المستشفى الميداني المغربي في مخيم (الزعتري) .. سنة من العطاء المتميز في خدمة مهمة إنسانية نبيلة

المستشفى الميداني المغربي في مخيم (الزعتري) .. سنة من العطاء المتميز في خدمة مهمة إنسانية نبيلة

الإثنين, 12 أغسطس, 2013 - 10:26

المفرق (الأردن) – تواصل طواقم المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي بمخيم (الزعتري) في الأردن، أداء واجباتها، بكل تفان وإخلاص، خدمة لمهمة إنسانية نبيلة، تتمثل في تقديم العلاجات وتوفير الرعاية الصحية لآلاف اللاجئين السوريين، الذين فروا من ويلات الحرب الطاحنة، التي تجتاح بلادهم منذ حوالي سنتين ونصف.

فعلى مدى سنة كاملة، أي منذ عاشر غشت 2012، تاريخ شروع المستشفى في تقديم خدماته، أبانت أطره، الطبية منها والتمريضية، عن كفاءة عالية واقتدار كبير، وهي تولي عنايتها الكاملة لهؤلاء اللاجئين، على اختلاف أحوالهم الصحية وتنوع إصاباتهم، وتعدد شرائحهم وفئاتهم العمرية، ما جعله يخطف الأضواء في (الزعتري)، الذي يعد ثاني أكبر مخيم للاجئين في العالم، وخامس تجمع سكاني في الأردن، بما لا يقل عن 150 ألف نسمة.

ولم تكد تمضي سوى أيام قلائل على الافتتاح الرسمي ل(الزعتري)، يوم 29 يوليوز 2012، حتى بادر المغرب إلى إقامة أول وأكبر مستشفى ميداني داخل هذا المخيم، الذي لم يكن يتوفر حينها سوى على عيادة متنقلة صغيرة، ما كانت لتفي بالغرض وبالمستوى المطلوب، أمام التدفق المطرد والمتصاعد للاجئين السوريين على المخيم.

ولمواكبة جهود الأردن المحمودة في استضافة آلاف اللاجئين السوريين، والوقوف مع الشعب السوري في هذه المرحلة العصيبة من تاريخه، أقامت القوات المسلحة الملكية، وبمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مستشفى ميدانيا متكاملا ومدعما في مخيم (الزعتري)، يتوفر على حوالي مائة من الأطر والكفاءات الطبية والتمريضية ذات تكوين عال في 20 تخصصا طبيا، ومزود بتجهيزات طبية حديثة، تمكنها من القيام بمهمتها الإنسانية بسرعة كبيرة ودقة فائقة.

وهكذا، لم تمر سوى بضعة أسابيع على إقامة هذا المستشفى، وشروعه في العمل، حتى ذاع صيت الخدمات التي يقدمها في صفوف اللاجئين السوريين ب(الزعتري)، ليسجل الإقبال عليه تزايدا ملموسا، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدماته خلال الأسابيع الخمسة الأولى 20 ألف، قبل أن تسير وتيرة التوافد عليه في خط تصاعدي، لتنتقل من 500 لاجئ في اليوم، إلى حوالي 1200 في الآونة الأخيرة.

وبعد سنة كاملة، بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين توافدوا على مختلف أقسام المستشفى، 215 ألف و207 لاجئين، من أطفال ونساء ورجال، ليصبح بذلك المرجع الرئيس لهؤلاء اللاجئين للحصول على العلاجات، حيث تكفل بما يناهز 95 في المائة منهم، وذلك على الرغم من وجود مستشفيات ميدانية أخرى داخل المخيم.

وطيلة هذه الفترة، لم تقتصر مهام المستشفى على تشخيص الحالات المرضية في صفوف اللاجئين السوريين، بل حرصت طواقمه على التكفل بهم في جميع مراحل العلاج، سواء كمرضى أو كجرحى ومعطوبي الحرب، الذين يتم استقبالهم على أسرته وتقدم لهم الأدوية الضرورية إلى غاية استرجاعهم لعافيتهم كاملة.

وتتجسد المهام الإنسانية النبيلة التي يقوم بها المستشفى المغربي في أرقى تجلياتها في توفير الدعم النفسي لآلاف اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى المخيم وهم يعانون من صدمات نفسية قوية، جراء ما كابدوه من معاناة وما عاينوه من أعمال قتل في بلادهم، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، الذين يستفيدون من متابعة نفسية منتظمة، وكذا من الأدوية اللازمة لتمكينهم من استعادة توازنهم النفسي.

