إقليم اليوسفية .. يوم تواصلي تخليدا للذكرى الـ17 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية

   اليوسفية – احتضن مقر عمالة إقليم اليوسفية، اليوم الأربعاء، يوما تواصليا للاحتفال بالذكرى 17 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كورش ملكي ذي وقع إيجابي كبير على المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.

وشكل اللقاء الذي نظم تحت شعار “المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية : مقاربة متجددة لإدماج الشباب”، وعرف حضور أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، وأعضاء اللجنة الاقليمية للتنمية الاقتصادية، إضافة إلى رجال السلطة، ومنتخبين، وممثلي المجتمع المدني، مناسبة لتقديم حصيلة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، الذي يندرج في إطار برامج المرحلة الثالثة من المبادرة (2019-2023)، بالإضافة إلى مناقشة الأنشطة المستقبلية الكفيلة بتجويده لفائدة شباب الإقليم.

وفي كلمة بالمناسبة قال عامل إقليم اليوسفية، محمد سالم الصبتي، إن اللقاء يحتفي بـ “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كفلسفة اجتماعية ومنظومة ثقافية تساهم في معالجة الاختلالات الاجتماعية، فضلا عن كونها تعمل على إذكاء روح المواطنة الفاعلة و التضامن الاجتماعي، وكذلك ارتكازها على عدة مبادئ تنبني على الكرامة والثقة في الحاضر والمستقبل، والمشاركة الفعالة والشفافية والقرب والاستمرارية والتشاور مع الفاعلين، والشراكة المتوازنة والتعاقد المسؤول، وأخيرا الحكامة الجيدة”.

وأوضح السيد الصبتي أنه منذ إطلاقها سنة 2005، حظيت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باهتمام وعناية بالغين من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، “حيث ما فتئ هذا الورش الملكي الرائد يتطور باستمرار من أجل المساهمة في التنمية السوسيواقتصادية للمملكة”، لافتا إلى المرحلة الثالثة التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك في  19شتنبر 2018، “لإعطاء دفعة جديدة في مسار النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، والتصدي إلى الكوابح التي تواجه التنمية البشرية”.

وأضاف أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تتأسس على “هندسة جديدة”، تروم “النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، عبر التصدي المباشر، وبطريقة استباقية، للمعيقات الأساسية التي تواجه التنمية البشرية للفرد، طيلة مراحل نموه مع الحفاظ على المكتسبات المحققة خلال المرحلتين الأولى والثانية، وتحسينها وتحصينها”.

وذكر بأن حصيلة هذا الورش الملكي بالإقليم هي “ثمرة الجهود الكبيرة والانخراط الفعال لكافة المتدخلين والشركاء، من قطاعات حكومية وجماعات ترابية ومجتمع مدني، وقطاع خاص”، منوها بالانخراط الهام الذي عبرت عنه الساكنة من خلال المجتمع المدني، بمشاركتها الفعالة انطلاقا من عمليات التشخيص وتسطير الأولويات، مرورا بالمشاركة في الإنجاز والتمويل، وانتهاء بالمشاركة في التسيير والتدبير وتقييم الوقع، وهي مشاركة تعززت أيضا بانخراط مختلف القطاعات الحكومية في تقديم الدعم التقني لحاملي المشاريع.

أما رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم اليوسفية، إبراهيم إيدو، فقدم عرضا مستفيضا حول برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، مشيرا إلى أنه تم تفعيله عبر محورين، يهم الأول تمويل وتنفيذ برنامج تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني على مستوى إقليم اليوسفية، بشراكة المكتب الشريف للفوسفاط، حيث يمتد هذا البرنامج على 3 سنوات، بكلفة مالية قدرها 15 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 5 ملايين درهم، و المكتب الشريف للفوسفاط بمبلغ 10 ملايين درهم وتم من خلاله تمويل 243 مشروعا خلال الثلاث سنوات الماضية، لفائدة 750مستفيدا و مستفيدة، شكلت منهم النساء نسبة 30 في المائة.

اما المحور الثاني، الذي يدخل أيضا ضمن برنامج تحسين الدخل وتشجيع الإدماج الاقتصادي للشباب، والذي يتم تفعيله بشراكة مع مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة، فأكد السيد إيدو، أنه يستهدف إنشاء 87 مقاولة، خلال 3 سنوات، إذ تم خلال السنتين الأوليين لهذا البرنامج (2020-2021) انجاز42 مشروعا، لصالح 54شابا وشابة بتكلفة إجمالية بلغت 8 ملايين و 513 ألف درهم ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ يفوق 4 ملايين و850 ألف درهم.

وأضاف أن الغاية تكمن أيضا في خلق منظومة من أجل تعزيز قابلية تشغيل الشباب وإدماجهم الاقتصادي، تم في اطارها تأهيل وتجهيز فضاء لتشغيل الشباب بمدينة الشماعية، وذلك من أجل تزويد الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 سنة ذوي المهارات المنخفضة، بخدمات التوجيه المهني الفردي والتدريب، والتوفيق بين جانبي العرض والطلب في سوق الشغل.

وبشأن دعم فرص ريادة الأعمال للشباب، أشار إلى وضع منصة لريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية بمدينة اليوسفية تحت تصرف المركز الجهوي للاستثمار مراكش-آسفي، كمدخل للوصول إلى الخدمات والمعلومات المتصلة بريادة الأعمال.

وعرف هذا اليوم التواصلي تقديم عروض من طرف ممثل الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات حول فضاء تشغيل الشباب بالشماعية، وكذا من طرف ممثل المركز الجهوي للاستثمار حول فضاء تشغيل الشباب بمدينة اليوسفية، وممثل مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة حول حصيلة الاتفاقية المبرمة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والمؤسسة المذكورة، بخصوص ريادة الأعمال.

كما تم عرض شريط مصور حول حصيلة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بإقليم اليوسفية، وزيارة رواق يضم نماذج للمشاريع الممولة في إطار هذا البرنامج، وزيارة فضاء تشغيل الشباب بمدينة الشماعية.