نحو جيل جديد من خدمات النقل الجوي بجهة درعة-تافيلالت

(إعداد : جمال الدين بن العربي)

الرشيدية – بوصول الطائرات الأولى للمحطتين الجديدتين بكل من مطار مولاي علي الشريف بالرشيدية ومطار زاكورة، تتجه جهة درعة-تافيلالت إلى تدشين مرحلة جديدة من خدمات النقل الجوي بالمنطقة.

وتتوفر جهة درعة-تافيلالت على ثلاثة مطارات بكل من زاكورة والرشيدية وورزازات، تؤمن رحلات من وإلى فاس والدار البيضاء ووجهات دولية أخرى مثل مونبولييه وبرشلونة ومدريد، مما يفسح المجال أمام انتعاش اقتصادي وسياحي لهذه الجهة.

ومن المتوقع أن يتم تجديد بنود اتفاقية الشراكة التي تربط بين جهة درعة-تافيلالت وشركة الخطوط الملكية الجوية وباقي الشركاء من أجل الرفع من عدد الرحلات الأسبوعية إلى 8 رحلات نحو ورزازات و7 رحلات إلى الرشيدية و4 رحلات إلى زاكورة.

كما أنه من المنتظر أن يتم تعديل أوقات الرحلات واستعمال طائرات توفر مقاعد أكثر من الطائرات المستعملة حاليا.

ومما سيساعد على تقوية الخطوط القادمة إلى هذه الوجهات البنيات التحتية التي تعززت داخل هاته المطارات، خاصة في مطار مولاي علي الشريف، إذ تتوفر المحطة الجديدة على تجهيزات مهمة ستمكن من تحسين ظروف استقبال المسافرين من حيث جودة الخدمات والاستجابة لمتطلبات المنظمة المدنية للطيران المدني.

وزودت المحطة، التي بلغت تكلفتها 82,10 مليون درهم، عبارة عن تمويل ذاتي للمكتب الوطني للمطارات، بأحدث التجهيزات التكنولوجية التي تمكن من استقبال المسافرين في أحسن الظروف.

كما أن مطار الرشيدية مولاي علي الشريف، الذي يقع على بعد 3 كيلومترات عن وسط المدينة، يوفر رحلات جوية منتظمة وغير منتظمة طوال السنة، وهو قادر على استقبال طائرات من طراز “بوينغ 737”.

وفيما يتعلق بمطار زاكورة، فقد خصص لمشروع المحطة الجوية الجديدة أكثر من 106 مليون درهم، التي يمكنها استقبال 250 ألف مسافر في السنة، حيث زودت بجميع الأجهزة المناسبة، وتمت تقوية البنيات التحتية للمطار وتوسيع المدرج، مما يسمح باستقبال طائرات من نوع “بوينغ 737” وإيرباض “320”.

واشتمل مشروع تطوير المحطة الجوية لزاكورة على تعزيز البنيات التحتية للطيران القائمة، والزيادة في طول وعرض المدرج، وتوسيع المسلك الطرقي الرابط بالمدرج، وتوسيع وتقوية موقف الطائرات، لترتفع مساحته من 6 آلاف متر مربع إلى 15 ألف متر مربع، لمعالجة طائرتين متوسطتي الحجم في آن واحد.

وزودت المحطة الجوية الجديدة بجميع التجهيزات الضرورية التي تستجيب للمعايير الدولية المعتمدة في مجال السلامة والأمن وجودة الخدمات.

كل هذه المعطيات تبرز أن الجهة مقبلة على جيل جديد من المحطات التي يمكنها أن تستوعب التقدم المحرز في مجال النقل الجوي، خاصة أن أرقام رسمية، قدمت مؤخرا خلال اجتماع خصص لتدارس سبل تعزيز خدمات النقل الجوي بالجهة، تشير إلى أن حركة المسافرين عرفت تحسنا في مطارات مولاي علي الشريف، وزاكورة وورزازات، بنحو 93 في المائة و14 في المائة و8 في المائة على التوالي.

كما ارتفعت نسبة الملء بنحو 12 في المائة بمطار مولاي علي الشريف بالرشيدية، وبنحو 8 في المائة بورزازات وزاكورة.

وكانت قد أطلقت شركة (العربية للطيران-المغرب) ذات التكلفة المخفضة، في نونبر الماضي، خطا جويا داخليا جديدا انطلاقا من مطار مولاي علي الشريف بالرشيدية نحو فاس-سايس بمعدل رحلتين في الأسبوع، مع استعمال طائرات من نوع إيرباص بسعة 174 مقعدا.

وسيمكن السفر عبر هذه الرحلة المسافرين من التوجه مباشرة، وبدون تغيير الطائرة، إلى مدينة طنجة عن طريق مطار فاس-سايس.

وينضاف ذلك إلى خط آخر أطلقته الشركة يربط بين مطار زاكورة ومطار المنارة بمراكش، مما يعزز خطوط الشركة التي قامت بافتتاح أول خط جوي داخلي في يونيو 2017 يربط فاس بمراكش.

ويؤكد مختلف المتدخلين في مجال النقل الجوي على أن مؤشرات النقل الجوي بالجهة شهدت تحسنا كبيرا، داعين إلى الرفع من عدد الرحلات الجوية بالجهة، وتوسيع الطاقة الاستيعابية لمختلف الطائرات التي تؤمن الرحلات الجوية.

ويراهن الفاعلون المحليون والمتدخلون على الاستغلال الأمثل للمحطات الجوية الجديدة وبنياتها التحتية المتطورة من أجل تكثيف الجهود المبذولة، خاصة على مستوى استعمال طائرات ذات سعة أكبر، واستقطاب أكبر عدد من الشركات التي تؤمن رحلات بأثمنة مناسبة لسكان الجهة وللسياح الذين يرغبون في التعرف على المؤهلات السياحية لمدن المنطقة.

ويشير بعض الفاعلين إلى تجربة فتح شركة “ريان إير” لخط جوي مباشر بين مدريد وورزازات منذ أواخر أكتوبر 2018 مع تنظيم رحلتين في الأسبوع، مما دعم توجه السياح الأجانب نحو ورزازات، وعلى الخصوص، القادمين من اسبانيا.

ومن شأن الجيل الجديد من الخدمات في النقل الجوي بجهة درعة-تافيلالت أن يدعم هذا القطاع، لاسيما أن حركة النقل الجوي في المغرب عرفت خلال السنوات الأخيرة نموا كبيرا، إذ شهدت سنة 2018 استعمال نحو 22 مليون مسافر لجميع مطارات المملكة.