“نبض الأبطال” يحرك مشاعر الحضور بأيام السينما العربية بأوسلو

“نبض الأبطال” يحرك مشاعر الحضور بأيام السينما العربية بأوسلو

الإثنين, 25 مارس, 2019 - 14:37

– بقلم: وهيبة الرابحي-

أوسلو – بمشاعر مرهفة، ودموع على حافة العين، وابتسامة مشدودة على الشفاه تحولت أحيانا إلى ضحك بصوت مرتفع.. في تأرجح بين الفرح والحزن، كان الجمهور تحت وقع سحر الفيلم الوثائقي “نبض الأبطال” حول رياضيين مغاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي تم عرضه في نهاية الأسبوع بأوسلو.

ويواصل هذا الفيلم المؤثر للمغربية هند بنصاري تألقه في قاعات السينما، وتم تقديمه للجمهور النرويجي من خلال ثلاثة عروض في مهرجان أيام السينما العربية (20-24 مارس).

وإذا كان هذا العمل قد حظي بإشادة واسعة من النقاد منذ صدوره في ماي 2018، إلا أنه لا يزال يعد بتألق دولي من خلال إبراز أشخاص لا صوت لهم، وجعل نضالاتهم من أجل الكرامة مسموعة.

هناك شيء واحد مؤكد: لقد مكن الفيلم هند بنصاري أن تصبح أول مخرجة أفريقية تفوز بالجائزة الكبرى لأفضل فيلم وثائقي دولي في مهرجان “هوت دوكس” في تورونتو. كما أنه أول فيلم وثائقي مغربي يتم اختياره ضمن القائمة القصيرة للأوسكار.

حسب يوهان سفندسن روغنلين، مديرة البرمجة في أيام الأفلام العربية، فإن “+نبض الأبطال+، فيلم جميل للغاية استمتع به الجميع في المهرجان”، موضحة أن الفيلم الوثائقي يشير إلى الانكسارات الاجتماعية بعين فاحصة، ويميط اللثام عن جيل جديد من المخرجين المغاربة أقوياء بما فيه الكفاية لإثارة مواضيع مثيرة للجدل.

من ناحية أخرى، تشرح هذه المتخصصة في الأفلام السينمائية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفيلم يحكي قصة “صداقة بين اثنين من الرياضيين الكبار من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين عقدوا العزم على التأهل لألعاب ريو ولكنهم عند عودتهم إلى المغرب، يبدو أنه تم تهميشهم”؛ مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بالتأكيد “بقصة بطولة، وبرسالة سياسية على حد سواء”.

وعلى خلفية هذه المعركة المزدوجة من أجل الكرامة، يتتبع هذا الإنتاج، الذي يمتد لساعة و19 دقيقة، رحلة مثيرة إلى حد ما لصديقين منذ الطفولة، عز الدين ويوسف، كلاهما من ذوي الإعاقة، عقدا العزم على المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية للمعاقين في ريو 2016.

وفي نسيج شاعري وحميم، تختار المخرجة هنا تسليط الضوء على الحيف الاجتماعي الذي يقع ضحيته جزء كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة؛ وآثرت، من خلال الصور، إبراز السعي الحثيث للانتصار عوض التموقع في موقع الضحية.

“أنت لست مثل أي شخص آخر”، “أنت وأنا يجب أن نتدرب مرتين أكثر من أي شخص آخر”، “كل هذا يجب أن يجعلك أقوى وليس أضعف، تسمعني!”، “أنت يجب أن تتأهل”،” أظهر لي أنك رجل “، يقول عز الدين، الذي سبق أن توج بطلا وهو حامل الرقم القياسي العالمي في رمي الجلة بلندن، مخاطبا رفيقه يوسف، الذي يتدرب بشكل مكثف، على الرغم من الظروف القاسية.

من البداية إلى النهاية، كانت المخرجة قادرة على التقاط أبرز هذه اللحظات القوية في هذه القصة الإنسانية العميقة. إنها ترصد بكاميراتها لحظات من التوتر، ومضات من الحنان، ولحظات من الشك… باختصار، نراهم يكافحون ولكنهم أيضا يعيشون ويضحكون ويواصلون نزالهم ضد كل الصعاب، والعقبات تزداد ولكن، بحس الدعابة والفكاهة، يحاولون التغلب عليها.

