موازين.. المغني الغاني إيبو تايلور يغوص بجمهور منصة أبي رقراق في أعماق إفريقيا على نغمات الهاي لايف

(سناء بن حمو) 

الرباط – في أول لقاء بجمهور مهرجان موازين-إيقاعات العالم،الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الجمعة ، حمل الفنان الغاني إيبو تايلور،  المولعين بالموسيقى الإفريقية، فوق سماء أبي رقراق، على بساط من نغمات “الهاي لايف” المرصع بإيقاعات الجاز الشعبية التقليدية.

 ولم تثن السنون ولا الإرهاق الذي كان باديا على محيى الفنان الغاني الكبير من لقاء جمهوره ومحبيه الذين حجوا إلى منصة أبي رقراق، من مختلف ربوع القارة الإفريقية، لينهلوا من الزخم الموسيقي الذي انطلق منذ السبعينيات في أكرا، كما في كل المدن الشاطئية بخليج البنين.

 وبملابس تقليدية ذات الألوان المستوحاة من الطبيعة الافريقية ، أطلت الفرقة المرافقة لإيبو تايلور، من المنصة المنصبة على ضفة نهر أبي رقرارق ، مخاطبة الجمهور: “نحن ننحدر من بلد قريب من هنا، نحن ننحدر من غانا، لنستمتع بحفلنا، هل أنتم سعداء بهذا الاحتفال؟”، قبل أن تشرع في أداء أغنية “دوفو”، التي سرعان ما أثارت إعجاب وتفاعل الجمهور الذي ما لبث يلوح بيديه ويرقص على إيقاعات “الهاي لايف” الممزوجة بأغاني الجاز الشعبية.

 وبدا الجمهور من مختلف الأعمار متفاعلا إلى حد كبير مع ما تؤديه المجموعة، التي حافظت على تخصصها ومجال قوتها الذي يمزج بين أنماط موسيقية تجمع بين “الهاي لايف” والجاز والموسيقى الشعبية، بشكل يوحي بأن تماهي الجمهور مع المجموعة يترجم سنين من التجذر والمشاعر والحب المتبادل.

 وأهدى إيبو تايلور والمجموعة المرافقة له مزيجا متفردا ونادرا من أبرز أغانيه من قبيل، “بابا كوامي”، و”آبا يا”، وأييسامس” و”أبوا كييربين”، بالإضافة إلى أغان بصمت مشوار تايلور ك “هافن” و”لوف أند ديث” وغيرها التي تمايل الجمهور إثرها بشكل جنوني.

 وفي ختام الحفل، ودعت المجموعة جمهورها في جو من التأثر بعد أن غاصت بهم، من على ضفاف نهر أبي رقراق، في قلب التقاليد الإقليمية بإيقاعات جميلة من القارة السمراء ستبقى، دون أدنى شك، راسخة في الأذهان .

 وساهم إيبو تايلور، عازف القيثارة الموهوب والموضب المزداد بكيب كوست بغانا سنة 1936، إلى جانب فيلا كوتي، في تحويل أسلوب “الهاي لايف” إلى الأغاني الإفريقية الشعبية.

 كما يعتبر إيبو تايلور، الذي عمل على مزج موسيقى الهاي لايف مع إيقاعات الجاز والآلات الموسيقية الحديثة، حلقة وصل بين أكرا، مهد الهاي لايف ولاغوس، عاصمة “الأفروبيت”.

 وتمنح الدورة الـ17 من مهرجان موازين إيقاعات العالم(22 إلى غاية 30 يونيو)، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لجمهور المهرجان الغفير والوفي والمتشوق لهذا اللقاء السنوي، الذي أصبح موعدا ثقافيا عالميا يكرس للقيم النبيلة المتمثلة في التسامح والتنوع والانفتاح، لحظات موسيقية ماتعة ستظل راسخة في الذاكرة  .