الانتخابات العامة في كيبيك.. ثلاثة أسئلة للخبيرة في علم الاجتماع فيروز فوزي

الانتخابات العامة في كيبيك.. ثلاثة أسئلة للخبيرة في علم الاجتماع فيروز فوزي

الأحد, 2 أكتوبر, 2022 - 15:44

مونريال – بعد حملة انتخابية مكثفة، تنظم، يوم غد الاثنين، الانتخابات العامة في مقاطعة كيبيك الكندية. واستحوذت قضايا تدبير الجائحة والتضخم والمناخ وأيضا الهجرة (هذه الأخيرة فرضت نفسها بشكل خاص)، على نقاشات وخطابات مرشحي الأحزاب الخمسة المتنافسة برسم هذا الاقتراع.

في هذا الحوار الذي خصت به كالة المغرب العربي للأنباء، تناقش الخبيرة في علم الاجتماع والمستشارة في قانون الهجرة، فيروز فوزي، رهانات هذه الانتخابات وتأثيراتها على الجالية المغربية الهامة التي استقرت في هذا الجزء من كندا.

وقد ألفت السيدة فوزي، التي تدير المعهد الكندي المغربي للدراسات والأبحاث حول الهجرة، كتاب “الهجرة العربية-المتوسطية في كندا: بين الخيال والواقع”.

وعشية افتتاح مكاتب الاقتراع، أدلى حوالي ربع الناخبين، البالغ عددهم 6,2 مليون والمسجلين في اللائحة الانتخابية، بأصواتهم، بحسب الأرقام التي نشرتها “انتخابات كيبيك”. ويعكس هذا المعدل القياسي حسب المراقبين أهمية ورهانات هذا الاقتراع.

1. السباق يبدو محتدما في هذه الانتخابات. ما هو تقييمكم لهذا الاقتراع وتوقعات استطلاعات الرأي؟

نلاحظ سباقا محتدما بين الأحزاب الخمسة. قد تكون هناك بعض المفاجآت لأن الاستطلاع الأخير الذي أجرته “ليجي” أشار إلى تقارب بين عدد من المتنافسين في عدد من الدوائر. نعلم جيدا أنها المرة الأولى مند فترة طويلة التي تمثل فيها خمسة أحزاب في الجمعية الوطنية بعد اقتراع يعود إلى نونبر 1976. الحزب الليبرالي يحتل المرتبة الثانية بحسب نوايا التصويت ب18 بالمائة من الأصوات، يليه حزب “كيبيك المتضامن” الذي تقدم إلى المرتبة الثانية ب15 بالمائة، ثم حزب كيبيك بنسبة 10 بالمائة.

2- تعتبر الهجرة من المواضيع السائدة خلال الحملة الانتخابية، ويعتقد بعض الخبراء أنها تشكل محور هذا الاقتراع. كيف تنظرون إلى هذا النقاش؟

إن الهجرة تعتبر مسألة حساسة بالنسبة لكل من البلد المضيف والمرشح للهجرة على حد سواء. وفي هذا الصدد، قامت كندا بإرساء إطار جذاب يتيح لها تموقعا جيدا في هذا المجال. من ناحية أخرى، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هناك تناسب بين احتياجات كندا وبروفايلات المهاجرين؟ وإلى أي مدى وبأي طريقة سيرتبط المهاجرون بالحياة الاقتصادية والنمو الديموغرافي ودينامية المناطق وإغناء المجتمع؟

للقيام بذلك، يتعين سد الثغرات من خلال النمو المستمر لحركة الهجرة: 97 ألف شخص برسم عشرية 2020، وما لا يقل عن 121 ألف شخص برسم عشرية 2030، و 130 ألف شخص في ما يخص عشرية 2050. علاوة على ذلك، ومنذ عام 1986، كان هذا النمو جد ملحوظ، وذلك بمعدل 35 ألف مهاجر سنويا قبل أن يرتفع إلى 40 ألف. وتجدر الإشارة إلى أن مهاجري كيبيك يميلون بشكل عام إلى الاستقرار في مونتريال. وهو ما يقودنا إلى القول إن الطلب القوي على الهجرة إلى كيبيك يفسر من خلال العامل اللغوي.

