حضر الحفل وفد من ضباط أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وممثلون عن منظمات إنسانية والعديد من السفراء المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف.

وأشاد السيد لوكوك في هذا الصدد بجلالة الملك محمد السادس لتعبئة المملكة وإسهامها في عمليات حفظ السلام ، مشيرا إلى أن هذا المعرض يعكس “المساهمة الإنسانية المتميزة للمغرب ودوره في الحفاظ على السلم في مختلف بلدان العالم ، إلى جانب الأمم المتحدة “.

وقال لوكوك في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “هذه المساهمة أنقذت العديد من الأرواح وقللت من معاناة الكثير من الناس”.

ونوه، في هذا الصدد ، بجهود جلالة الملك محمد السادس “الذي يضطلع بدور رائد في دعم دول المنطقة والعديد من الدول الأخرى فيالعالم”.

من جانبه ، أبرز السيد هلال أهمية هذه التظاهرة التي تبرز العمليات الإنسانية للقوات المسلحة الملكية في العالم ، مشيرا الى تقليد المغرب الطويل الأمد في مجال العمل والدعم والمساعدة الإنسانية.

ولفت ، في هذا الصدد ، الى التعبئة المستمرة للمغرب تحت قيادة جلالة الملك في خدمة السلم والدور الرائد للمملكة في مختلف القضايا الهامة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأشار السفير زنيبر ، من جانبه ، إلى أهمية هذا الحدث الذي يعكس تنوع العمل الإنساني الذي يقوم به المغرب في جميع أنحاء العالم ، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك ، لتوفير المساعدة الأساسية للسكان المحتاجين أو الذين يعانون من الهشاشة أو ضحايا النزاعات أو الكوارث الطبيعية، مشيدا بالاهتمام الكبير بهذه التظاهرة من قبل كبار المسؤولين بالأمم المتحدة والدبلوماسيين المعتمدين في جنيف والمجتمع المدني الذين حضروا هذا الحدث.

ويأتي هذا المعرض ليبرز انخراط المملكة المغربية تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خدمة مبادئ الأمن والسلام عبر العلم وأيضا لإبراز الخبرة المكتسبة على مدى 60 عاما في مجال الأمن والسلام والعمل الإنساني خاصة في ما يتعلّق بإقامة المستشفيات العسكرية الميدانية التابعة للقوات المسلحة الملكية وإيصال المساعدات الإنسانية المباشرة لفائدة سكان الدّول التي تمرّ من أزمات أو تواجه تبعات كوارث طبيعية.
وتأتي مساهمات المملكة المغربية كامتداد لتقليد عريق ضارب في التاريخ المجيد للمملكة وتتويجا للسياسة الخارجية للمغرب، حيث تندرج هذه المساهمات الإنسانية في التصوّر الواعي لالتزامات المغرب الدولية لنصرة قيم التضامن مع مختلف شعوب المعمور ومساندة القيم الشرعية الدولية ومفاهيم الحقّ والقانون الدولي.

ومنذ اعتلاء جلالة الملك محمّد السادس، عرش أسلافه الميامين، شكل البعد الإنساني مكانة محورية في جُلِّ المساهمات المغربية سواء تعلّق الأمر بعمليات حفظ السّلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أو في إطار عمليات التضامن العالمي. ويترجم هذا البعد الرّغبة الملكية السامية التي حملتها عبارات الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في أشغال القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، التي استضافتها إسطنبول أيام 23 و 24 ماي 2016، جاء فيها ” منذ اعتلائنا عرش أسلافنا الميامين، حرصنا أن يكون العمل الإنساني ركيزة أساسية ومحورية للسياسة الخارجية للمملكة. وهنا وبكلّ افتخار يمكننا أن نذكر المشاركة الفعلية للمغرب في الحدّ من الأزمات الإنسانية أينما كانت، خصوصا في بلدان الجنوب”.

في هذا الإطار، قام صاحب الجلالة الملك محمّد السادس،بزيارة ثمانية مستشفيات ميدانية من بين الخمسة عشر التي أقامها المغرب في عهد جلالته.

