كأس العالم (البرازيل 2014): احتفالات عارمة في جميع ربوع ألمانيا بفوز المنتخب الألماني بالكأس للمرة الرابعة في تاريخه

(نادية أبرام)

برلين – فرح ودموع وعناق وهتاف ب”سوبر دويتشلاند”،وموسيقى وشهب اصطناعية أضاءت سماء ألمانيا، هكذا كان المشهد في جميع أنحاء البلاد في احتفالها ليلة الأحد – الاثنين بتتويج (الناسيونال مانشافت) باللقب العالمي لكرة القدم 2014 في البرازيل بعد الفوز على نظيره الارجنتيني بهدف لصفر.لقد كان الجمهور الألماني واثقا من إمكانيات فريقه ومن تحقيقه الانتصار في دورة 2014 ببلاد السامبا، حيث أبان عن قوته وقدم عرضا في مستوى تطلعاته وأثبت أنه كان الأفضل على الاطلاق بفوزه المتواصل في الدورة على المنتخبات التي واجهها، وبتفوقه على المنتخبات التي كانت مرشحة للفوز بالكأس كالبرازيل والأرجنتين.
فليلة الفوز بالكأس كانت متميزة بكل المقاييس ولم تثن الأمطار التي هطلت بغزارة ، الجماهير عن الخروج من البيوت لمشاهدة المباراة النهائية جماعات ومتابعة أطوارها مباشرة على الهواء عبر شاشات عملاقة تم تثبيتها لهذا الغرض .
وقد حبست الجماهير الألمانية أنفاسها في اللحظات الأخيرة من المباراة ، لأن المهمة لم تكن سهلة أمام المنتخب الأرجنتيني ، وعم القلق على خطوات من نهاية المقابلة بشوطيها الإضافيين ، حتى جاء الفرج على يد ماريو غوتزه الذي سجل هدف الفوز بعد تلقيه تمريرة من شورله داخل منطقة الجزاء ، فاهتزت الجماهير فرحا إلا أن الأعين ظلت مركزة على الساعة تعد الدقائق ، وبعد وقت وجيز أعلن عن تتويج (المانشافت).
بالعاصمة برلين ، ومباشرة بعد تسلم الفريق الكأس ضربت الآلاف من الجماهير موعدا بالشوارع والساحات الرئيسية ، كشارع (الكودام)، والساحات الرئيسية ك(بوستدامربلاست) ، و (الهاكيشاماركت) و(أليكساندر بلاست) ،وعند (براندنبورغاتور) التاريخي، فتحول المشهد إلى مهرجان حقيقي طغت عليه الألوان ، الأسود والأحمر والأصفر ، لون العلم الألماني، واصطفت السيارات في مسيرات كبيرة، بينما كان الجميع يرتدي القمصان البيضاء للمنتخب الوطني الذي دخل التاريخ وسجل حضوره الوازن في النسخة العشرين لكأس العالم.
وظهر أن جماهير ألمانيا لم تكن وحدها تنتظر هذا الفوز، بل كل جماهير القارة الأوروبية التي عجزت منتخباتها منذ أزيد من ثمانين سنة عن تخطي منتخبات القارة الأمريكية في عقر دارها والفوز بالكأس، حتى تمكن الفريق الألماني من انتزاعه في ريو دي جانيرو .
وحظي المنتخب الألماني بإعجاب كبير حتى من قبل الجمهور البرازيلي الذي كان يشجعه ويسعى للحصول على توقيعات من لاعبيه، رغم الهزيمة القاسية التي ألحقها بفريقه الوطني، كاعتراف منه بأن البقاء للأقوى وأيضا كشهادة على أن أداء (المانشافت) كان جيدا وقدم فرجة كروية باحترافية عالية.
وقد شهدت البلاد على امتداد النسخة العشرين لكأس العالم ، حركة غير عادية ، فمنذ أن استهل المنتخب الألماني مساره في بطولة كأس العالم بفوز كبير على نظيره البرتغالي ، بادرت العديد من المحالات التجارية والمطاعم وبعض المؤسسات إلى تقديم هدايا مجانية وخصومات مهمة مقابل كل هدف يحرزه الفريق الألماني.
من جانبها قدمت مجموعة من المخابز ، الكعك وعدد من المقاهي مشروبات مجانية للجمهور، وكلما سجل هدف في شباك خصم المنتخب الألماني كلما زاد سخاؤها إلا أنه في المباراة التي حققها فيها المنتخب فوزا ساحقا على نظيره البرازيلي بسبعة أهداف مقابل هدف، كان السخاء مضاعفا.
أما المحلات التجارية فقدمت من جانبها بمناسبة هذا العرس الكوري، تخفيضات كبيرة وصلت إلى 60 في المائة على منتجاتها ، سواء بشكل مباشر أو عبر مواقعها بشبكة الانترنيت ووعدت بزيادة النسبة إذا فاز المنتخب بالكأس ،في حين انتعشت تجارة محلات بيع قميص المنتخب الوطني الألماني، والأعلام وكل لوازم التشجيع.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الألماني يواكيم غاوك حضر المباراة النهائية لكأس العالم التي احتضنها ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، رفقة المستشارة أنغيلا ميركل التي كانت قد تتبعت أيضا أطوار المباراة التي جمعت منتخب بلادها بنظيره البرتغالي في ملعب أرينا فونتي نوفا، ووعدته آنذاك بالحضور إذا تأهل إلى النهاية.