في الآن ذاته، لا تزال الهجرة تعد أساسية من أجل التخفيف من حدة نقص اليد العاملة لدينا، ونلاحظ أن العديد من التدابير تهدف إلى تلبية الاحتياجات الملحة في جميع قطاعات البلاد، مع توفير المزيد من الفرص للخريجين الجدد لبناء حياتهم في كندا والاستمرار في المساهمة في انتعاش البلاد على المدى القصير وتحقيق ازدهارها على المدى الطويل. هذه هي الطريقة التي استقبلت بها كيبيك حوالي 70 ألف مهاجر هذه السنة، وذلك لتعويض تعليق دخول البلاد بسبب الأزمة الوبائية. في الواقع، تهدف خطة الهجرة إلى كيبيك إلى زيادة عدد المهاجرين المقبولين تدريجيا خلال بداية عملية الهجرة من 49500 إلى 52500 شخص في عام 2022؛ لتصل نسبة الأشخاص المقبولين في فئة الهجرة الاقتصادية، في نهاية هذه الفترة، إلى حوالي 65 في المائة، وتعزيز الاختيار الدائم للعمال والمواطنين الأجانب الحاصلين على دبلوم من كيبيك الذين يستجيبون لاحتياجات سوق الشغل ويقيمون بشكل مؤقت في الإقليم. من ناحية أخرى، لا يزال المهاجرون من أصل مغربي يواجهون العديد من الصعوبات والعقبات التي تدفع إلى إقصائهم اقتصاديا في كيبيك.

3- ما هو تقييمكم للمشاركة السياسية للجاليات من أصول مهاجرة وخاصة في صفوف الجالية المغربية؟

إن إقبال الناخبين ليس المؤشر الوحيد على المشاركة السياسية، ولكنه المؤشر الذي حظي بأكبر قدر من الاهتمام. ليس من المستغرب أن يتم انتخاب النائبين الكيبيكيين من أصل مغربي، مروة رزقي ومنصف دراجي، في الجمعية الوطنية في كيبيك تحت راية الحزب الليبرالي في كيبيك. هذا الأمر يعني انخراط الجالية المغربية في الحياة السياسية في كندا. إذ أن كل مغربي بالخارج لديه مهارة، سواء كان طبيبا أو مدرسا أو عاملا أو مسؤولا منتخبا، يمكنه بالتالي المساهمة في تنمية البلاد.

علاوة على ذلك، ارتفعت مشاركة الجالية المغربية في انتخابات مجالس الأقاليم بشكل قوي وتحظى بتمثيلية على نطاق واسع. وهو ما يزيد من مشاركة المواطنين في العملية الديمقراطية ويؤكد أن الارتباط بين المجتمعات وكيبيك والحكومة الكندية أقوى.

بشكل عام، أعتقد أنه من المهم التصويت إذا كان أفراد الجالية المغربية يريدون إسماع أصواتهم بشأن قضايا مختلفة مثل العقبات المالية (خاصة بالنسبة للوافدين الجدد)، أو التمييز والأحكام المسبقة في وسائل الإعلام.

اقرأ أيضا

بوزنيقة.. انطلاق أشغال المؤتمر ال 18 لحزب الاستقلال

السبت, 27 أبريل, 2024 في 0:17

انطلقت، مساء اليوم الجمعة بالمركز الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، أشغال المؤتمر ال 18 لحزب الاستقلال، بمشاركة 3600 مؤتمر ومؤتمرة يمثلون مختلف جهات المملكة.

المغرب وجيبوتي يوقعان مذكرتي تفاهم في مجالي الصحة والحماية الاجتماعية

السبت, 27 أبريل, 2024 في 0:13

وقّع المغرب وجيبوتي، اليوم الجمعة بالرباط، مذكرتي تفاهم ترومان تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي الصحة والحماية الاجتماعية.

الرباط .. سبل تعزيز التعاون البرلماني محور مباحثات مغربية – فرنسية

السبت, 27 أبريل, 2024 في 0:09

أجرت رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، سلمى بنعزيز، اليوم الجمعة بالرباط، مباحثات مع رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية فرنسا – المغرب، كريم بن الشيخ، الذي يقوم بزيارة للمملكة رفقة عدد من أعضاء المجموعة.