مولودية وجدة في البطولة الاحترافية: تشكيلة متجددة وأهداف محددة

(إدريس هاشمي علوي)

وجدة – بعد أن قضى عامين في البطولة الوطنية الاحترافية للقسم الثاني، يعود فريق مولودية وجدة ليوقع على حضور لافت ضمن أندية النخبة، واضعا نصب عينيه – هذه المرة – هدف مجاورة الكبار بشكل دائم ضمن فرق الصفوة.

ويعقد مسيرو سندباد الشرق، الذي ضمن صعوده إلى القسم الأول بعد أن حاز الريادة ضمن أندية القسم الثاني بواقع 60 نقطة، العزم على تجنب مطب المصعد، صعودا ونزولا بين القسمين، مع ما يستوجب ذلك من جهود.

إلى ذلك، تنكشف ملامح موسم طويل وصعب بالنسبة للفريق، بسبب الانتقال إلى الرباط لإجراء المباريات المبرمجة في انتظار استكمال أشغال تجديد أشغال الملعب الشرفي بوجدة، المرتقبة في متم شهر فبراير المقبل.

ويخشى متتبعون أن يفضي ذلك إلى التأثير على تركيز الفريق وعلى مردوديته، وذلك بالنظر إلى المسافة البعيدة بين الرباط ووجدة (500 كلم) وإلى الصعوبات المرتبطة بتنقل المشجعين.

غير أن رئيس النادي محمد هوار طمأن عشاق الفريق، خلال ندوة صحافية عقدت مؤخرا بوجدة، إلى أن “انتقال النادي، بما في ذلك طاقمه التقني والإداري إلى الرباط، يظل مؤقتا”، لافتا إلى أن هذا الاختيار “لم يكن اعتباطيا” وسيمكن من استضافة النادي في مجمع من مستوى عال يستجيب للمعايير الدولية، والقيام بتربصاته في المركز الوطني للرياضات مولاي رشيد الذي يوفر ظروفا مثالية للتدريب والإقامة، بالإضافة إلى وجود جمهور وجدي غفير في الرباط والمدن المجاورة.

وإزاء ذلك، فإن مصاريف إضافية باتت ملقاة على عاتق النادي، لا سيما في ما يتصل بتكاليف الإقامة بالرباط وإجراء التداريب. وهي التكاليف التي أضحت ضرورية، على أمل التأشير على انطلاقة واعدة، تحت إشراف الإطار التقني عبد العزيز كركاش، ابن الفريق، الذي قاد سفينة النادي إلى مرافئ قسم الكبار.

ويقول مسيرو الفريق، الذي واجه صعوبات خلال الأعوام الماضية في حجز مقعد دائم ضمن أندية الصفوة، إنهم يسعون جادين إلى توفير كل الشروط اللازمة لتمثيل مدينة وجدة والجهة الشرقية بما يعكس مستوى هذا النادي العريق.

وفي هذا الصدد، أوضح الناطق الرسمي باسم الفريق حسن مرزاق أن المكتب المسير، الذي تولى شؤون النادي منذ فبراير الماضي، كان قد أرسى هدفا حيويا على المدى القصير، يتمثل في الصعود إلى القسم الأول، وهو ما تكلل بالنجاح.

وعلى المدى المتوسط، سعى المكتب المسير إلى إعادة هيكلة الفريق على الصعيد المالي والإداري والتقني، وأجرى العديد من الانتدابات للاعبين مغاربة وأجانب. ويتعلق الأمر، بحسب السيد مرزاق، بتغييرات همت تشكيلة الفريق بما يناهز 80 في المئة.

وقال إن النادي بصم على حضور مهم في سوق الانتقالات، لا سيما من خلال انتداب عبد الهادي حلحول (مهاجم) ومحمد بوجاد (حارس مرمى) ويوسف لكناوي (وسط ميدان) وسفيان بحاسة (ظهير أيسر)، بالإضافة إلى النيجيري إيميكا أوغبوغ (مهاجم) والسنغالي مامادو نداو (وسط ميدان) والأوغندي كاريسا ميلتون.

وفي ما يتعلق بالأهداف المبرمجة على المدى البعيد، أكد المتحدث أن النادي يطمح إلى بناء فريق قوي بقدرات تنافسية تؤهله لحصد الألقاب والجوائز، بما يمكن من استعادة أمجاد كرة القدم الوجدية والإسهام في التنمية السوسيو اقتصادية للمدينة، مشيدا ب”الدعم القوي” الذي أبانت عنه السلطات المحلية ورئيس النادي ومشجعي الفريق.

كما تراهن المولودية الوجدية على التكوين والتأطير، إذ جرى إطلاق مركز للتكوين تحت إشراف الإطار الوطني محمد مرسلي، وذلك بغية إعداد المواهب الكروية المحلية التي من شأنها تطعيم الفريق الأول والتخفيف من حدة اللجوء إلى الانتدابات، وفق ما أكد الناطق الرسمي باسم النادي.

ولم يفت السيد مرزاق، بالمناسبة، دعوة الفاعلين الاقتصاديين المؤسساتيين والخواص ووسائل الإعلام المحلية إلى دعم مولودية وجدة وتشجيع الأنشطة الرياضية المحلية والجهوية، وذلك بالنظر إلى أن الجهة الشرقية تزخر برأسمال بشري لافت، في القطاع الرياضي، ينبغي الإفادة من مؤهلاته.

ويحتفظ فريق المولودية الوجدية، الذي تأسس في العام 1946، بلقب بطولة المغرب لعام 1975. كما حاز كأس العرش أربع مرات، في 1957 و1958 و1960 و1962.