تأهيل المتاحف يقتضي تمكينها من كل التقنيات حتى تصبح قادرة على أداء وظيفتها في التعريف بالتراث الإنساني

تأهيل المتاحف يقتضي تمكينها من كل التقنيات حتى تصبح قادرة على أداء وظيفتها في التعريف بالتراث الإنساني

الجمعة, 17 مايو, 2019 - 16:50

(أجرت الحديث: زهرة نجاح)
الرباط – قال مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، السيد عبد العزيز الادريسي، إن إعادة تأهيل المتاحف الوطنية لا تقتصر على الترميم فقط، بل تقتضي تمكينها من كل التقنيات حتى تصبح قادرة على أداء وظيفتها في التعريف بالتراث الإنساني من خلال استضافة المعارض التي تعود بذاكرة الزوار إلى حقبة اللقى والتحف “فتصبح المتاحف بذلك أماكن تضج بالحياة وبعبق التاريخ”.

وأوضح السيد الادريسي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، أن المؤسسة المتحفية تسهر على توفير مختلف الإمكانيات والتقنيات الحديثة للحفاظ على المعروضات من خلال مرافق للصيانة والحفظ والعرض، وذلك وفق سينوغرافيات منظمة داخل زجاجيات العرض الخاصة ، وتبعا لمسار كرنولوجي لأهم المحطات والحقب.

فالمتاحف – يؤكد السيد الادريسي – توثق للذاكرة الجماعية وتحميها، وهي منصات إبداعية تضمن أن تسهم دروس الماضي في بناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا، كما تساعد على التواصل مع الهويات الثقافية الفريدة، التي تعرض ثقافة وتاريخ وآثار وتقاليد الشعوب، مضيفا أنه لا يمكن تأمين حياة مديدة للماضي الثقافي والحضاري إلا من خلال تنشيط الذاكرة الثقافية، ولهذا يعتبر المتحف مكانا ذا وظيفة حيوية، يربط الأفراد بماضيهم من خلال الآثار والممتلكات الثقافية.

كما أشار الباحث في علم الآثار إلى أن المتاحف تختزل حكايات تعاقب الحضارات منذ ما قبل التاريخ ، وتشكل أحد أهم المظاهر التي تعكس جوانب مختلفة من تاريخ الوطن والهوية الثقافية للشعوب، مسجلا أن المتحف في العلم الحديث “لم يعد فقط مجرد بيت لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية أو +مقبرة للتحف+، بل أصبح مركزا علميا مهما يسهم في نشر المعرفة والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات”.

وبعدما ذكّر بأهم المتاحف التي تزخر بها المملكة من قبيل متحف الآثار بالرباط، ومتحف القصبة بطنجة، وبرج النور والبطحاء بفاس، ودار السي سعيد بمراكش، ومتحف لوداية بالرباط، ومتحف القصبة بشفشاون، أكد السيد الادريسي أن زيارة المتحف هي وسيلة من وسائل اكتشاف “تاريخنا العريق والمتجذر”، ذلك أن كل منطقة تفتخر بخصوصياتها ومميزاتها الثقافية والحضارية ، كما أن المتحف الأثري يحكي عن توالي حضارات وثقافات على المملكة منذ العهود الأولى لوجود ساكنة محلية بالمغرب .

وفي هذا الصدد، أشار السيد الادريسي إلى أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يسعى، عبر كل المعارض التي ينظمها، إلى إعادة صياغة التاريخ المغربي من خلال التغيرات التي طرأت على الإبداع الفني منذ بداية القرن العشرين إلى اليوم، مبرزا أنه استضاف العديد من المعارض الوطنية والدولية التي كان لها ارتباط قوي بالقارة الإفريقية والمنطقة المتوسطية، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك في أن الثقافة المغربية كان لها تأثير على الضفتين، ويبرز الدور الكبير الذي لعبه المغرب في تعزيز الحوار بين الثقافتين الغربية والإفريقية.

وفي إطار الانفتاح على المؤسسات التعليمية، أكد السيد الادريسي أن المؤسسة المتحفية تعمل على تنمية الشعور الوطني لدى الأطفال وتثقيفهم بالتراث الوطني والتعريف بالإرث الحضاري الذي تزخر به بلادهم، حيث ابتكرت صيغا تجعل من زيارة المتحف تجربة شيقة تناسب جميع الأعمار.

ويشهد على ذلك، حسب الباحث، توزيع زوار المتحف، الذين يمثل حوالي 60 في المائة منهم مجموعات مدرسية أو أطفالا أو طلبة، مؤكدا أنه رقم بالغ الدلالة بالنسبة لمؤسسة ذات أفق ثقافي وبيداغوجي رفعت تحدي الاستثمار في المستقبل.

كما سجل أن المؤسسة المتحفية تراهن، في أفق دمقرطة الفعل الثقافي، من خلال فتح مجانية الدخول يومين في الأسبوع (الأربعاء والجمعة) في وجه التلاميذ أو المؤسسات التعليمية، على أن يصبح المنتوج الثقافي مادة قابلة للاستهلاك بشكل يومي .

وخلص السيد الادريسي إلى التأكيد على أن الضرورة أصبحت تستدعي تعزيز الوعي لدى هذه الفئة من المجتمع بأهمية المتاحف وخلق الرغبة لديهم في استهلاك المنتوج الثقافي وجذبهم لزيارتها للاطلاع على ما تختزنه من عمق حضاري وطني تساهم من خلاله في غرس القيم وتعزز الارتباط بالهوية الوطنية .

اقرأ أيضا

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر

الخميس, 28 مارس, 2024 في 10:36

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الخميس على وقع الأخضر.

الاقتصاد الأزرق بالمغرب.. وزارة الاقتصاد والمالية والبنك الدولي يقدمان حصيلة مهمة الإشراف الرابعة

الخميس, 28 مارس, 2024 في 0:01

قدمت وزارة الاقتصاد والمالية والبنك الدولي حصيلة مهمة الإشراف الرابعة، التي تم تنفيذها من 26 فبراير إلى 8 مارس 2024، في إطار برنامج النتائج “تنمية الاقتصاد الأزرق في المغرب” بقيمة 350 مليون دولار.

تقديم الكتاب الأبيض حول رقمنة وتقاسم المعطيات الصحية بالمغرب

الأربعاء, 27 مارس, 2024 في 22:55

جرى، اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم الكتاب الأبيض حول “رقمنة ومشاركة معطيات الصحة بالمغرب.. الواقع والفرص والرهانات”، وذلك خلال لقاء نظم برئاسة جامعة محمد الخامس.