وسائل الإعلام بأمريكا الشمالية تواصل رصد أصداء زيارة البابا فرانسيس إلى المغرب

واشنطن – واصلت الصحف والمواقع الإلكترونية ببلدان أمريكا الشمالية رصدها لأصداء الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرانسيس إلى المغرب، وذلك بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

فبالولايات المتحدة، وتحت عنوان “البابا فرانسيس يحذر ترامب من الجدران إثر زيارته للمغرب”، توقفت صحيفة “نيويورك تايمز” عند تصريحات قداسة البابا على متن الطائرة البابوية المتوجهة نحو الفاتيكان في ختام زيارته التي استمرت يومين إلى المغرب “حيث عمل على المضي قدما في أولوياته لدعم المهاجرين وإقامة علاقات وثيقة بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام المعتدل”.

وفي معرض تطرقه لقضية المهاجرين، قال البابا، تورد الصحيفة، إنه لا يستطيع أن يتخيل “قسوة” استخدام الأسلاك الشائكة لمنع الناس من البحث عن حياة أفضل في إسبانيا، مضيفا أنه “ليست بهذه الطريقة سنحل قضية خطيرة كالهجرة”.

كما توقفت اليومية عند زيارة البابا أمس الأحد للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله “حيث قامت مجموعة من المنشدين المسيحيين بأداء ترانيم، وذلك خلال هذا الحفل الذي تميز بحضور بعض الكرادلة والأساقفة والقساوسة، الذين يخدمون بكنائس المغرب.

وتحت عنوان “البابا يدافع عن المهاجرين بعد زيارته للمغرب”، أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن البابا شدد على أن “أولئك الذين يبنون الجدران، سواء كانوا أسلاكا شائكة أو طوبا، سيكونون أسرى الجدران التي يقيمونها، مضيفة أن الحبر الأعظم كان يشير إلى الأسوار المحيطة بالثغرين المحتلين سبتة وميلية، وإلى خطة الرئيس دونالد ترامب لإقامة جدار على طول الحدود مع المكسيك.

وأوردت الصحيفة أن “البابا فرانسيس جعل من العلاقات بين المسيحيين والمسلمين الموضوع الآخر لزيارته إلى المغرب”، مشيرة إلى أن البابا أكد أن “الحرية الدينية آخذة في الازدياد في العالم الإسلامي، مستدلا بالمغرب كمثال متقدم” في هذا المجال.

وأكدت اليومية أن البابا فرانسيس أشاد بجهود جلالة الملك محمد السادس الرامية إلى “محاربة جميع أشكال التطرف، الذي يقود عادة إلى العنف والإرهاب”.

وفي كندا، كتبت صحيفة “ناشيونال بوست” أن آلاف المؤمنين قدموا من مناطق نائية لحضور قداس البابا الذي أقيم في العاصمة المغربية، مشيرة، نقلا عن المنظمين، إلى أن معظمهم أجانب ويمثلون نحو 60 بلدا عبر العالم.

وأضافت أن القداس الذي أقيم، أمس الأحد بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، كان أحد أهم الأحداث في برنامج زيارة البابا إلى المغرب.

من جانبها، ذكرت صحيفة “ذ ستار” أن البابا فرانسيس دعا أمس الأحد إلى تعزيز الأخوة بين المسيحيين والمسلمين في المغرب، كما حث الكهنة والراهبات الكاثوليك على الانخراط في الحوار وفي أعمال الإحسان.

من جهتها، ذكرت “غلوبال آند ميل” أن البابا فرانسيس أعرب أيضا خلال زيارته عن دعمه لجهود جلالة الملك من أجل نشر الإسلام المعتدل القائم على الحوار بين الأديان ورفض جميع أشكال الإرهاب والعنف التي ترتكب باسم الله”.

