يوم إفريقيا.. سفير المملكة بمكسيكو يبرز النموذج المغربي للتعاون جنوب-جنوب

مكسيكو – أكد سفير المملكة بالمكسيك، محمد شفيقي، أن المغرب، وبفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، طور نموذجا حقيقيا للتعاون جنوب-جنوب، يقوم على روابط متينة ومتعددة الأبعاد ويتجسد في الواقع من خلال مشاريع هيكلية للتنمية المشتركة بين المملكة والبلدان الإفريقية.

وشدد الدبلوماسي المغربي، في كلمة خلال لقاء بمناسبة “يوم إفريقيا” (25 ماي)، بمقر مجلس الشيوخ المكسيكي، على أهمية هذا التعاون جنوب-جنوب من أجل بلورة رؤية استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية المكسيكية تجاه القارة الإفريقية.

كما أشاد بتنظيم هذا اللقاء من قبل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وبالاهتمام الذي توليه المكسيك للنهوض بعلاقاتها مع القارة الإفريقية.

وأكد السيد شفيقي، في هذا الصدد، على ضرورة بروز وعي جديد بإفريقيا من أجل فهم أفضل للديناميات التي تعرفها هذه القارة.

وشدد السفير، أيضا، على ضرورة تجاوز التصورات النمطية للشعوب والبلدان الإفريقية والقطع بشكل ذكي مع إرث الماضي، لاسيما المرتبط بفترة الحرب الباردة، من أجل فهم أفضل للحقائق التاريخية المؤسسة لسيادة الدول الإفريقية ووحدتها الترابية.

وأبرز أن هذه الرؤية الجديدة ينبغي أن تفرز حتما جيلا جديدا من التعاون في إطار العلاقات جنوب-جنوب ومفهوم “الجنوب العالمي”.

وأشار إلى أن “تعاون المكسيك مع القارة ينبغي، من هذا المنطلق، أن يرفع تحديات مشتركة جديدة في إطار تعددية الأطراف، مثل التغير المناخي والهجرة وتدبير التنوع الثقافي والدفاع عن القيم الكونية لحقوق الإنسان والديمقراطية من أجل المساهمة من كلا ضفتي الأطلسي في بناء عالم أكثر عدلا واندماجا ويسوده السلام بالنسبة لجميع الشعوب”.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، الذي يخلد “يوم إفريقيا” في المكسيك، والذي نظمته لجنة العلاقات الخارجية لآسيا والمحيط الهادي بتعاون مع مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين في مكسيكو والجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك، برسائل قوية من الجانب المكسيكي أكدت على أهمية تطوير العلاقات مع البلدان الإفريقية على المستويات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالنظر إلى الآفاق الواعدة التي تتيحها الدينامية الاقتصادية والديمقراطية للشعوب الإفريقية.

وعرف هذا اللقاء حضور رئيس مجلس الشيوخ المكسيكي، مارتي باتريس غوادارما، ونائب وزير الخارجية للعلاقات الخارجية، خوليان فنتورا فاليرو، والعديد من السفراء الأفارقة المعتمدين في العاصمة المكسيكية.