الأستاذ إدريس خليفة : الدروس الحسنية أخذت على عهد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بعدا أكثر عمقا وتركيزا على قضايا العصر والتنمية البشرية

الأستاذ إدريس خليفة : الدروس الحسنية أخذت على عهد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بعدا أكثر عمقا وتركيزا على قضايا العصر والتنمية البشرية

الثلاثاء, 7 يونيو, 2016 - 22:23

(أجرى الحديث : إدريس اكديرة)

   الرباط – قال الأستاذ إدريس خليفة، عضو المجلس العلمي الأعلى، إن الدروس الحسنية أخذت على عهد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعدا آخر أكثر عمقا وتركيزا على قضايا العصر والتنمية البشرية، وظلت منارا للعرفان ومحط الأنظار.

  وأوضح الأستاذ خليفة، أن الدروس الحسنية أخذت على عهد جلالة الملك بعدا آخر أكثر عمقا وتركيزا على قضايا العصر والتنمية البشرية، والشورى والصحة والقيم والفن والجمال والانفتاح على العصر والتراث الروحي من خلال محاضرات لأساتذة متخصصين شاركت فيها المرأة العالمة مثل الرجل بنصيب وافر.

   وباعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين، يقول الأستاذ خليفة، عرفت هذه الدروس المباركة مزيدا من التألق والإشعاع، إذ ظلت منارا للعرفان ومحط الأنظار، وزاد الإقبال عليها، ونقلها إلى العالم بوسائط النقل الإلكتروني، وحضرها علماء جدد من العالم الإسلامي.

  وأبرز الأستاذ إدريس خليفة، عميد كلية أصول الدين بتطوان سابقا، أن العلماء المحاضرين يتطرقون في هذه الدروس إلى قضايا لم يسبق تناولها، وبالنظر للعناية التي يوليها أمير المؤمنين لقضايا التنمية في العالم والتربية والتعليم والأمن الروحي وتصحيح المفاهيم عن الإسلام والبيعة ومعنى البيعة وكونها تعني السيادة، والعناية بإفريقيا وآسيا، والوسطية الدينية والمذهبية المغربية في المجال العقدي والفقهي والصوفي، فإن هذه المواضيع نالت اهتمام المحاضرين في هذه الدروس، وأولوها عنايتهم وسجلتها أقلامهم، واستجابت بذلك لتطلعات المسلمين، باحترام هوياتهم وخصوصياتهم مع صيانة لعولمة ذات طابع إسلامي بالاستجابة لله وللرسول فيما دعاهم إليه الإسلام.

  ومما زاد في تألق هذه الدروس الحسنية في عهد جلالة الملك محمد السادس، يقول الأستاذ خليفة، وجود المرأة المسلمة فيها أستاذة محاضرة، تعرب عن نفسها وبنات جنسها، وتشارك في العلوم والفنون بإدراك تام لمقاصد الشريعة ومستجدات العصر، وفي إطار الوسطية التي عرفت بها المرأة المغربية والتعلق بالوطن وبإمارة المؤمنين.

   والمرأة  تؤكد بذلك أن النساء شقائق الرجال في الأحكام، وأن الإسلام أعطى المرأة حقوقها منذ أربعة عشر قرنا، وهذه طلائع المرأة المسلمة من المغرب، توضح للنساء في الغرب والشرق، أن الإسلام يضمن حقوق النساء في العالم من هذه التجربة المغربية الفريدة التي تخلق نموذج المرأة غير المستلبة إديولوجيا، والتي تحافظ على كرامتها وتبني الوطن وتربي الأبناء والبنات، وتعرف ما لها وما عليها في طاعة الله ورسوله، ملتزمة بمسؤولياتها الوطنية، مشجعة بما نالت من حقوق ومزايا خاصة في المدونة الجديدة للأسرة.

  وأضاف الأستاذ إدريس خليفة أن الدروس الحسنية في محصلها جامعة كبيرة سامقة للعلوم والمعارف، ودائرة معارف واسعة، وملتقى حافل للفكر والعلماء من مختلف الأصقاع، معتبرا أنه يمكن قراءة فكر الإسلام في العصر الحالي من خلال مداخلاتهم ومحاضراتهم التي لا تهم علما دون علم وفرعا دون فرع، وإنما تتناول العلوم كلها دينية واجتماعية وتاريخية ولغوية وأدبية، مبرزا أن هذا الفكر يمكن تمثله من خلال تراجم العلماء الذين حضروها ومن خلال مؤلفاتهم وأنشطتهم العلمية والأدبية والوظيفية والتدريسية بالمعاهد والجامعات والزوايا وغيرها.

 وهكذا، يقول الأستاذ إدريس خليفة، فالدروس الحسنية تمثل تلك العالمية الكبيرة الواسعة التي تحضر بفعالياتها وفكرها وجهودها العلمية لتقدم أفضل ما يصل إليه الفكر الإسلامي والإنساني في هذا العصر.


وذكر، من جهة أخرى، بأن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقوم بتسجيل مناقشات هذه الدروس وتدوينها وتدويلها وطبعها بمختلف الوسائل والوسائط لتصل إلى أكبر عدد من المسلمين في الشرق والغرب.

