هند بولبايم، مديرة مقاولة متفردة

عادل الزعري الجابري

بروكسل –  هند بولبايم، فنانة ومديرة مقاولة بلجيكية من أصل مغربي، نجحت في مجال لم تكن النساء لتتجرأ على دخوله.

   بمسار مهني متميز، لم تكن هند التي تخرجت من المعهد الملكي للتاريخ والفن وعلم الآثار ببروكسل، تفكر يوما في ولوج عالم المقاولة، فبالأحرى قطاع النقل واللوجيستيك، الذي ظل حكرا على المقاولين من الذكور.

   ففي سن الخامسة والثلاثين، تشرف هند بولبايم، المولعة بالفن والموسيقى، والتي تتمتع بموهبة كبيرة في عزف آلة البيانو، اليوم على مقاولة للنقل المستدام والإيكولوجي تضم حوالي عشرة من المستخدمين.

   فقد تحولت هند التي كانت تنوي احتراف الفن الذي بدأته كمعلمة في مدارس ببلجيكا، ثم بعد ذلك في آسيا، إلى أنشطة جديدة عندما اقترح عليها والدها تسلم مقاولته التي كانت تعيش صعوبات.

   تقول هند بولبايم ” بفضل تجربتي كمدرسة، اكتسبت قدرات في تدبير فريق وقيادة مشاريع”.

وهكذا، التحقت هند بمقاولة والدها كمتدربة، وتلقت تكوينا في المحاسبة والتدبير والنقل اللوجيستيكي قبل أن تؤسس مقاولتها الخاصة بها.

   ففي مكتبها، بالمنطقة الصناعية ببروكسل، تجيب هند على الأسئلة بكل ثقة وأريحية. وتبوح بأنها تمكنت من التغلب على الارتباك أمام الكاميرا حيث ألفت اللقاء مع الصحفيين الذين بدأوا بالاهتمام بتجربتها المتفردة في الأيام الأخيرة، مقاولة تعد بنقل مستدام وإيكولوجي.

   وأوضحت هذه المديرة الشابة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن ” النقل المستدام يكمن في استعمال الطاقة البديلة كالغاز الطبيعي بالنسبة لمركبات نقل البضائع أو الثلاجات الصامتة من أجل تفادي الأصوات المزعجة “.

   وتتواجد الأرضية اللوجيستيكية التي أسستها هند بولبايم في ضاحية بروكسل، حيث تقوم الشاحنات الكبرى بتفريغ السلع، لتقوم شاحنات صغرى، تابعة لمقاولتها، بعد ذلك بتوزيعها في المدينة.

   وأضافت أن ذلك ” يساعد على التقليص من اكتظاظ حركة السير الذي تحدثه الشاحنات الكبرى، وكذا ضبط مواعيد تسليم السلع بشكل أكبر “، مشيرة إلى أن المركبات التي تستعمل لا تصدر بتاتا أي من الجسيمات المسببة للسرطان.   

   وداخل مقرات المقاولة التي تشتغل بها، يوجد عدد من المأجورين،  خمسة رجال وخمسة نساء، عملا بمبدأ المناصفة، حيث تسود أجواء مريحة. فهند لا تملك مكتبا منفردا خاصا بها، فهي تتقاسم زاوية مع المتعاونين والمتعاونات معها ولا تتردد في قيادة شاحنات مقاولتها بنفسها والانضمام إلى الفرق التقنية.

   وقالت في هدوء وتواضع يخفيان ورائهما تفانيا في العمل وعزيمة قوية من أجل النجاح في مجال نادرا ما تلجه النساء ” أنا معهم لخلق أجواء عمل تتلاءم مع روح مقاولتي. أعطي أيضا المثال للمتعاونين عندما أقوم بنفسي بأعمال تقنية أو عندما أنزل إلى الورشات “.

   وكشف باتريك أحد المتعاونين مع هند بولبايم، لوكالة المغرب العربي للأنباء سرا من أسرار نجاحها. ويقول باتريك ” هي مبادرة، تحب العمل كثيرا من أجل الحفاظ على مقاولتها في مستوى عال ومن أجل التميز عن باقي المقاولات، وأن تكون قادرة على المنافسة، وكل ذلك تقوم به في جو ودي مع باقي المتعاونين “.

   وتعترف هند بالصعوبات التي واجهتها في البداية ليس لكونها منحدرة من الهجرة لكن لكونها امرأة. هذه الصعوبات  كانت مرتبطة بثقة البنك الذي لم يكن مقتنعا بجدوى المشروع ” الذي كان تخصصا ذكوريا “.

    وتأمل هند المنحدرة من المغرب الذي تزوره باستمرار حيث قرر والداها هذه السنة العودة للاستقرار به نهائيا بعد سنوات في بلجيكا، الاستثمار في مشروع للتنمية المستدامة بالمملكة.         

   وأكدت في هذا الصدد أن ” المغرب أصبح اليوم رائدا في استعمال الطاقات البديلة. وله مؤهلات كبيرة لتطوير اقتصاد مستقل تماما عن المنتوجات النفطية ” مشيرة إلى الخطوات التي تقوم بها للاستثمار في المغرب حيث قام شقيقها الأصغر بإحداث مقاولة مماثلة.