كما تتجسد في إشراف قسم النساء والتوليد بالمستشفى على العديد من حالات الولادة في صفوف اللاجئات السوريات، خاصة تلك التي تتطلب إجراء عمليات قيصرية، إذ يبقى الأفضل تجهيزا للقيام بهذه المهمة، فكلما تعلق الأمر بحالة ولادة صعبة أو مستعصية إلا وتم تحويلها إليه، حيث تحرص أطره على التعامل معها بأعلى درجات المهنية، تفاديا لحصول أي مضاعفات للأمهات ومواليدهن الجدد، وذلك فضلا عن متابعة عدد كبير من اللاجئات لوضعية حملهن في المستشفى.

وتشمل الحالات الصعبة التي يستقبلها المستشفى المغربي أيضا اللاجئين المصابين بجروح متفاوتة الخطورة، جراء تعرضهم لإطلاق النار أو لشظايا القنابل أثناء عبورهم الحدود الأردنية – السورية، والذين يتم تحويلهم مباشرة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى، وهو الوحيد في المخيم الذي يشتغل على مدار اليوم، وخاصة في الساعات المتأخرة من الليل، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على اللاجئين السوريين الذين يتعرضون لحروق جراء اشتعال النيران في خيامهم.

وبفضل هذه الجهود المتواصلة، أضحى المستشفى المغربي يحظى بمكانة متميزة داخل المخيم، مما جعل اللاجئين السوريين يعبرون باستمرار عن ارتياحهم لخدماته، ولحسن الاستقبال الذي تخصهم به أطره كلما توجهوا إليه طلبا للعلاج، وأهله لينال اعتراف الهيئات الدولية المعنية باللاجئين، كالمفوضية العليا وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، علاوة عن المشرفين على المستشفيات الميدانية الأخرى، التي حرصت على التنسيق معه، قصد الاستفادة من خبرته في تقديم أفضل الخدمات للاجئين.

وتجدر الإشارة إلى أن المساعدات المغربية، التي تم توجيهها لفائدة اللاجئين السوريين بالأردن، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شملت، إلى جانب هذا المستشفى، أزيد من 100 طن من المساعدات الغذائية، وهبتين سلمهما جلالته خلال زيارته الميمونة للمستشفى يوم 18 أكتوبر الماضي، في التفاتة إنسانية عز نظيرها، وهما عبارة عن ستة آلاف من الأغطية، وسبع حاضنات للمواليد الجدد وألف وحدة من مستلزمات الرضع، وكميات من الأدوية وأجهزة طبية ومواد غذائية، بالإضافة إلى حوالي ألف خيمة واقية من البرد.

(من مراسل الوكالة : العربي عثماني)

اقرأ أيضا

الدار البيضاء .. شراكة بين تيبو افريقيا ومؤسسة “لاليغا” لتكوين المدربين الشباب في مجال كرة القدم

الجمعة, 31 مايو, 2024 في 22:42

وقعت المنظمة غير الحكومية “تيبو أفريقيا”، الرائدة في مجال التنمية السوسيو-اقتصادية من خلال الرياضة بالمغرب، ومؤسسة ” لاليغا”، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، اتفاقية شراكة تروم تعزيز قدرات مدربي كرة القدم وإبراز القيم الأساسية كالنزاهة والعمل الجماعي واللعب النظيف.

الموسيقى التقليدية السويسرية تصدح في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة

الجمعة, 31 مايو, 2024 في 21:18

ألهبت الفرقة الموسيقية السويسرية “ترايبهورن” الرائدة في مجال الموسيقى التقليدية، اليوم الجمعة، فضاء جنان السبيل التاريخي بفاس بحفل متميز واستثنائي ضمن فعاليات الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة.

المغرب يخط مسار النهضة الرقمية (خبير)

الجمعة, 31 مايو, 2024 في 19:52

أكد الخبير الرقمي والأستاذ الباحث بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، حسن ازدي موسى، اليوم الجمعة بمراكش، أن المغرب يخط بالفعل مسار النهضة الرقمية، مستفيدا من موقعه الجغرافي الإستراتيجي والتقدم المحرز في مجال الاتصال والأمن السيبراني.