وفي بنما، أبرز موقع “إينسيغوندوس.كوم.با” أن البابا زار المغرب، “أرض الإسلام المعتدل، بدعوة من أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تمحورت حول تعزيز الحوار بين الأديان وحول مشكل الهجرة، باعتبارهما أولويتان لدى السلطات المغربية ولدى قداسة البابا.

من جهتها، وارتباطا بقضية الهجرة، باعتبارها أحد المواضيع الأساسية التي تناولتها الزيارة، سلطت صحيفة “لابرينسا”، الضوء على السياسية “الإنسانية” التي اعتمدها المغرب لمعالجة هذه القضية، لاسيما من خلال تسوية وضعية المهاجرين الأجانب.

صحيفة “لاإستريا” اهتمت، من جهتها، بلقاء البابا فرانسيس خلال اليوم الثاني من زيارته مع الأقلية المسيحية “التي تعيش في المغرب، البلد الإسلامي، والتي تمارس عقيدتها في جو من التسامح”.

كما تطرقت اليومية الواسعة الانتشار إلى مختلف أنشطة قداسة البابا فرانسيس خلال زيارته للمغرب، لاسيما ترؤسه أمس الأحد بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، حفلا دينيا حضره حوالي 10 آلاف شخص، دعا خلاله قداسته إلى تفادي النزاعات ونبذ كل ما يدعو إلى المواجهة والانقسام، وحذر من مغبة معاملة البشر على أساس من الدين أو العرق.

من جانبه، توقف موقع إذاعة “تيليميترو” عند دعوة الحبر الأعظم كاثوليكيي المغرب إلى المساهمة في تعزيز الحوار بين المسيحيين والمسلمين، وإظهار أنهم جزء من نفس الأسرة البشرية على غرار الأغلبية المسلمة في المغرب.

وبالمكسيك، كتبت صحيفة “إل أونبرسال” أن الزيارة “التاريخية” للبابا فرانسيس للمملكة بدعوة من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الإسلام والالتقاء بالجالية المسيحية المتواجدة في المغرب.

من جهتها، ذكرت “لاخورنادا” أن البابا فرانسيس عبر عن دعمه لجهود جلالة الملك الرامية إلى تشجيع الحوار بين الأديان ورفض جميع أشكال الإرهاب أو العنف.

صحيفة “إل صول دي ميخيكو” توقفت، من جانبها، عند مضامين الخطاب الذي ألقاه قداسة البابا خلال مراسم الاستقبال الرسمي الذي خصه به أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس بباحة مسجد حسان بالرباط، والذي أكد فيه على “ضرورة مجابهة التعصب والأصولية عبر تضامن جميع المؤمنين”.

من جهتها، أبرزت وكالة الأنباء “نوتيميكس” الحفل الديني الذي ترأسه قداسة البابا فرانسيس، أمس الأحد بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط بحضور حوالي 10 آلاف شخص.

وتحت عنوان “البابا يدعو من المغرب إلى تأسيس مجتمع منفتح وتعددي”، كتبت وكالة الأنباء المكسيكية أن قداسة البابا عبر عن رفضه “للانقسامات والمصادمات والعدوان والصراعات والظروف اللاإنسانية التي تعيشها الشعوب والمجتمعات في جميع أنحاء العالم”، داعيا إلى “الأخوة” وصون “كرامة الإنسان”.

وعلاقة بقضية الهجرة سجلت “إل صول دي ميخيكو” أن البابا فرانسيس أشاد بالمغرب كنموذج للاعتدال الديني وحسن استقبال المهاجرين، محذرا من أن “الجدران والتخويف لن تمنع الناس من ممارسة حقهم في البحث عن حياة أفضل في مكان آخر”.

ونقلت الصحيفة عن قداسة البابا قوله إن توطيد السلام الحقيقي يستوجب البحث عن العدالة الاجتماعية الضرورية لتقويم الاختلالات الاقتصادية والاضطرابات السياسية التي كانت دائما عوامل رئيسية للتوتر وتهديد للبشرية جمعاء.