خلال الفيلم ينتقل المشاهد بسرعة من الضحك إلى البكاء، ويتأثر بالعلاقة الخاصة بين عز الدين وصديقه الشاب يوسف المصاب بالشلل.

في نهاية العرض، يصفق الجمهور بشدة. “أحببت الفيلم، لو كان لدي مثل هذه العزيمة قبل بضع سنوات، كنت سأحقق أهدافا أكبر. أنا الذي كنت أعتقد أنني وصلت إلى نهاية ما كنت أتمناه”. كانت هذه كلمات عبد السلام المرابط، أحد المتفرجين المغاربة، عندما غادر غرفة فيكا كينو، والذي يبدو أنه كان يتذكر زمنا جميلا عندما قاده القدر إلى أوسلو لأول مرة.

ويضيف “لدي الكثير من الاحترام لهؤلاء الشباب الذين يكافحون على الرغم من إعاقاتهم وصداقتهم المخلصة وتضامنهم ودعمهم لبعضهم البعض، إنهم مثال للمواطن المغربي الجيد”.

بدوره، قال صديقه سعيد بندوه إن “المغرب يزخر بالكفاءات الإنسانية في مختلف المجالات، وفي هذه الحالة في عالم الرياضة، ولكنها تحتاج فقط إلى المساعدة الاجتماعية والدعم المالي، والمعنوي أيضا بكي تتفوق”.

هذا الفيلم الوثائقي هو دليل على الحب، وهو درس في الشجاعة، وقصة مؤثرة حول الصداقة تحمل أيضا رسالة مشفرة… على الرغم من أن الحياة لم تقدم لهم الهدايا، إلا أن عز الدين ويوسف، مثل أقرانهما، مستمرون في النضال معا على يوميا على أمل مستقبل أفضل.

“آمل أن يحركنا، نحن المغاربة، هذا الفيلم لكي نمنح أبطالنا المعاقين التقدير الذي يستحقونه، وإمكانية مواصلة تمثيل المغرب باقتدار على المستوى العالمي”، حسب ما صرحت به مخرجة الفيلم المغربي-التونسي-القطري-الدنماركي، الذي تم تصويره من طرف طاقم نسائي بشكل كامل.

كما أن تفاني عز الدين في مساعدة شباب منحدرين من آسفي ويعانون أحيانا من إعاقات أشد قد أثر في هند بنصاري، التي قررت أن تدخل الحياة اليومية لهؤلاء الرياضيين لعدة سنوات وتكشف عن واقعهم القاسي.

وقالت بعد عرض الفيلم “رأيت على الفور قصة أردت أن أحكيها وأشاركها مع الجمهور، ورغبت في الانخراط فيها”.

اختيارات هند بنصاري ليست اعتباطية. فكاميرتها تلتقط ببراعة دقة الحياة، قصصا إنسانية، وكفاحا من أجل الكرامة والحياة. كما كان الحال بالنسبة لفيلمها الأول “475: كسر الصمت” (2013) حول القصة المأساوية لأمينة فيلالي، المراهقة التي اغتصبت في سن 15 عاما واختارت أن تنتحر بعد أن وجدت نفسها، بعد عام، مجبرة على الزواج من مغتصبها.

 

 

اقرأ أيضا

التوقيع على ثلاث اتفاقيات للتنمية المجالية لإقليمي تنغير وورزازات

السبت, 4 مايو, 2024 في 0:04

ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الجمعة بقلعة مكونة، حفل توقيع ثلاث اتفاقيات بين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وشركاء من إقليمي تنغير وورزازات.

إقليم تنغير.. السيد صديقي يزور مشاريع تنموية لقطاع الورد العطري

السبت, 4 مايو, 2024 في 0:01

أجرى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الجمعة، زيارة ميدانية لإقليم تنغير، خصصت لمشاريع تنموية لقطاع الورد العطري.

ني ملال ـ خنيفرة.. دخول 21 مركزا صحيا حضريا وقرويا الخدمة بالجهة

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 23:58

أعطى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، مؤخرا، انطلاقة عمل 21 مركزا صحيا حضريا وقرويا على مستوى مختلف أقاليم جهة بني ملال ـ خنيفرة.