الدفاع عن المسجد الأقصى انطلق من المغرب الذي أخذ دائما على عاتقه حماية القدس الشريف

بيروت-أكد الإعلامي اللبناني، خير الله خير الله ، أن الدفاع عن المسجد الأقصى انطلق من المغرب، الذي أخذ دائما على عاتقه حماية القدس الشريف.

وأوضح خير الله، في مقال تحت عنوان “في قضية القدس.. لا يمكن المزايدة على المغرب” نشرته صحيفة المستقبل اليوم الاثنين، أنه من هذا المنطلق، كانت مبادرة جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس الذي دعا إلى انعقاد الدورة العشرين للجنة في مراكش “أكثر من طبيعية”، خاصة وأن المغرب “أخذ دائما على عاتقه حماية القدس وتأكيد هوية المدينة بعيدا عن أي نوع من العنصرية والتزمت”.
وأضاف أن “ما لا يمكن تجاهله هو أن الدفاع عن المسجد الأقصى بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس سنة 1967، انطلق من المغرب حيث انعقدت قمة من أجل القدس وحماية مقدساتها سنة 1969 ردا على محاولة متطرف إسرائيلي إحراق المسجد الأقصى”.
وشدد على أن المغرب، “منذ ذلك التاريخ، وقبله”، لم يتخل عن التزاماته، “مع فارق أن المغرب، على خلاف كثيرين آخرين في المنطقة وخارجها، لا يتصدى للسياسة الإسرائيلية بالشعارات الطنانة والكلام الفارغ ومن أجل مآرب ذاتية… بل على العكس من ذلك، يقاوم المغرب الاحتلال ومحاولات تهويد المدينة بالأفعال وبخطاب حضاري ومنفتح يؤكد أن الجانب العربي والإسلامي بعيد عن العنصرية”.
وأبرز خير الله أن المغرب “ومن خلال تجربته الطويلة في مجال دعم القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية، إنما يدعو إلى السلام… ويتوق إليه”، مضيفا أن المغرب “لم يقصر يوما، لا في دعم جهود السلام ولا في دعم المجهود العسكري العربي عندما تطلب الأمر ذلك”، مذكرا بالمشاركة المغربية في حرب أكتوبر 1973.
وذكر بأن “للمغرب شهداء دافعوا عن الحق العربي وسعوا إلى الانتهاء من الاحتلال”، مسجلا أن “شهادة الدم تظل أبلغ من كل كلام يصدر عن هذا الطرف العربي أو ذاك، حاول التشكيك بالسياسة المغربية وبالدور المغربي ماضيا وحاضرا..سواء من بعض العرب القريبين من المغرب، جغرافيا، وآخرين بعيدين عنه، احترفوا خطابات المزايدة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية”.
وفي هذا السياق قال الإعلامي اللبناني إن ما أسفرت عنه الدورة ال 20 للجنة القدس يظهر أن “المغرب لا يتحرك من فراغ… وأنه تحرك عندما وجد أن ذلك بات ضرورة”، معتبرا أن نص الكلمة السامية التي ألقاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، في ختام أشغال الدورة “شرحت أهمية انعقاد لجنة القدس في هذه الظروف بالذات. كما فسرت بعبارات قصيرة ما يفترض بالمجتمع الدولي وبإسرائيل، المعنية قبل غيرها بإعادة الحقوق العربية والإسلامية إلى أصحابها، فهمه”.
وعرج خير الله على الدور الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس، الذراع المالية للجنة القدس، التي لم تدخر جهدا في دعم صمود أهل القدس، إذ نفذت، إلى الآن، مئة وسبعة وعشرين مشروعا في مجالات التعليم والصحة والسكن وشؤون المرأة والطفل والشباب والرياضة وأعدت دراسة دقيقة لمختلف المشاريع التي تنوي انجازها مع تحديد آجال تنفيذها.
وخلص إلى أن المغرب عمل، “في الوقت المناسب وفي الإطار المناسب، ما يتوجب عليه عمله، فالملك محمد السادس صادق مع نفسه أولا… ومن هو صادق مع نفسه وشعبه لا يمكن إلا أن يكون صادقا مع الفلسطينيين…”