ودعا الأستاذ خليفة، في هذا الصدد، إلى وضع دائرة معارف الدروس الحسنية لتقريبها من الدارسين والباحثين، باعتبارها تمثل الوعي الديني السني الرصين والوحي من خلال نصوصه، والاجتهاد من أعلامه، والإجماع بالتوافق وتطابق وجهات النظر، والعقل والتجارب بالممارسة والثقافة ومشاهدة أوضاع المسلمين والشهادة عليهم وعلى أعمالهم وتاريخهم وعلى تاريخ الأمم، كما تهم الباحثين والباحثات من المسلمين الذين قد يعنيهم أن يجدوا فيها ما يصحح مفاهيمهم، ويفند مقالات خطر الإسلام وعدوانيته وكراهيته لغير المسلمين، فالإسلام دين السلام والسماحة والرحمة والمحبة.

  وفي السياق ذاته، قال الأستاذ خليفة إن من مظاهر الدروس الحسنية والإعجاب بها أن العلماء من العالم الإسلامي يقدمون فيها عند نهايتها خلال ليلة القدر المباركة بعد ختم صحيح الإمام البخاري كلمة شكر لأمير المؤمنين على دعوته الطيبة لهم لحضورها إلى جانب علماء المغرب، ويثنون على المغرب وما تعرفه المملكة من ازدهار وتطور في مختلف الميادين.

  إن الدروس الحسنية، يقول الأستاذ خليفة، دروس منيفة تقام بحضرة أمير المؤمنين وبحضوره ورئاسته الكريمة في شهر رمضان المبارك، في أجواء روحانية ربانية، تحفها العناية الإلهية تحت رعاية أمير المؤمنين وحضور الأمراء ورجال الدولة والضيوف، وبمعية العلماء الموكول إليهم أمر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن للتعريف بالإسلام ونظمه وحضارته وقيمه وأحكامه وإرشاد الأمة وتصحيح المفاهيم عن الإسلام الصحيح، وربط المسلمين بربهم وبنبيهم، وتذكير الأمة بأمجادها وتجاربها الدينية الممثلة في الإسلام الوسطي ومذهبها العقدي والفقهي والروحي السني إلى غيرها من المقاصد الدينية والوطنية، بأسلوب ذكي وإشارات دالة واهتمامات فائقة، حيث رمضان هو وعاء الزمن لهذه اللقاءات الجليلة.

  وحرص الأستاذ إدريس خليفة، في هذا الحديث على التذكير بأن لهذه الدروس تاريخ حافل بالمغرب، مركزا على أنه في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، جعل لها من رمضان موعدا كريما ثابتا إذ صارت عنوان رمضان وعرفت به كما عرف بها المغرب، فلا رمضان إلا معها ولا سمر إلا بوجودها والحديث عنها.

 فالرباط العاصمة والمدن المغربية الأخرى هي الوعاء المكاني التي تنعقد فيه هذه المجالس المباركة، والمخاطب هم الناس في بقاع العالم، وخاصة بلاد المسلمين حيث تتجه أبصارهم وأسماعهم إليها، محبذين أن يجتمع العلماء من بقاع العالم الإسلامي تحت الرعاية السامية لإمارة المؤمنين للتداول في الموضوعات التي تشغل بالهم وتهم حاضرهم ومستقبلهم ويريدون أن يجدوا دواء معضلاتهم وحل مشاكلهم وما يغذي إيمانهم ويعيد إليهم الطمأنينة والأمن ويقيهم من شرور الفتن.

  وقد انبثقت التجربة المغربية في هذه الدروس، يقول الأستاذ إدريس خليفة، عن تنظيم لقاءات لمناقشتها حتى يتمكن أكثر العلماء الحاضرين من التعبير عن انطباعاتهم ومشاعرهم الأخوية وحبهم للمملكة المغربية وملك المغرب الذي يقوم بجهود جبارة لصالح الإسلام والمسلمين في بقاع العالم ويرأس لجنة القدس الشريف، ويدعو المسلمين للوحدة والتخلي عن النزاعات الإقليمية والوطنية والطائفية والعرقية، وينبه للمخاطر التي تهدد الأمة.

ح/دك/

اقرأ أيضا

التوقيع على ثلاث اتفاقيات للتنمية المجالية لإقليمي تنغير وورزازات

السبت, 4 مايو, 2024 في 0:04

ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الجمعة بقلعة مكونة، حفل توقيع ثلاث اتفاقيات بين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وشركاء من إقليمي تنغير وورزازات.

إقليم تنغير.. السيد صديقي يزور مشاريع تنموية لقطاع الورد العطري

السبت, 4 مايو, 2024 في 0:01

أجرى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الجمعة، زيارة ميدانية لإقليم تنغير، خصصت لمشاريع تنموية لقطاع الورد العطري.

ني ملال ـ خنيفرة.. دخول 21 مركزا صحيا حضريا وقرويا الخدمة بالجهة

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 23:58

أعطى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، مؤخرا، انطلاقة عمل 21 مركزا صحيا حضريا وقرويا على مستوى مختلف أقاليم جهة بني ملال ـ خنيفرة.