آخر الأخبار
الجولة الإفريقية لجلالة الملك .. تجديد وتقوية علاقات المغرب مع قارة كانت ولا تزال تحتل مكانة جد خاصة في قلوب المغاربة

الجولة الإفريقية لجلالة الملك .. تجديد وتقوية علاقات المغرب مع قارة كانت ولا تزال تحتل مكانة جد خاصة في قلوب المغاربة

الجمعة, 14 فبراير, 2014 - 19:43

الرباط-  – يبدأ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء المقبل، جولة إفريقية جديدة تشمل عدة بلدان من أجل تجديد وتقوية علاقات المغرب مع قارة كانت ولا تزال تحتل مكانة جد خاصة في قلوب المغاربة وفي الأجندة الدبلوماسية للمملكة.فبعد زيارة ناجحة قبل أشهر قليلة إلى كل من السنغال والكوت ديفوار والغابون، يقوم صاحب الجلالة بجولة إفريقية أخرى من أجل تجديد العهد والتأكيد على الأهمية الخاصة التي توليها المملكة المغربية لتنمية وتطوير علاقاتها مع بلدان القارة السمراء، سواء منها الإنسانية أو الثقافية والدينية أو السياسية والاقتصادية .

فمنذ الاستقلال، التزم المغرب، القوي ببعده الإفريقي وحتمية المصير المشترك، أمام تحديات التقدم الاقتصادي والاستقرار والديمقراطية، بجعل التعاون مع إفريقيا خيارا استراتيجيا وتقوية وتعزيز علاقاته متعددة الأطراف مع بلدان هذه القارة في أفق إقامة شراكة حقيقية ترتكز على معادلة ( رابح – رابح ) التي تدعم التعاون جنوب – جنوب وتفتح آفاقا واسعة للتنمية المستدامة وللتضامن.

وقد تعزز هذا التوجه وتقوى منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، وهو ما مكن المغرب في ظرف سنوات قليلة من أن يصبح فاعلا أساسيا لا محيد عنه في محور التعاون جنوب – جنوب، وأن يشكل نموذجا يحتذى في التنمية والديمقراطية .

ومكنت الزيارات المتعددة التي قام بها جلالة الملك إلى الدول الإفريقية من دعم وتقوية التبادل الثقافي والاقتصادي والتجاري بين المملكة وأغلب دول إفريقيا جنوب الصحراء وذلك في إطار ترسيخ شراكة استثنائية عريقة ومثمرة مع هذه الدول والتي تنفتح يوما بعد يوم على آفاق جديدة واعدة.

وتميزت هذه الزيارات، إلى جانب الاتفاقيات الهامة التي تم توقيعها مع العديد من الدول الإفريقية والتي طالت مختلف القطاعات بمبادرات إنسانية واجتماعية دالة تمثلت بالخصوص في تقديم مساعدات ملموسة للساكنة المحلية في ميادين الصحة والتنمية البشرية وكذا في مجال مكافحة الجراد وغيرها .

وعكست الجولات التي قام بها جلالة الملك بمجموعة من الدول الإفريقية التزام المغرب وانخراطه لدعم التنمية في هذه القارة التي ظلت مهمشة رغم إمكانياتها الاستثنائية ومواردها الطبيعية والبشرية المهمة.

كما شكلت هذه الزيارات مناسبة لرسم التوجهات الكبرى للتعاون الثنائي مع العديد من البلدان الإفريقية والذي يرتكز بالأساس على مبدأ التضامن في تحقيق التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية.

لقد تقوت الروابط متعددة الأبعاد التي تجمع بين المغرب وإفريقيا بفضل مجموعة من الروافد التاريخية المهمة والتي تضرب بجذورها في عمق الماضي منها العلاقات الدينية التي تمثلها الطريقة التيجانية التي يوجد ضريح مؤسسها سيدي أحمد التيجاني بمدينة فاس وكذا تشبث سكان هذه البلدان بالإسلام المعتدل الذي يدعو إلى الوسطية والتسامح بعيدا عن الغلو والتطرف إلى جانب تواجد جالية مغربية مهمة بدول إفريقيا مقابل تواجد مواطنين أفارقة بالمغرب يزداد عددهم يوما بعد يوم فضلا عن المبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية التي عرفت خلال السنين الأخيرة تطورا كبيرا .

ويعكس عمق العلاقات بين المملكة المغربية والبلدان الإفريقية الإطار التشريعي الذي يدعم هذه العلاقات ويقويها والذي يتمثل في أزيد من 500 اتفاقية للتعاون تشمل مختلف المجالات والقطاعات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والإنسانية إلى جانب اتفاقيات متعددة الأطراف تشكل بدورها آلية متجددة تمكن هذه الدول من الاستفادة من الخبرة المغربية في القطاعات التقنية وكذا من تمويلات ثنائية ومتعددة .

ويرتكز المغرب في علاقاته مع البلدان الإفريقية على الاهتمام بشكل خاص بتأهيل الموارد البشرية من خلال فتح الجامعات والمعاهد العليا المغربية في وجه الطلبة الأفارقة حيث يتابع حوالي 8000 طالب إفريقي دراساتهم العليا بالجامعات والمعاهد المغربية من ضمنهم أزيد من 6500 طالب يستفيدون من منح مغربية.

