آخر الأخبار
من المؤسف رؤية دولة كالسويد تصطاد في المياه العكرة “لتسقط تحت تأثير مجموعة ضغط مؤيدة للجزائر” (لوماتان)

من المؤسف رؤية دولة كالسويد تصطاد في المياه العكرة “لتسقط تحت تأثير مجموعة ضغط مؤيدة للجزائر” (لوماتان)

الأربعاء, 7 أكتوبر, 2015 - 18:38

الرباط – كتبت جريدة “لوماتان” في مقال رأي تحت عنوان “من الجزائر إلى ستوكهولم.. خبايا اعتراف” أنه من المؤسف رؤية دولة كالسويد تصطاد في المياه العكرة، “لتسقط تحت تأثير مجموعة ضغط مؤيدة للجزائر”.

وأشارت الجريدة في مقال وقعه مدير أقسام التحرير ، عمر الذهبي، أن “ما يدعو للأسف هو رؤية دولة كالسويد، المعروفة بحيادها وكرهها للصراعات الدولية، تصطاد في مياه عكرة لتسقط تحت قبضة لوبي مؤيد للجزائر وتخدم بذلك مصالح الجزائر”.

ولاحظ الصحافي أنه “منذ انطلاق مسلسل الاعتراف بجمهورية “البوليساريو” الوهمية في السويد، ومنذ أن تعالى صوت المغاربة ضد هذا الاستفزاز، حاولت بعض الأقلام، في الخارج، أن تجعل مبادرة السويد تبدو منسجمة مع المبدأ ذاته الذي جعلها تعترف بدولة فلسطين. وهو تحريف خطير للواقع يتطلب توضيحا”، مبرزا أن “الحقيقة تتجلى في كون اعتراف السويد بدولة فلسطين لم يكن سوى ذريعة تمهيدية ووهما للتحضير للهدف النهائي والأساسي، وهو الاعتراف بجمهورية “البوليساريو” الوهمية، ومنحها بذلك شرعية مغلوطة”.

واعتبر السيد الذهبي أن الملاحظ المتبصر يدرك أن السويد تشكل، منذ عدة سنوات، موضوع استراتيجية لاختراق هياكلها من قبل مجموعة من عملاء مديرية الاستعلامات والأمن الجزائري، من بينهم سويديون ومواطنون مزدوجو الجنسية (جزائريون-سويديون)، مسجلا أن هذه الاستراتيجية بلغت منتهاها بوصول حزبي الخضر والاشتراكيين الديمقراطيين إلى الحكم.

في اللغة المتداولة داخل جماعات الضغط، يقول الصحفي ، “يتم الحديث، في هذه الحالة، عن اختراق ناجح، ومن ثم شرعية التساؤل حول أًصالة قناعات ودوافع دولة السويد وكذا خبرتها في مواجهة بؤر النزاعات الدولية”.

لا يتعلق الأمر هنا ب”نظرية المؤامرة”، يقول السيد الذهبي، معتبرا أن لا أحد يجهل تاريخ ممارسات جزائريي البوليساريو في البلدان الاسكندنافية. ف”الجزائر، المتخصصة في خلط الأوراق، قامت بالأسوأ”، مضيفا أن النظام الجزائري، المتخصص في التزوير واستعماله والاستغلال بكافة الأشكال، “جعل على الدوام من التضليل مبدأ للسياسة الدولية، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد”.

وأضاف أنه حتى على المستوى الوطني، فإن النظام الجزائري يظل مسؤولا عن جرائم ضد الإنسانية خلفت أزيد من 300 ألف ضحية في صفوف مواطنيه، معتبرا في هذا السياق أن ضميره لن يستيقظ فجأة ويتوقف عند أبواب السذاجة السويدية في مجال السياسة الدولية.

وذكر بأن فلسطين حظيت باعتراف السويد في أكتوبر 2014، وبعد أسابيع قليلة، وفي نونبر 2014، تم طرح فكرة الاعتراف بجمهورية “البوليساريو”، مسجلا أن مناصري الجزائر أنفسهم الذين لعبوا دورا مركزيا في الاعتراف بفلسطين، ونذكر على سبيل المثال يوهان بوزر، هم الذين نادوا بشكل هستيري وبطريقة متسرعة ومريبة، وفي اليوم الموالي للاعتراف بفلسطين، بالاعتراف بجمهورية “البوليساريو”.

غير أن التساؤل يطرح، يضيف الصحافي، حول الخيط الذي يربط بين فلسطين وجمهورية “البوليساريو” الوهمية، مؤكدا أن “الخبراء في العلاقات الدولية والعارفين بالملفين، والمتخصصين في الجغرافيا السياسية لا يجدون أي تشابه بين الحالتين”.

لا يمكن لأي تحليل جدي، يستنكر الصحافي، أن يبرر أي رابط بين الملفين، اللهم سوء النية التي يحملها أشخاص لديهم مصالح ويواجهون سذاجة مؤكدة، مسجلا أن هذه الموازاة العبثية والمقحمة بين الحالتين لا يبدو جديدا على الاستراتيجية الجزائرية المعادية للمغرب.