ويرتكز هذا المعرض على محاور تهم التجريدات المغربية في خدمة عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين؛ المستشفيات العسكرية الميدانية والمساعدات الطبية والاجتماعية ؛ المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة المغربية ؛ذاكرة وشهادات ؛تكريم شهداء القوات المسلحة الملكية المغربية الذين سقطوا خلال عمليات حفظ السلام.

وفي اطار مساهمة القوات المسلحة الملكية في عمليات حفظ السلام عبر العالم ؛ شارك أكثر من 70000 من القبعات الزرق المغاربة في 14 عملية أممية لحفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ، وتم إنشاء 16 مستشفى عسكري ميداني داخل 13 بلدا، استطاعت توفير أكثر من 2500000 مساعدة طبية لفائدة الساكنة المحلية.
منذ حصوله على الاستقلال، انخرط المغرب في المحافظة على استتباب الأمن والسلام العالميين، وذلك من خلال نشر 08 تجريدات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية في 14 عملية لحفظ السلام تابعة لمنظمة الأمم المتحدة الكونغو (1960-1961) ، الصومال (1992-1994)،البوسنة والهرسك (1996-2007) ،كوسوفو (1999-2014) ، هايتي (2004- 2006) ،الجمهورية الكونغو الديمقراطية (ابتداء من سنة 2001) الكوت ديفوار (2004-2016) ،جمهورية الكونغو الديمقراطية (منذ 2001) وجمهورية إفريقيا الوسطى (منذ 2013)

وقامت المملكة المغربية بإقامة 16 مستشفى عسكري ميداني، سواء في إطار أممي أو في إطار الشراكة الثنائية، وذلك اعتبارا من سنة 1993 (الصومال – مقديشيو (1993-1994)، كوسوفو (1999-2006)، الغابون (2005)، النيجر (2005 )

الكونغو برازافيل ( 2006)،السينغال ( 2006 – 2007 )، غزة / فلسطين (2009)

تونس ( 2012 )، غزة / فلسطين (2012 ) ،الكونغو برازافيل ( 2012 )، مالي ( 2013 )، غينيا كوناكري (2014)، غينيا بيساو (2015)، جنوب السودان (2017)، غزة / فلسطين (2018)، الزعتري / الأردن ( لا يزال يقوم بمهامه الإنسانية منذ 2012)

وتمّ تمثيل المساعدات الإنسانية التي يتمّ إرسالها انطلاقا من المملكة المغربية داخل خريطة تبرز حصيلة أكثر من نصف قرنٍ من العمل الإنساني للمملكة المغربية لفائدة عددٍ من بلدان المعمور (1963 – 2018).

وسيتمّ عرض مواد سمعية بصرية من أجل تقديم الزيارات التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمّد السادس،القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية للمستشفيات الميدانية بكلّ من الغابون، النيجر، مالي، غينيا كوناكري، وغينيا بيساو ؛والعمليات والتدخلات المتعدّدة الاختصاصات المقدّمة لفائدة ساكنة (الصومال، السينغال، تونس، الكونغو برازافيل، غينيا كوناكري، وغينيا بيساو) ؛

و العمل الإنساني للتجريدة العسكرية والمستشفى الميداني المغربي بالصومال.

وفي ما يخص ذاكرة وشهادات، سيتم عرض نسخ من ألوية التجريدات العسكرية والمستشفيات الميدانية المغربية ، لوحة أنفوغرافية تشمل صور توشيح أفراد التجريدات المغربية، وأوسمة تذكارية ، وشهادات المسؤولين الأمميين وقادة القوات المتعدّدة الجنسيات.

وسيتم تكريم شهداء القوات المسلحة الملكية المغربية الذين سقطوا خلال عمليات حفظ السلام ،بهدف استحضار تضحيات شهداء الواجب من الجنود المغاربة الذين سقطوا خلال عمليات حفظ السلام الأممية، من خلال عرض صور لمراسيم التكريم والتأبين التي تقام لهم, خاصة داخل المغرب، تنفيذا للأوامر السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بالإضافة إلى مقتطفات من الخطابات الملكية التي تستحضر تضحيات شهداء الواجب الذين سقطوا من أجل الذود عن القيم العالمية للسلم والأمان التي تؤمن بها المملكة المغربية.