موازين 2017 .. الفنانة سوزانا باكا تحتفي بجذورها الأفرو- هيسبانية بالرباط

إدريس التكي

الرباط-  أبهرت المغنية والمؤلفة الموسيقية البيروفية سوزانا باكا جمهور مهرجان موازين، أمس الأربعاء بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، بجملة أغاني تحتفي فيها بجذورها الهيسبانية الإفريقية.

   وصعدت “الملاك الأسود للأغنية البيروفية”، كما يطلق عليها المعجبون بفنها، المنصة وسط عاصفة من التصفيق والهتاف من حناجر جمهور متحمس ومتفاعل.

   وأبهرت الفنانة (73 سنة)، المعروفة بنضالها من أجل حقوق الأقلية الأفرو- البيروفية، الجمهور بأغانيها العذبة المستقاة من ريبرتوارها الغني والمتنوع ، الذي تدور مواضيعها حول أقانيم الجمال والحب والصداقة.

   هكذا، انبهر الجمهور بصوتها الجميل المحمل بالشجن ،وبالحنان أيضا، بأغان من مثل “نيغرا بريزوتوزا” و”ماربا لاندو” و”لارينا دو أفريكا” و”بيكينا فالس فيينيس” للشاعر الإسباني الشهير فيديريكو غارسيا لوركا.

   وأدت ديفا الأغنية البيروفية، التي كان صوتها الشجي مصحوبا بعزف أعضاء فرقتها على القيثارة والكونترباص والكمان والإيقاع، أغنية مهداة للشعب الهايتي، قبل أن تواصل أداءها ب”ميس رايسيس” و”إل بيلي ديل يورومن” وكذا “مي بالوميتا سي فيو فولاندو”، فضلا عن خطوات راقصة أثارت الإعجاب.

   ولم يفت سوزانا باكا أيضا أن تحتفي بمواطنيها الحاضربن ضمن الجمهور فأهدتهم أغنية قبل أن تحيي الصداقة المغربية – البيروفية، معربة عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثانية في مهرجان موازين – إيقاعات العالم.

   واختتمت الديفا البيروفية، المعروفة بنضالها لفائدة حقوق الأقليات السوداء في البيرو والتي يقوم زوجها الباحث الموسيقي البيروفي ريكاردو بيريرا بتجميع الموسيقات والأغاني الأفرو بيروفية وأسس المعهد نيغروكونتينيو سنة 1992، الحفل بأغنية تحيي فيها النضال اليومي للبدويين السود من أجل حياة كريمة.

   ومنذ ازديادها قرب ليما، في حي السود بكوريوس، وجدت سوزانا باكا نفسها منذ صباها الباكر على منعطف العديد من الثقافات.. الأنديس وإفريقيا وإسبانيا. وعلى مفترق التداخلات، أثرت هذه الوضعية على موسيقاها التي تمزج القيثارة الإسبانية والإيقاعات الإفريقية والآلات الآندية.

   وتم الاعتراف بسوزانا باكا في بلدها وفي العالم أجمع، فهي تغني وتشهد منذ حوالي أربعين سنة على أهمية الثقافة الشعبية للشعوب السوداء في أمريكا الجنوبية. وفي سنة 2001، مكنها التزامها من أن تصبح وزيرة للثقافة في البيرو. وفي نونبر من السنة ذاتها، انتخبت رئيسة للجنة من أجل الثقافة التابعة لمنظمة الدول الأمريكية ما بين 2011 و2013.

   يشار إلى أن المسرح الوطني محمد الخامس ، رمز الحياة الثقافية، اختاره منظمو مهرجان موازين – إياعات العالم لتنظيم عدد من السهرات المتميزة وهو شاهد على لحظات فريدة في تاريخ هذا المهرجان. وقد جعل ديكوره المتفرد وجوه الحميم وجمالية الأصوات التي تنبعث منه من هذه المنصة أحد الأماكن المفضلة للنجوم المغاربة والمشاهير الدوليين عند حضورهم للرباط.

   ويعد مهرجان موازين – إيقاعات العالم، الذي أحدث سنة 2001، موعدا لا محيد عنه بالنسبة لهواة وعشاق الموسيقى بالمغرب. ومن خلال أزيد من مليونين من الحضور في كل دورة من دوراته الأخيرة، فإنه يعد ثاني أكبر التظاهرات الثقافية في العالم.

   ويقترح هذا الحدث العالمي، الذي ينظم طيلة تسعة أيام من شهر ماي من كل سنة، برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين.