آخر الأخبار
200 مصاب: لماذا تفشى فيروس كورونا بسرعة في شمال إيطاليا؟

200 مصاب: لماذا تفشى فيروس كورونا بسرعة في شمال إيطاليا؟

الإثنين, 24 فبراير, 2020 - 12:23

-بقلم :سهام توفيقي-

روما  – في غضون بضعة أيام فقط بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في إيطاليا 200 حالة ، 165 منها سجلت في لومبارديا ، فيما ارتفع عدد الضحايا إلى أربع وفيات، ليطرح سؤال محير لماذا تفشى الفيروس بسرعة مفاجئة في شمال البلاد؟

ففي صباح يوم الجمعة الماضية استيقظت إيطاليا على كابوس أول ضحية لفيروس كورونا ، وهو مسن يبلغ من العمر 78 عامًا توفي في مستشفى شيافونيا في بادوفا (شمال) بعد خضوعه لـ 10 أيام من العلاج ، بعد ساعات قليلة جاء الإعلان عن تسجيل وفاة ثانية وإصابة حوالي 30 شخصا، معظمهم في لومبارديا شمال إيطاليا.

ولم تكاد تمر 48 ساعة فقط، حتى قفز عدد المصابين إلى أزيد من مائة حالة أمس الأحد، وأعلنت السلطات الإيطالية عن تسجيل ثالث حالة وفاة رغم الإجراءات الصارمة وغير المسبوق ، أما اليوم فسجلت رابع وفاة و 200 إصابة على صعيد إيطاليا، 165 في لومببارديا، و 27 حالة في فينيتو (تم الإعلان عن حالتين جديدتين هذا الصباح) ، و16 حالة في إميليا رومانيا (سبع حالات سجلت اليوم) ، وثلاثة في بييمونتي وواحدة في إقليم لاتسيو.

هذا التطور السريع شكل إنذارا لرفع مستوى التأهب على كل المستويات، حيث تقرر اتخاذ تدابير طارئة، من ضمنها “إغلاق 11 بلدة معظمها في منطقة لومبارديا الشمالية، ويقطنها 52 ألف نسمة وتم منع الدخول والخروج منها إلا بتصاريح خاصة، لكونها تعتبر بؤرا لفيروس كورونا المستجد.

وفي تعليق له على التصاعد المريب لعدد المصابين ، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ” أنا أعترف أنني فوجئت بالارتفاع المهول في عدد حالات الإصابة ، لقد كان الوضع تحت السيطرة حتى وقت قريب وكانت طريقة تعاطينا مع الفييروس هي الأفضل على صعيد الدول الأوروبية”، مضيفا أنه “حتى ولم تعطي الخطط الاحترازية التي اتخذناها ثماره الآن يجب أن نوصل تنفيذها، والقيام بكل شيء من أجل احتواء الفيروس” .

لتطويق الفيروس  الذي تعتبر حالات الإصابة به الأكبر على صعيد أوروبا ، تقرر  إلغاء العديد من التظاهرات الثقافية و الرياضية، من بينها أربع مباريات بالدوري الممتاز لكرة القدم في لومبارديا وفينيتو شمال إيطاليا، حيث ظهر عدد كبير من حالات الإصابة في المنطقتين اللتان تساهمان بنحو 30 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للبلاد.

وعلى غرار  تظاهرات أخرى في البلاد، أعلن عن وقف فعاليات كرنفال البندقية أمس الأحد التي كانت من المقرر أن تتوصل إلى غاية غد الثلاثاء، كما طالت تداعيات الفيروس أسبوع الموضة في ميلانو.

وعلى المستوى الحكومة، كثفت الاجتماعات الطارئة، التي تمخض عنها اتخاذ سلسلة من التدابير الاستثنائية، في مقدمتها إصدار مرسوم طوارئ يقضي بإقامة نقاط تفتيش امنية حول البلدات التي تفشى فيها الفيروس لضمان تنفيذ الإجراءات الحكومية ومنع السكان من المغادرة، وإنشاء ممرات معقمة يقوم من خلال موظفين متخصصين إدخال الأغذية والأدوية. ، كما تمت تعبئة أزيد من 500 رجل أمن في المناطق التي وضعت تحت الحجر الصحي لمنع اندلاع أعمال شغب او خروج الوضع عن السيطرة.

وقال كونتي، في تصريحات صحفية، إنه سيكون “ممنوعًا الآن الدخول إلى مناطق تفشي فيروس كورونا أو الخروج منها، ما لم يتم منح إذن خاص”. ، مشيرا إلى أن الشرطة والقوات المسلحة “سيكون لهما، إذا لزم الأمر، سلطة ضمان تنفيذ هذه الإجراءات”.

تعدد الإجراءات الصرامة و التصريحات المطمئنة، لكن لم تقدم إجابات واضحة عن الأسباب الحقيقة وراء انتشر فيروس كورونا بسرعة مخيفة، و التي حاول رئيس جهاز الحماية المدنية الإيطالي أنجلو بوريلي ،تفسيرها بالقول إن السبب يعزى أساسا إلى ” قلة معرفة المهنين الصحيين الذين لم يتمكنوا من تشخيص على الفور أعراض الفيروس”، موضحا أن أول مصاب في شمال البلاد دخل مستشفى مدينة كودونيو الواقعة على بعد 60 كيلومترا من ميلانو والتي هي الآن البؤرة الأساسية لفيروس كورونا ، ونقل العدوى لخمسة أطباء وممرضين في نفس المستشفى ومرضى آخرين دون القدرة  عن تشخيص إصابته بهذ الفيروس  .

وأضاف أنه في مستشفى شيافونيا ، حيث سجلت أول وفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا ، قضى الضحية عشرة أيام في المستشفى ولم يكن أحد يشتبه في إصابته بالفيروس، لكن بمجرد الإعلان ان وفاته ناجمة عن الإصابة  بهذ الوباء تم إفراغ المستشفى وإغلاقها.

وتابع “الأمر لا يتعلق بعدد التحاليل المخبرية و الفحوصات التي يتم إجراؤها ، بل “بصعوبة” تحديد أعراض هذ الفيروس، إذ كانت هناك عشرات حالات من الإصابة في المستشفى لم نتمكن فيها من التعرف الفوري على أعراضه .

ولتكون إيطاليا ثالث بلد في العالم ترتفع فيه الإصابات بعد الصين و كوريا الجنوبية، فالسبب يعزى دائما بحسب رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى ساكو والأستاذ بجامعة الطب في ميلانو ماسيمو جالي إلى صعوبة الاكتشاف المبكر  عن الإصابة بالفيروس، معربا عن أسفه لكون” الوضع أضحى أكثر من مؤسف “لتفشى هذ الفيروس في المستشفى دون الوعي بذلك.

وأوضح هذ الخبير، في تصريح صحافي، أن هذ الفيروس ينتقل من شخص لآخر أثناء فترة حضانته، أي قبل ظهور أعراض المرض على من يحمل الفيروس، وهو ما يجعل احتواءه التحدي الأكثر صعوبة.

وقال ” حتى الآن لا نعرف من الذي نقل الفيروس إلى منطقة كودونيو البؤرة الأولى لهذ الوباء، إذ تم علاج أول إصابة بكوفيد-19 دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة لأنه تم تشخيصها على أنها أمراض أخرى” غير هذ الفيروس.

تتصاعد المخاوف مع تزايد عدد الإصابات في إيطاليا التي يتوقع أن تزحف نحو المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية ويستمر البحث عن “المريض صفر” الذي تسبب في نقل العدوى بفيروس بات كابوسا يقض مضجع الجميع بدون استثناء.

اقرأ أيضا

كرة القدم النسوية.. المنتخب المغربي داخل القاعة يفوز مجددا على نظيره لغرينلاند (7-5)

الأحد, 16 يونيو, 2024 في 16:23

فاز المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم داخل القاعة، مجددا، على منتخب غرينلاند (7-5)، في مباراة الترتيب من أجل احتلال المركز الخامس، التي جمعتهما اليوم الأحد، ضمن دوري دولي تحتضنه مدينة بوريك بكرواتيا إلى غاية 17 يونيو الجاري.

ميناء المهدية: انخفاض الكميات المفرغة من منتجات الصيد البحري بـ33 في المائة عند متم شهر ماي الفارط (مكتب)

الأحد, 16 يونيو, 2024 في 16:09

انخفضت الكميات المُفرغة من منتجات الصيد الساحلي والتقليدي على مستوى ميناء المهدية بنسبة 33 في المائة عند متم شهر ماي الفارط، لتبلغ 5 آلاف و47 طنا، مقابل 7 آلاف و519 طنا خلال نفس الفترة من سنة 2023، حسبما أفاد به المكتب الوطني للصيد.

مراكش: تنظيم النسخة الأولى لمنتدى السياحة والرياضة والتنمية المستدامة

السبت, 15 يونيو, 2024 في 20:32

شكل موضوع “المغرب: ما وراء الحدود الرياضية، رحلة سياحية نحو التميز العالمي ما بعد كأس العالم 2030” محور النسخة الأولى من منتدى السياحة والرياضة والتنمية المستدامة، نُظم اليوم السبت بمراكش.