المغرب و قطر .. علاقات متينة تتجه قدما نحو تكريس شراكة اقتصادية نموذجية فعالة

                                            (إعداد : عمر شليح )

 الدوحة – شهدت العلاقات المغربية القطرية خلال العشر سنوات الأخيرة توجها عمليا نحو تكريس شراكة اقتصادية نموذجية فعالة مبنية على العمل المشترك وتستمد قوتها من الارادة الراسخة لقائدي البلدين صاحب جلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني لما فيه خير البلدين و الشعبين .

   و هكذا ، يجمع المراقبون للعلاقات المغربية القطرية على أن زيارة الأخوة و العمل التي بدأها صاحب الجلالة الملك محمد السادس  لقطر  اليوم الخميس تعد عنوانا سياسيا بارزا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن محور الرباط – الدوحة يتوجه قدما نحو بناء نموذج يحتذى للعلاقات العربية – العربية ، وعلاقات جنوب – جنوب، حيث يسعي البلدان، من خلال خارطة طريق واضحة المعالم ، إلى النهوض بشراكة استراتيجية تغطي مختلف المجالات.

 وما الزيارات المتبادلة لقائدي البلدين و انتظام انعقاد اللجنة المشتركة المغربية القطرية العليا واللقاءات الوزارية المتتالية التي جمعت المسؤولين الحكوميين في كلا البلدين، و الاتفاقيات العديدة المبرمة وكذا الانخراط العلني للقطاع الخاص القطري المغربي في هذه الدينامية ، إلا دليل قاطع على عزم البلدين الشقيقين على مواصلة توطيد شراكة شاملة ومعمقة في مختلف الأبعاد استراتيجيا وسياسيا واقتصادي و اجتماعيا زادها في ذلك روح التضامن والتواصل البناء .

   و في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أكد سفير صاحب الجلالة في الدوحة، السيد مكي كوان أن العلاقات القطرية-المغربية قد ارتقت إلى مستوى شراكة استراتيجية “غنية في مضمونها، مثمرة في نتائجها، متعددة الأبعاد في المجالات التي تغطيها” ، مؤكدا أن هذه الشراكة ترتكز في منطلقها و مرجعيتها على الرؤية السديدة والقيادة الرشيدة لقائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني ، حفظهما الله .

   وأضاف أن قائدي البلدين يحدوهما العزم الأكيد على العمل سويا من أجل مزيد من تدعيمِ العلاقات وتطويرِ التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات، معبرا عن يقينه الاكيد “أن توجيهاتهما النيرة ستشكل النبراس الذي تهتدي به حكومتا البلدين في مسيرة تعزيز التعاون والارتقاء به إلى المستوى المرموق الذي يميز الأواصر القائمة بين القائدين الشقيقين، ووشائج الأخوة الراسخة التي تجمع شعبي البلدين وما يربطهما من تفاهم واحترام وتقدير”.

    وأكد السفير أن العلاقات المغربية القطرية تأخذ حاليا منحى التحالف الاستراتيجي المتطور، وتزداد التصاقا بالقضايا العملية ومن ضمنها شؤون الاقتصاد، حيث تنامى حضور قطر في المجال الاستثماري بالمغرب، جسده إقبال المستثمرين القطريين على المغرب في مجالات متعددة، منها المجال السياحي والعقاري، من قبيل استثمارات شركة الديار القطرية .

    و بعد أن أعرب عن ارتياحه لحصيلة التعاون الاقتصادي بين البلدين ، توقع السيد كوان أن قطاعات هامة كالطاقة و الطاقات المتجددة و المواصلات و التجهيز و النقل ستلتحق بركب تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين خاصة و أن هذه القطاعات تتوفر على المقومات الضرورة لإرساء أسس تعاون مثمر يحقق المنفعة المشتركة للطرفين و يستجيب لتطلعاتهما الآنية و المستقبلية .

   وبلغة الارقام فقد شهدت المبادلات التجارية بين المغرب و قطر تطورا مهما ، منتقلة من 517 مليون درهم سنة 2010 إلى 681 مليون درهم سنة 2014 ، بمعدل نمو سنوي بلغ ما يقارب 21 في المائة ،نتيجة ارتفاع حجم واردات قطر ، التي احتلت سنة 2014 الصف 54 ضمن الدول الموردة للمغرب و الصف 89 في قائمة زبنائه .

  ويمثل الألمنيوم و المنتجات البلاستيكية الجزء الأكبر من الواردات المغربية من قطر، فيما يصدر المغرب إلى قطر، بشكل رئيسي، المنتجات الغذائية والأثاث.