كما ينعكس تضامن المغرب مع البلدان الإفريقية في مساهمته في عمليات تحقيق السلم والأمن التي قادتها منظمة الأمم المتحدة في العديد من الدول التي كانت تعاني في السابق من نزاعات وحروب أهلية كالصومال وكوت ديفوار وحاليا جمهورية إفريقيا الوسطى حيث تواصل القبعات الزرق المغربية مهامها لفائدة السكان الذين يعانون من الحرب والجوع والأمراض .

وحين انتخب المغرب عضوا غير دائم بمجلس الأمن بدعم قوي من البلدان الإفريقية أضحى هو الناطق الرسمي باسم القارة السمراء داخل أروقة هذه الهيئة الدولية، وجعل من استقرار وتنمية إفريقيا إحدى أولويات سياسته الخارجية، كما انحاز لدعم وتقوية التعاون والتضامن مع بلدان إفريقيا والتكتل لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي تحد من تحقيق التنمية الشاملة لهذه القارة .

وإلى جانب مجلس الأمن لم يدخر المغرب أي جهد في الدفاع عن مصالح إفريقيا وقضاياها العادلة حيث جعلها ضمن أولوياته في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي الذي يحظى فيه بالوضع المتقدم وكذا داخل مختلف الهيئات والمؤسسات الاقليمية والدولية وذلك بهدف إسماع صوت القارة الإفريقية والاهتمام بانشغالات وانتظارات السكان وحتى لا تمنع الصعوبات التي يعاني منها حاليا الاقتصاد العالمي البلدان المتقدمة من واجب التضامن والتعاون مع الدول الإفريقية ومساعدتها على مواجهة العديد من الأزمات والآفات كالفقر والجوع والأمراض والحروب الأهلية وانتشار الأسلحة وغيرها .

وكان المغرب قد قدم مثالا لما يجب أن يكون عليه التضامن الذي يجب أن يؤطر العلاقة مع الدول الإفريقية وذلك من خلال مواكبته لمسلسل الانتقال الديمقراطي في العديد من بلدان القارة ومساهمته في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار بهذه الدول عبر تعاون بناء وجدي في عدة ميادين حيوية وأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في ظل الاحترام التام لسيادة واستقلال هذه الدول وصيانة وحدتها الترابية.

وكان المغرب قد أكد على التزامه بهذا التوجه من خلال مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2000 التي تمثلت في إلغاء ديون البلدان الإفريقية الأقل نموا وإعفاء سلعها ومنتوجاتها من حقوق الجمارك .

كما دخل القطاع الخاص المغربي على الخط لدعم توجه المملكة نحو دعم وتقوية العلاقات مع بلدان القارة الإفريقية وانخرطت العديد من الشركات والمقاولات الوطنية في تنفيذ مشاريع رائدة بهذه الأسواق الواعدة .

وتتواجد حاليا المجموعات المغربية الكبرى في قطاعات البنوك ( التجاري وفا بنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية والبنك الشعبي ) والنقل الجوي (الخطوط الملكية المغربية ) والاتصالات (اتصالات المغرب) والماء والكهرباء ( المكتب الوطني للماء والكهرباء ) والسكن الاجتماعي ( مجموعة الضحى) والتأمين والأشغال العمومية والبناء والموانئ بحوالي 20 بلدا إفريقيا وتعمل على إنجاز مجموعة من المشاريع ونقل الخبرة والتجربة المغربية للكفاءات المحلية وخلق الثروة وتحقيق التنمية .

لقد مكن الالتزام المغربي بإفريقيا وتطلعاتها المملكة من أن تكون، حسب ما كتبه مدير المرصد الفرنسي للدراسات الجيوسياسية شارل سان برو، “البلد العربي الوحيد الذي يتوفر على سياسة إفريقية واضحة ومستمرة ومعرفة دقيقة وعلاقات إنسانية وثقافية ودينية مثمرة مع البلدان الإفريقية” .

   –  بقلم محمد التوزاني

اقرأ أيضا

“رايان إير” تطلق خطا جويا بين طنجة وورزازات

الإثنين, 6 مايو, 2024 في 20:17

أطلقت شركة الخطوط الجوية الأيرلندية (ريان أير) مؤخرا خطا داخليا بين ورزازات وطنجة، وذلك بمعدل رحلتين كل أسبوع .

مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة: الفنان المتألق سامي يوسف يَـعِـدُ الجمهور بحفل موسيقي فريد من نوعه

الإثنين, 6 مايو, 2024 في 18:28

تستضيف الدورة 27 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة النجم العالمي سامي يوسف في حفل رائع يوم 25 ماي 2024 بباب الماكينة.

صيانة الشبكة الطرقية ..64 في المائة من الطرق في حالة حسنة أو ممتازة (وزير)

الإثنين, 6 مايو, 2024 في 18:08

أفاد وزير التجهيز والماء نزار بركة، اليوم الإثنين بمجلس النواب، أن 64 في المائة من الطرق في حالة “حسنة” أو “ممتازة”، وذلك بعد “تقييم حالة الطرق الذي لقي تحسنا في أواخر سنة 2022”.