حفل استقبال بهيج في برازيليا تخليدا لعيد العرش المجيد

برازيليا – أقام سفير المغرب بالبرازيل، نبيل الدغوغي، مساء أمس الاثنين ببرازيليا حفل استقبال بمناسبة تخليد الذكرى الـ 24 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، وذلك بحضور نحو 300 شخصية من مختلف المشارب.

وشهد الحفل الذي أقيم في مقر إقامة سفير المملكة ببرازيليا، مشاركة العديد المسؤولين البرازيليين الممثلين للحكومة والبرلمان والجهاز القضائي، بالاضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد ببرازيليا، وأفراد الجالية المغربية المقيمة في البلد اللاتيني، وثلة من الإعلاميين والأكاديميين البارزين ورجالات السياسة والفن والثقافة.

وفي كلمة بالمناسبة، أبرز سفير المملكة أن الانسجام بين المغرب والبرازيل ، يستند في الواقع إلى تقاسم قيم الديمقراطية والانفتاح ، ويقوم على الرؤية المتطابقة بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك من قبيل التنمية المستدامة ، والهجرة ، والتجارة الدولية، و السلم و الأمن .

وأشار إلى أن هذه الشراكة الثنائية تتمظهر أكثر من خلال مزيد من التنسيق الدبلوماسي والتدفقات التجارية والتعاون التقني والعلمي، مذكرا بأن رئيس الحكومة ، السيد عزيز أخنوش كان قد مثل جلالة الملك في حفل تنصيب الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في يناير الماضي.

وأضاف أنه في 30 مارس المنصرم، أجرى وزيرا خارجية البلدين ، السيد ناصر بوريطة والسيد ماورو فييرا ، محادثات هاتفية وأشادا بالدينامية الممتازة للشراكة المغربية البرازيلية. ومن المنتظر في شتنبر المقبل أن ينعقد ببرازليا اجتماع للمشاورات السياسية.

وفي السياق، قال السفير إن حجم التجارة الثنائية قد تجاوز في العام الماضي ثلاثة مليارات دولار، وهو ما يمثل الضعف مقارنة بعام 2017، مشيرا إلى “أننا بصدد توسيع تعاوننا الفني في عدة مجالات، تشمل على الخصوص التكوين المهني، والطاقات المتجددة والأبحاث الزراعية”.

وقال أيضا إنه من المنتظر قريبا أن تستأنف الخطوط الملكية المغربية رحلاتها الجوية بين الدار البيضاء وساو باولو، كما من المتوقع أن يفتتح المكتب الوطني المغربي للسياحة تمثيلية تجارية في ساو باولو في أكتوبر المقبل.

وأضاف السيد الدغوغي أن الإطار القانوني الثنائي قد تم تعزيزه بعد مصادقة مجلس الشيوخ البرازيلي، على الاتفاقية الإطار للتعاون في مجال الدفاع مع المغرب، مسجلا أنه تم التوقيع أيضا على مذكرة تفاهم بين الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا ومدرسة الدفاع العليا بالبرازيل، في يونيو المنصرم وذلك لإرساء الإطار العام للتعاون في مجال التعليم العسكري العالي.

وشدد الدبلوماسي على أن مستقبل الشراكة المغربية البرازيلية سيتمحور حول ركائز أساسية تهم بالخصوص الأمن الغذائي، مبرزا في هذا الصدد أهمية ودور المكتب الشريف للفوسفاط، والربط البحري بفضل ميناء طنجة المتوسط ومستقبلا ميناء الداخلة الأطلسي، بالاضافة إلى كون افريقيا أصبحت من أولويات السياسة الخارجية للبرازيل والمغرب.

كما ينعكس التزام المغرب بالانفتاح على العالم في موقعه التنافسي ضمن الاقتصاد الدولي ، وذلك بفضل مختلف اتفاقيات التجارة الحرة والجاذبية المتزايدة للاستثمار الدولي.

ويعتزم المغرب الذي يستقبل سنويا نحو 13 مليون سائح الوصول إلى حصة 52 بالمائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 و 70 بالمائة بحلول عام 2050 ويتموقع ضمن وضع تنافسي للغاية في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وبالمناسبة ذاتها، أكد أن المملكة كانت على الدوام أرضًا للتعايش بين جميع الديانات والثقافات و منافحة عن قيم التسامح الديني، كما حرص على ذلك ملوك وسلاطين المغرب على مر التاريخ.

وبخصوص القضية الوطنية، أكد السيد الدغوغي أن المملكة تظل متمسكة بجهود الأمم المتحدة في البحث عن حل سياسي لقضية الصحراء ، من خلال مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة، مبرزا أن المبادرة المغربية ما فتئت تحصد التأييد الدولي الوازن و المتواصل.

وقد تميز حفل الاستقبال أيضا بتسليم الوسام العلوي من درجة الحمالة الكبرى لسفير البرازيل السابق في المغرب، جوليو بيتيلي الذي أنعم به عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إثر انتهاء مهامه بالمملكة.

و بالمناسبة، أشاد سفير المغرب ببرازيليا بالجهود التي بذلها بيتيلي في سبيل تعزيز الروابط بين بلاده والمغرب على كافة الأصعدة والمجالات من أجل شراكة ثنائية قوية وواعدة.