المنتدى الدولي للتجانيين بفاس.. لحظة التفاف حول تعاليم الإسلام المتسامح (صحافة سنغالية)

دكار – أبرزت الصحف السنغالية، الصادرة يوم الجمعة، أن المنتدى الدولي الثالث للتجانيين، الذي تختتم أشغاله اليوم بالعاصمة الروحية للمملكة فاس، يشكل لحظة التفاف لمريد الطريقة التجانية حول تعاليم الإسلام المتسامح.

وتحت عنوان “مستقبل الطريقة التجانية محور منتدى بفاس”، أبرزت صحيفة (رومي) المشاركة المكثفة والمميزة في هذا الحدث الديني الذي حضره المئات من مريدي هذه الطريقة التي طالما اضطلعت بدورها في تعزيز إشعاع الإسلام المتسامح والمعتدل.
وذكرت الصحيفة أن “هذا المنتدى ينعقد بعد نسختيه الأوليين لسنتي 2007 و2009 بمناسبة الاحتفاء بمرور قرنين على وفاة الشيخ سيدي أحمد التجاني”، مشيرة إلى أن هذه الدورة تنعقد في وقت يبدي فيه أتباع الطريقة عبر العالم وعيهم المتجدد بمسؤوليتهم تجاه الأمة.
ونقلت الصحيفة عن منظمي المنتدى قولهم إنه “يتعين على أتباع الشيخ سيدي أحمد التجاني تكثيف أدائهم وتعزيز جهد التفكير التربوي وفقا لأسس هذا النهج التصوفي السني ومبادئه القائمة على الإخلاص والصدق والولاء والمحبة”.
وأشادت الصحيفة أيضا بثراء وتنوع برامج هذا المنتدى، الذي يضم حلقات لتلاوة القرآن الكريم والأمداح النبوية، ومحاضرات تعالج الجانب الروحي وواقع حال الطريقة، وورشات موضوعاتية.
وذكرت بأن هذه الطريقة تأسست على نهج السنة النبوية المطهرة والابتهال إلى الله تعالى والتبرك برسوله وتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات الخمس جماعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض كل أشكال العنف والتطرف.
وفي السياق ذاته، كتبت يومية (لوسولاي) أن آلاف المريدين قدموا من نحو خمسين بلدا إلى فاس في جو روحاني، للاحتفاء بمرور 200 سنة على وفاة مؤسس هذه الطريقة الصوفية المهمة والدعوة إلى “إسلام متسامح”.
وتطرقت الصحيفة لمضامين الرسالة السامية التي وجهها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في هذا المنتدى، والتي أبرز فيها جلالته “دور التصوف في إشاعة الأمن الروحي، ونشر قيم المحبة والوئام”.
ونقلت الصحيفة عن أمير المؤمنين قوله في هذه الرسالة إن الأمر يتعلق ب”سد الطريق أمام دعاة التطرف والإرهاب والتجزئة والانقسام، والمذاهب الضالة”.
وذكرت الصحيفة بأن الطريقة التجانية تشكل إحدى الطرق الأكثر تأثيرا بالسنغال التي تتواجد به عدة مدن عريقة، من بينها مدينة تيفوان الواقعة على بعد نحو مائة كلم من دكار.