الشراكة الاستراتيجية المندمجة في مجال الأسمدة بين المغرب والغابون ستعود بالنفع على القطاع الفلاحي بإفريقيا (السيد مصطفى التراب)

ليبروفيل -أكد الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، السيد مصطفى التراب، أن الشراكة الاستراتيجية المندمجة في مجال الأسمدة التي تم التوقيع عليها يوم الخميس بليبروفيل بين المغرب والغابون ، ستعود بالنفع على القطاع الفلاحي بإفريقيا.
وأضاف السيد التراب في عرض قدمه على الشاشة ، بهذه المناسبة، أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس الغابوني السيد على نونغو أونديمبا، وتضمن الخطوط العريضة لهذه الشراكة، أن هذه الأخيرة ستساهم أيضا في وضع أسس متينة لصناعة مندمجة خلال مختلف مراحل إنتاج الأسمدة، ومراكمة كفاءة وخبرة صناعية تمكن من الاستجابة المسبقة لمتطلبات الحفاظ على الانظمة البيئية، وكذا وضع تدابير بشكل إرادي ستساعد على نسج شراكة صناعية جديدة بما في ذلك الجوانب السوسيو-بيئية.
وأشار السيد التراب إلى أن هذه الشراكة الاستراتيجية، الفريدة من نوعها والتي سيتم بمقتضاها إنشاء وحدات لإنتاج الأسمدة توجه للسوق الإفريقية، تستند على تكامل قوي بين البلدين في مجال الموارد الطبيعية.
وفي هذا السياق، أكد السيد التراب، أن هذا التكامل القوي يتجسد بوضوح من خلال الموارد التي يزخر بها البلدان، والمتمثلة أساسا في توفر المغرب على أهم الاحتياطات العالمية من الفوسفاط، وكذا وجود ثروات نفطية بالغابون.
وسجل، أن “افريقيا تصدر تقريبا كل ما تنتجه من العناصر الغذائية، وتستورد النسبة الكبيرة من احتياجاتها من الأسمدة “، موضحا أن نصيب القارة الإفريقية من حجم الاستهلاك العالمي من الأسمدة لا يتعدى نسبة 3 بالمائة.
وأشار الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، إلى أن هذا الاستعمال الضعيف للأسمدة يؤدي إلى تسجيل “مردود فلاحي ضعيف، مقارنة مع ما يتم تسجيله في مناطق أخرى من العالم، بالرغم من كون القارة الإفريقية تتوفر على مؤهلات حقيقية لتحقيق ثورة خضراء”.
وأكد في هذا الصدد، أنه بالرغم من هذه الوضعية، فإن “إفريقيا تتوفر على ما يكفي من الإمكانيات التي تؤهلها للرفع ، في غضون سنوات، وبما لا يقل عن خمس مرات، من إنتاجها من الأسمدة”.
وكان جلالة الملك، والرئيس الغابوني، قد ترأسا اليوم الخميس، بالقصر الرئاسي بليبروفيل، حفل التوقيع على الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الغابون في مجال الأسمدة.
وتروم هذه الشراكة ذات الحمولة الاستراتيجية، التعزيز المستديم للأمن الغذائي بالقارة. وهي تعكس الإرادة السياسية القوية لقائدي البلدين، كما تندرج في إطار التعاون جنوب جنوب، المتضامن والفعال.
ويعد هذا المشروع ، بحق ، الأول من نوعه على عدة مستويات ،ومن شأنه التمكين من إبراز ريادة إفريقية حقيقية في مجال تثمين الفلاحة في قارة حوالي 80 في المائة من أراضيها الصالحة للزراعة غير مستغلة .
ويهدف هذا المشروع إلى إنتاج أسمدة فعالة من الفوسفاط والأمونياك ملائمة لخصوصيات مختلف النظم الإيكولوجية للأراضي الإفريقية، ومماثلة للأنظمة الإيكولوجية الموجودة في قارات أخرى ، وكذا تثمين ، من الآن فصاعدا، المؤهلات الفلاحية لفائدة التنمية البشرية المستديمة .
وستبلغ الطاقة الإجمالية للإنتاج 2 مليون طن من الأسمدة في السنة، ابتداء من سنة 2018، وسيتم تصديرها بالدرجة الأولى إلى الدول الإفريقية .