الثقافة بنكهة رمضانية .. تظاهرات متنوعة ترفع شعار التلاقح والتعددية

الرباط –  تشهد مختلف مدن المملكة تظاهرات متنوعة تلامس قطاعات إبداعية وفكرية عديدة بمناسبة شهر رضمان الأبرك الذي تفتح أجواؤه وطقوسه شهية الإقبال على ثمرات العقل والخاطر.

بين أمسيات للذكر وجلسات للمديح والسماع وفقرات للموسيقى الروحية من معين التراث الصوفي ولقاءات لتقديم كتب جديدة، تتنوع فعاليات الشهر الكريم التي تشتمل أيضا على قراءات شعرية ومعارض للفن التشكيلي وندوات تتناول قضايا مختلفة.

هي مواعيد تتيح فرص التعبير عن مواهب الفنانين المغاربة وهم يشقون طريق التألق وكذا تجديد لقاء الجمهور بمبدعين ومفكرين معروفين.

في هذا الإطار، برمجت مؤسسة أونا عدة تظاهرات ثقافية. كما يفتح المعهد الفرنسي بأكادير والدار البيضاء والجديدة وفاس والقنيطرة ومراكش ومكناس والرباط وطنجة وتطوان فضلا عن الرابطة الفرنسية المغربية بآسفي، الباب أمام رواد ليالي رمضان التي تشكل لحظة قوية ضمن الموسم الثقافي الفرنسي بالمغرب.

وبرسم هذا العام، يتم الاحتفاء بالثقافات الموسيقية للحوض المتوسطي، وهي الجزائر ومصر وإسبانيا وفرنسا والمغرب وفلسطين وتونس، فضلا عن حضور خاص لفرقة موسيقية من منغوليا.

ويتوقع المنظمون تدفق أزيد من 150 ألف متفرج على هذه الأنشطة التي تكرس دور المعهد الفرنسي بالمغرب كوسيط ثقافي يعزز التبادل بين مختلف العوالم الفنية.

وتشهد فيلا الفنون بالرباط أمسيتين استثنائيتين، الأولى يوم 21 يوليوز، تحت يافطة فن الساول والغوسبل رفقة الفنانة ماريان أيا أوماك التي تنحدر من مونبولييه الفرنسية والتي ستؤدي أغان ذات نفحة إنسانية بالفرنسية والإسبانية والإنجليزية. أما الثانية فتقام بنفس المكان يوم 22 يوليوز بمشاركة الفنان الإسباني مانويل ديلغادو القادم من برشلونة. وسيكون جمهور الرباط في هذه الأمسية على موعد مع باقة من الفلامينكو، حيث تناغم القيثارة والرقص والغناء. ومن المقرر أن يحيي الفنان ديلغادو حفلتين بأكادير والدار البيضاء يومي 19 و21 يوليوز.

وتكريما للفنان الراحل محمد السرغيني، أحد رواد الفن التشكيلي المعاصر بالمغرب، ينظم إلى غاية 10 شتنبر معرض احتفالي بكل من فيلا الفنون بالرباط ورواق الفن بصندوق الإيداع والتدبير.

ويقترح المعرض استعادة لتراث الراحل ورحلة عبر مساره الحافل كفنان وأستاذ للفنون حظي بتقدير خاص في الوسط التشكيلي المغربي.

وبفيلا الفنون بالدار البيضاء، يعرض الفنان عز الدين بادو، ذو التكوين الهندسي، لوحاته إلى غاية 30 يوليوز الجاري.

من جانبه، يوقع الكاتب مامون لحبابي روايته الجديدة “امتحان الولع” يوم 17 يوليوز بفيلا الفنون بالدار البيضاء حيث سيقدم شخصيته الرئيسة لمياء، بمعيشها ذي الحظ القليل من الفرح.

وفي الجديدة، تحيي الفنانة التونسية أمال المثلوثي يوم 19 يوليوز حفلا غنائيا موسيقيا، ينتظر أن تتخلله أغنيتها الشهيرة “كلمتي حرة” التي باتت عنوانا للثورة التونسية التي اندلعت عام 2011.

ويوم 20 يوليوز، تحتضن المدينة حفلا لمجموعة “أو.إن.بي” الفرنسية، التي تضم أزيد من عشرة موسيقيين من فرنسا والبرتغال والمغرب العربي، وتشتغل على مزج الألوان الموسيقية، من شعبي وراي وكناوة ثم الصالصا والريكي والجاز والفانك والروك.

وتنفتح فاس، من جهتها، على عوالم الموسيقى الصوفية، يوم 22 يوليوز، من خلال حفل لحمادشة بقيادة المعلم عبد الرحيم العمراني المراكشي. وهي فرقة تسعى إلى الحفاظ على التراث الحمدوشي من الانقراض، وتعد أشهر الفرق المغربية في هذا المجال.

هي نماذج من مواعيد مكثفة تغطي مختلف أنحاء المملكة، تعطي للحدث الفني نكهته الرمضانية وترفع شعار التمازج والتعددية الثقافية والفنية.

(بقلم : روكان الغيساسي)