مونديال 2018: هل يتمكن ساديو ماني من قيادة السنغال للتحقيق التألق

(بقلم: رشيد معبودي)

 دكار  –  سيكون اللاعب ساديو ماني، نجم الموسم الأكثر نجاحا في مسيرته مع نادي ليفربول الإنجليزي، حامل لواء كرة القدم السنغالية في نهائيات كأس العالم في روسيا (14 يونيو الجاري – 15 يوليوز المقبل).

وسيحرص نجم أسود التيرانغا، الذي تألق في الموسم الحالي بالدوري الممتاز ودوري الأبطال، على قيادة فريقه نحو تحقيق نتيجة أفضل لتخطي، على الأقل، عقبة الدور الأول في المجموعة الثامنة التي تضم أيضا منتخبات بولندا وكولومبيا واليابان.

بدأ ساديو ماني (26 سنة)، المنحدر من بامبالي، وهي قرية صغيرة في كازامانس (جنوب السنغال) مسيرته الرياضية في بلد التيرانغا، وتحديدا في أكاديمية (جينيراسيون فوت) لكرة القدم. واستهل مشواره الرياضي بأوربا مع نادي ميتز الفرنسي الذي تربطه شراكة مع الأكاديمية عام 2010، قبل أن ينتقل إلى سالزبورغ (النمسا) عام 2012، ومنها إلى نادي ساوثهامبتون الإنجليزي في 2014، ثم إلى نادي ليفربول عام 2016.

لم تكن رحلة ماني لتحقيق حلمه في أن يكون لاعبا لكرة القدم مفروشة بالورود، لكنه أفلح في تحدي الصعاب التي اعترضت سبيله في ذلك ومنها إقناع عائلته بطموحه في أن يصبح لاعبا لكرة القدم.

هذه المثابرة جعلت منه اليوم واحدا من أعظم اللاعبين في العالم، لاسيما وأنه يثير اهتمام أكبر الأندية الأوروبية. وهو ما يعني أن ناديه الحالي ليفيربول سيكافح من أجل الاحتفاظ بجوهرته، خاصة بعد بطولة كأس العالم.

وفي تعليقه على مؤهلات ماني، يقول اللاعب الإيفواري يايا توري (مانشيستر سيتي/ انجلترا) ، في تصريح صحفي، أن الرجل “يتوفر على إمكانيات كبيرة، وأنه سيقوم بالكثير من الأشياء الاستثنائية، إذا ما استمر على هذا المستوى. ويمكن أن يجلب الفخر لإفريقيا “.

 ومع خوضه موسما استثنائيا مع ليفيربول ، بتسجيل 10 أهداف في دوري أبطال أوروبا وفي الدوري الممتاز ، أصبح ساديو ماني في أبريل 2018 الهداف السنغالي الأول في التاريخ في الدوري الممتاز بتسجيل الهدف ال 44 منذ وصوله إلى انجلترا ، متجاوزا ديمبا با الذي يتوفر في رصيده على 43 هدفا، وحاجي ضيوف الذي سجل 32 هدفا ، ثم هنري كامارا الذي بلغ مجموع أهدافه 31 هدفا .

  وبتنافس ماني في منافسات دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد (1-3 هزيمة)، أضحى أول لاعب سنغالي يلعب في نهائي كأس كبير.  وهذا يعني أن أمل كرة القدم السنغالية يكمن في أقدام ابن بامبالي المعجزة ، خاصة أنه أبان عن قدرة في التهديف رفقة المنتخب بتسجيله لأربعة أهداف عام 2017 (ضد كل من تونس وزيمبابوي وكوت ديفوار وبوركينا فاصو). كما أنه سجل هدفين في إقصائيات كأس العالم (بوركينا فاصو ومدغشقر).

  ومن المؤكد أن مهمة مدرب أسود التيرانغا، أليو سيسي، ستكون صعبة في كيفية استغلال حيوية وحماس ومجهودات صانع ألعاب المنتخب على النحو الأمثل، وإشراكه بشكل مريح في الخطة التكتيكية التي وضعها لصالح فريقه في أفق تسجيل حضور مشرف بروسيا.

 وتواجه منتخب السينغال، الذي يضم في تشكيلة لاعبين محترفين بالدوري الإنجليزي والفرنسي، ولاعب واحد فقط متألق بإفريقيا هو خديم نداي (فريق حورويا كوناكري)، مهمة صعبة لتحقيق إنجاز مماثل على الأقل لذلك الذي حققه في مونديال سنة 2002 حين بلغ الدور ربع النهائي.

ويسعى لسير على خطى الجيل الذهبي لكرة القدم السنغالية في ذلك العهد (دورة 2002 في اليابان وكوريا)، حين سطر اللاعبون أجمل صفحات تاريخ كرة القدم ببلاد التيرانغا.

يشار إلى أن السنغال، الذي أوقعته القرعة في المجموعة الثامنة، سيخوض مباراته الأولى في المونديال ضد منتخب بولندا يوم 19 يونيو الجاري، قبل أن يواجه اليابان (24 يونيو) ، ثم كولومبيا يوم 28 من الشهر ذاته.