مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف .. سينما المؤلف “سينما جريئة” تضفي على مواضيعها حسا جماليا وعمقا إنسانيا (مدير المهرجان)

                               (أجرى الحديث : عبد الله امشانة)

   الرباط – أكد مدير الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، السيد حمادي كيروم، اليوم السبت بالرباط، أن أبرز ما يميز سينما المؤلف هو كونها “سينما جريئة” تعالج، من زوايا مبتكرة، مواضيع يومية وعادية، لكنها تضفي عليها لمسة فنية وحسا جماليا وعمقا إنسانيا.

   وأوضح السيد كيروم، وهو أستاذ جامعي بكلية الآداب بن امسيك بالدار البيضاء، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش فعاليات مهرجان سينما المؤلف، أن هذا المهرجان، الذي تأسس منذ نحو 22 سنة، يروم بالأساس النهوض بالذوق والصناعة السنمائية وخلق جيل جديد من الشباب يراهن على خلق سينما جديدة ومختلفة من حيث المحتوى والتقنيات والأدوات المستعملة في صناعة الأفلام.

   واعتبر أن غالبية الأعمال السينمائية التي تقدم في القاعات السينمائية أو شاشات التلفزة، هي موجهة للجمهور العريض، الذي غالبا ما يوصف، أحيانا ظلما، بضعف ذوقه السينمائي، لافتا إلى أن التجربة تثبت بأن هذا الجمهور يتفاعل إيجابا مع كل الأعمال السينمائية الجيدة، مضمونا وجمالية وإبداعا.

   وأضاف أنه، خلافا لما يتم الترويج له في بعض الأحيان من قبل بعض المنابر الإعلامية، فإن المهرجانات تبقى لها مساهمة أكيدة في تجويد العمل السينمائي. ومن ثم، يوضح السيد كيروم، فهي  تعد “ظاهرة صحية ينبغي دعمها ومواكبتها وتقويمها إن هي فسدت”.

   في سياق متصل، أبرز السيد كيروم أن الخيط الناظم بين جميع الأفلام المشاركة في المهرجان هو تركيزها على البعد الجمالي وتوظيف التقنيات والأدوات السينمائية الانتاجية بحرفية لمعالجة قضايا جديدة، موضحا أن الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية يصل عددها إلى 13 فيلما، من أصل 60 فيلما يمثل أزيد من 27 بلدا.

   ويتعلق الأمر بأفلام التونسي فريد بوغدير (زيرو)، والجزائري حسن فرحاتي (في رأسي دوار)، والمصري تامر السعيد (آخر أيام المدينة)، و أوليفر لاكس (ميموزا)، والإيراني رضا كريمي (ابنة)، والتركي فكرات ريحان (الحرارة الصفراء)، والجورجي روسودان كلورجيدز (بيت الآخرين)، والكندي جورج تيلين أرموند (العزلة)، والأوكرانية مارينا ستيبانسكا (سقوط)، والشيلي أليخاندرو جودورفسكي (شهر بلا نهاية)، والفرنسي فاليري ماساديان (ميلا)، والكولومبي سيزار أوغيستو أسيفيدو (الأرض والظل)، والفرنسي جواشيم لافوس (بعد الحب)، والإيراني مهراد اسكويي (أحلام الفجر).

   من جانبه، أكد المخرج والممثل المغربي فوزي بنسعيدي، رئيس لجنة التحكيم الرسمية للمهرجان، في حديث مماثل، أن المهرجان، منذ إنشائه، أبان عن انتمائه لتصور خاص يراهن على السينما من منطق كونها “فنا أكثر منه صناعة”، وذلك من خلال حرصه على تقديم رؤية شخصية وعميقة حول العالم وقضاياه المتشعبة.

   وأبرز أن هذا التوجه أعطى للمهرجان تميزا على مستوى العديد من المهرجان الوطنية والدولية، موضحا أن رئاسته للجنة التحكيم الرسمية للمهرجان هي مسؤولية يتحملها بجدية والتزام، معربا عن أمله في أن تمثل الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية نموذجا رائدا وراقيا للأعمال السينمائية لكي تجد طريقها نحو الانتشار والنجاح.

   وشدد المخرج على أن واقع السينما المغربية أصبح يحيل على نوع من التناقض، ذلك أنه على الرغم من التطور الذي يعرفه القطاع، إلا أن الحاجة تبقى ماسة، مع ذلك، لبزوغ فعاليات شبابية تعطي دفعة نوعية ونفسا جديدا لصناعة السينما، لاسيما في صنفها المتعلق بالمؤلف. 

   وكانت فعاليات مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، الذي تنظمه جمعية مهرجان الرباط للثقافة والفنون إلى غاية 4 نونبر المقبل، قد انطلقت أمس الجمعة بالمسرح الوطني محمد الخامس.