نشر الوعي البيئي وتدبير منظومة المخلفات المنزلية الصلبة مقاربة جادة من أجل بيئة سليمة بجهة الداخلة وادي الذهب

إعداد: فيصل عاشق الليل

الداخلة- تعتمد السلطات المحلية بجهة الداخلة وادي الذهب مقاربة جادة من أجل إيجاد بيئة صحية سليمة، تقوم على مبدأ حمايتها والمحافظة عليها من خلال ركيزتين أساسيتين هما: نشر الوعي البيئي وتدبير منظومة المخلفات المنزلية الصلبة.

وهكذا فقد بادرت السلطات المحلية بالجهة إلى تعزيز نشر الوعي البيئي والصحي من خلال تنظيم ندوات ومحاضرات محلية وجهوية ودولية ضمن منظومة متكاملة تشرك المواطن ومؤسسات المجتمع المدني، وتهدف إلى مواجهة مشكلة النفايات المنزلية وتوفير بيئة صحية سليمة للارتقاء بنوعية الحياة وتحسين مستوى العيش بيئيا واجتماعيا.

 ومن ضمن المساعي التي تم القيام بها في هذا الإطار العمل على تدبير واستغلال المطرح العمومي الجماعاتي المراقب الداخلة العركوب.

    كما تم خلال السنتين الماضيتين تنظيم عدة ندوات علمية بشراكة مع المجتمع المدني، من بينها على الخصوص، ندوة حول “تشخيص الواقع البيئي بجهة وادي الذهب الكويرة”، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العربي للبيئة، وفي إطار الدورة الثالثة للملتقى الجهوي للبيئة بالداخلة، “الواقع والأفاق”.

  وعرفت التظاهرة، التي نظمتها شبكة خليج الداخلة للعمل الجمعوي والتنمية بتعاون مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تنشيط مجموعة من الورشات البيئية شملت الرسم وتدوير النفايات، بغية رصد الاختلالات البيئية والتحرك لوقف مظاهر التلوث باعتماد وسائل للتوعية وآليات التواصل المختلفة.

 كما نظمت لذات الهدف، ندوة حول موضوع: “البيئة رصيد مشترك ومسؤولية جماعية” من طرف شبكة خليج الداخلة للعمل الجمعوي والتنمية، خلال النسخة الرابعة للملتقى الجهوي للبيئة، وذلك في إطار مشروع دعم التنمية المستدامة لخليج وادي الذهب، وبهدف إبراز الأهمية التي يكتسيها التدبير البيئي الدائم لهذا الموقع ذي الأهمية البيولوجية والبيئية ولما يتميز به من تنوع إحيائي وإطار طبيعي وموقع جغرافي.

وأطلقت فعاليات المجتمع المدني والمؤسساتي التي شاركت في الدورة الرابعة للملتقى الجهوي للبيئة بالداخلة، “نداء الداخلة من أجل المناخ” دعت فيه، على الخصوص، المجتمع الدولي إلى العمل بصورة ملموسة وسريعة لمكافحة تغير المناخ وأثاره.

   من جهتها نظمت أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات تظاهرة علمية حول موضوع “البيئة والتنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية”، وذلك في إطار تخليد الذكرى العاشرة لتنصيب الأكاديمية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

 وسعى الملتقى العلمي إلى تسليط الضوء على الجانب التشريعي من خلال مقاربة شمولية ومندمجة تهدف من جهة، إلى جعل البيئة انشغالا لا مركزيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن جهة أخرى إلى وضعها ضمن أهداف التنمية المستدامة التي تشمل كل الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين.

  كما استهدفت هذه التظاهرة العلمية إشراك الجميع في المحافظة على البيئة، كل من موقعه لحماية لمكتسبات الوطن والجهة على الخصوص، والتزاما للأجيال القادمة لضمان انتفاعها أيضا من هذه الثروة.

     وفي إطار الجهود الرامية إلى المحافظة على البيئة، نظمت الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة في إطار عملية استكمال تعميم القوانين البيئية، ورشة جهوية لتعميم القوانين المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة، دعت بالخصوص إلى إشراك المجتمع المدني في عملية التحسيس والتعبئة في المجال البيئي وإلى تقوية الأنشطة البيئية مع تطبيق وتعميم القوانين المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة.

   وتعتبر قضية إدارة منظومة المخلفات الصلبة المنزلية بإقليم وادي الذهب، من أهم التحديات التي تواجه عملية التنمية الحضرية بمدينة الداخلة حيث ينتهي معظمها، من دون معالجة، في مطارح عشوائية وذلك قبل استغلال وتسيير المطرح العمومي المراقب الجماعاتي الداخلة العركوب.

ويأتي هذا المشروع البيئي في سياق الجهود الرامية إلى الارتقاء بالمشهد الحضري للمنطقة ودعم المشاريع التي لها تداعيات على مستقبل الإقليم والسكان من قبيل إغلاق محطة التفريغ الحالية غير الملائمة بسبب موقعها داخل مدينة الداخلة وبعض أحيائها بعد إعادة تهيئتها وإدماجها في المحيط البيئي.

ولهذه الغاية تم الشروع ابتداء من السنة الماضية في استغلال وتسيير المطرح العمومي المراقب الجماعاتي الداخلة العركوب الذي سيمكن من معالجة 149 ألف و597 طن من النفايات السنوية بكلفة 100 درهم للطن الواحد.

ويتكون هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 281 مليون و589 ألف و840 درهم وضع التجهيزات الأساسية لاستغلال المطرح، والتدبير  والتهيئة النهائية للمطرح العمومي.

 وأسندت مراقبة انجاز هذا المشروع البيئي، الذي تبلغ كلفة الاستغلال السنوي والتهيئة النهائية له حوالي 15 مليون و532 ألف و656 درهم بالإضافة إلى ثلاثة ملايين درهم لوضع تجهيزاته، للمصالح التقنية لبلدية الداخلة (مصلحة النظافة).

وتهم الصفقة المبرمة بين بلدية الداخلة والشركة المعنية، استغلال وتثمين الغاز المنبعث من النفايات ثم تحويل النفايات العضوية وتثمينها، والتهيئة النهائية والشاملة للمطرح عند انتهاء مدة العقدة، بالإضافة إلى التتبع البيئي المنتظم للمطرح وتأثيره على المحيط والقيام بالتحاليل الضرورية بشكل دوري لعينات من الماء والتربة والهواء لمراقبة تأثيرات المطرح على البيئة واتخاذ الإجراءات اللازمة في حينها في حالة حصول أضرار جانبية على الوسط الطبيعي أو على السكان.