ولاحظ كاتب المقال أن “النظام الجزائري حاول دائما أن يضع في نفس الخانة الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية مع ما يصفه في تهجمه على المغرب داخل المحافل الدولية بالاحتلال المغربي للصحراء. ألم يصمم علم الجمهورية الصحراوية الوهمية في مختبرات الأجهزة الجزائرية، على شاكلة العلم الفلسطيني؟ ألا تجتر الدبلوماسية ووسائل الإعلام الرسمية الجزائرية في كل مناسبة وحين عبارة الانتفاضة الصحراوية؟ إنه توظيف تعسفي طالما أثار استهجان الزعيم التاريخي ومهندس الانتفاضة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات”.

وأبرز السيد الذهبي أن “الضغط الإعلامي، الجمعوي، السياسي، عبر كل الشبكات الممكنة أفضى في النهاية الى تشويش الرؤية لدى بعض جماعات الضغط، والسياسيين والمسؤولين السويديين، بحيث لم يعد يتسنى لهم التمييز بين القضية الفلسطينية المعترف بشرعيتها من قبل المجموعة الدولية وقضية مزيفة ولدت أساسا من إرادة دولة تسعى الى إلحاق الأذى بجارها”. واعتبر أن “الاعتراف بفلسطين كان، بالفعل، على جدول الأعمال في أوروبا في سياق الضغط على إسرائيل من أجل استئناف مسلسل السلام، لكنه تم تسريعه بشكل غريب تحت ضغط أفراد اللوبي السويدي الذين كانوا يتظاهرون بالعمل من أجل فلسطين، بينما كان هدفهم الحقيقي التحضير للاعتراف بالجمهورية الصحراوية”.

وبالمناسبة، يضيف السيد الذهبي، فإن جوهان بوسر، الذي يعد قربه من جهاز الاستخبارات والأمن الجزائري حقيقة ثابتة، والذي ساهم في تسريع مسار الاعتراف بفلسطين، لم يعد يتحدث، اليوم، عن ممارسة أي ضغط على دول أوروبية أخرى من أجل القيام بذلك، بينما يردد، فيما يتعلق بالجمهورية المزعومة، بأن الاعتراف ستتلوه مبادرات مماثلة من دول أوروبية أخرى، مكررا نظرية وخطاب عرابيه بالجزائر، الذين لا ينفكون يرددون بأن عام 2015 سيكون “سنة حاسمة بالنسبة لتقرير مصير الشعب الصحراوي”.

وفي رأي الذهبي، فإن التلاعب بسذاجة تيارات سياسية سويدية صعدت لتوها الى السلطة، في المجال الجيوسياسي، مناورة جزائرية لن تفضي إلا إلى أوضاع مشينة على الصعيد الدولي، مبرزا أن الأمر ينطبق على هذا الانحراف “الأفريقاني المزعوم” للسويد إزاء بعض الديكتاتوريات الافريقية التي تدور في فلك الجزائر، والتي يبحث الديموقراطيون الاجتماعيون في السويد لديها عن تأييد من أجل الظفر بمقعد في مجلس الأمن.

واعتبر أن “السويد بإمكانها مساعدة افريقيا. ويمكنها أن تفعل ذلك بشكل مغاير. بدون مقعد في مجلس الأمن، وبغناها، يمكن أن تساهم في تنمية افريقيا. وإن استطاعت السويد تبوء هذا المقعد، فإن الحكم الجزائري سيعمل على الاستفادة من ذلك وسيواصل تحريك الدبلوماسية السويدية من خلال لوبيها المستقر والمتوغل في ردهات جهاز الأمن والاستخبارات”.

هل من مصلحة ستوكهولم أن تجد نفسها عالقة في رهانات جيوسياسية لا تضبط مفاصلها ومآلاتها وتتورط في نزاعات دولية حافظت إزاءها دائما على مسافة معقولة؟ يتساءل الصحافي مؤكدا أن من مصلحة السويد، نفسها، ومصلحة دول أخرى عديدة، ألا يكون لستوكهولم مقعد بمجلس الأمن.

وخلص الى القول إن “مثل هذا المقعد يقتضي نضجا كبيرا في مجال السياسة الدولية وقدرة على التقييم الصائب للأمور لا يبدو أن الفصائل السياسية التي تتولى السلطة بالسويد، تمتلكها في اللحظة الحالية”.

اقرأ أيضا

وفد برلماني مغربي يجري سلسلة مباحثات بمجلس الشيوخ الفرنسي

الأربعاء, 15 مايو, 2024 في 21:15

أجرى وفد من مجلس المستشارين، يقوده رئيس مجموعة الصداقة المغربية-الفرنسية، محمد زيدوح، سلسلة من المباحثات اليوم الأربعاء بمجلس الشيوخ الفرنسي، وذلك في إطار زيارة عمل إلى فرنسا.

إطلاق مجموعة قمصان جديدة لشركة “أديداس” العالمية تحمل اللمسة المغربية (بلاغ)

الأربعاء, 15 مايو, 2024 في 21:07

تم الإعلان، اليوم الأربعاء بالرباط، عن إطلاق مجموعة قمصان جديدة لشركة “أديداس” العالمية، تحمل اللمسة المغربية، وذلك تنفيذا لاتفاق سابق بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل وهذه الشركة الألمانية.

الدورة الأولى من “معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية” من 24 إلى 26 ماي الجاري بالرباط

الأربعاء, 15 مايو, 2024 في 19:48

تنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، من 24 إلى 26 ماي الجاري بالرباط، الدورة الأولى من “معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية”.