آخر الأخبار
تأهيل ورد الاعتبار لمدينة فاس .. عزم راسخ لجلالة الملك على صيانة الطابع المعماري للمدينة العتيقة وتثمين تراثها الحضاري

تأهيل ورد الاعتبار لمدينة فاس .. عزم راسخ لجلالة الملك على صيانة الطابع المعماري للمدينة العتيقة وتثمين تراثها الحضاري

الأربعاء, 15 يونيو, 2016 - 19:11

 

فاس – انتهت عمليات الترميم الواسعة وإعادة التأهيل التي خضعت لها 26 من المعالم والمآثر التاريخية التي تزخر بها العاصمة العلمية والروحية للمملكة وذلك بفضل العناية والدعم الموصولين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وكذا بفضل الجهود التي بذلها مختلف الشركاء سواء على الصعيدين المحلي والجهوي أو على الصعيد المركزي .

   وتعكس عمليات ترميم وإعادة تأهيل ورد الاعتبار للمآثر التاريخية والحضارية التي تزخر بها المدينة العتيقة لفاس الإرادة القوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل صيانة والمحافظة على الطابع التاريخي والحضاري لهذه المدينة العريقة المصنفة من طرف منظمة ( اليونسكو ) ضمن التراث العالمي الإنساني .

   وتندرج عمليات ترميم وصيانة هذه المعالم التاريخية والحضارية التي تم انتهاء الأشغال ب 21 مشروعا منها خلال شهر دجنبر 2015 ، بينما تم الانتهاء من باقي المواقع والفضاءات الأخرى ( 5 مواقع ) خلال شهر يناير الماضي، في إطار برنامج ترميم المعالم التاريخية بالمدينة العتيقة لفاس الذي أشرف على إعطاء انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال شهر مارس 2013 وتكلفت بإنجازه وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس .

   ويهم برنامج ترميم المعالم التاريخية وكذا برنامج معالجة البناء المهدد بالانهيار، النسيج التاريخي لمدينة فاس الذي خصص لهما غلاف مالي يفوق 615 مليون درهم والذي يمتد على مدى خمس سنوات ( 2013 / 2018 ) وترميم 27 من المعالم والمآثر الحضارية والمواقع التاريخية بالمدينة العتيقة داخل الأسوار بالإضافة إلى معالجة التدهور الذي طال حوالي 4000 بناية مهددة بالانهيار من بينها 1729 توجد في مراحل متقدمة من التدهور والتردي، بالإضافة إلى ترميم مجموعة من المدابغ التقليدية والقناطر والفنادق والمدارس العتيقة يعود تاريخ بنائها إلى القرنين 13 و 14 .

   وبانتهاء عمليات الترميم الواسعة وإعادة التأهيل التي خضعت لها مختلف المعالم التاريخية والمآثر الحضارية وكذا بعض مكونات النسيج العمراني العتيق تكون المدينة العتيقة لفاس قد استعادت توهجها وإشعاعها كحاضرة احتضنت على مر التاريخ موروث ثقافي وحضاري غني ومتنوع شكل ولا يزال أحد مكونات الهوية المغربية الأصيلة .

   وارتكزت عمليات ترميم وإعادة تأهيل المآثر التاريخية والمعمارية التي تزخر بها العاصمة العلمية والروحية للمملكة والتي تكفلت بالإشراف على إنجازها وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس على مقاربة طموحة استهدفت إيجاد التوازن بين رد الاعتبار للموروث التاريخي والمحافظة عليه من جهة واحترام المتطلبات العصرية لتأهيل هذه الفضاءات واستغلالها من جهة أخرى .

   وتضمن برنامج ترميم المعالم التاريخية بالمدينة العتيقة لفاس مجموعة من الفضاءات التاريخية والمواقع المعمارية والحضارية منها مدرسة السباعيين التي تم بناؤها في القرن 14 من طرف السلطان أبو الحسن المريني ثم مدرسة الصفارين التي تم بناؤها سنة 1276 ميلادية ( 675 هـ ) من طرف السلطان أبو يوسف يعقوب بالإضافة إلى مدرسة الصهريج التي شيدت في القرن 14 من طرف السلطان أبو الحسن المريني .

   وتنضاف إلى هذه المواقع التي خضعت لعمليات ترميم واسعة، المدرسة المصباحية التي بنيت شمال جامع القرويين من طرف السلطان أبي الحسن المريني سنة 1347 وكذا المدرسة المحمدية  ( أواخر القرن 13 ) وقام بتجديدها جلالة المغفور له محمد الخامس في القرن ال 20 بالإضافة إلى مجموعة من القناطر كالخراشفيين التي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن العاشر من طرف الأمير الزناتي دوناس وكذا قنطرة الطرافين التي يرجع تاريخ تشييدها إلى القرن 11 .

   كما تم في إطار نفس البرنامج ترميم وإعادة تأهيل أسوار الفضاء التاريخي ( باب الماكنية ) الذي تم بناؤه خلال القرن 14 ثم جنان الدرادر ( القرن 12 ) وبرج الكوكب ( القرن 14 ) وبرج سيدي بونافع وبوطويل واللذين يرجعان إلى العهد السعدي (القرن 16 ) .

   وموازاة مع رد الاعتبار وإعادة تأهيل هذا الموروث التاريخي والحضاري فقد تم الانتهاء من أشغال ترميم مجموعة من الفضاءات العريقة التي تختزل غنى وتنوع فن المعمار المغربي كفندق عشيش الذي يعود تاريخ بنائه للعصر السعدي ( القرن 16 ) وفندق القطانين ( القرن 19 في عهد السلطان الحسن الأول ) وفندق الصاغة ( القرن 18 ) بالإضافة إلى مدابغ عين أزليتن وسيدي موسى التي تشير بعض المصادر التاريخية إلى أنهما يعودان إلى عصر الأدارسة ( القرن 9 ) ثم مدبغة شوارة التي ترجع للعصر السعدي (القرن 16 ) .

   كما تضمن هذا البرنامج إعادة تأهيل سوق الصباغين الذي يرجع تاريخ نشأته حسب المؤرخين إلى العصر الزناتي ( القرن 10 ) والذي أعاد بناءه السلطان المريني أبو سعيد عثمان سنة 1325 بعد أن ضربته الفيضانات التي عرفتها المدينة خلال تلك الفترة .

   وإلى جانب عمليات صيانة وإعادة تأهيل هذه المعالم التاريخية استفادت عدة مآثر ومواقع أخرى من عمليات ترميم واسعة منها برج النفارة ودار المؤقت التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد المريني زمن السلطان أبو عنان ثم دار الضمانة ودار الأزرق التي يعود تاريخ بنائهما إلى القرنين 14 و15 ثم وكالة بنك المغرب ( القرن 20 ) ومكتبة القرويين وضريح سيدي حرازم ( القرن 12 ) وحمام بن عباد ( القرن 14 ) وغيرها من الفضاءات الأخرى .

   وتضمن هذا البرنامج أيضا تأهيل وترميم وتجديد مجموعة من الدروب والأزقة بعدة حومات بالمدينة العتيقة كبوجلود والطالعة الصغيرة والصفاح بالإضافة إلى العطارين والديوان والشماعين والسبيطريين وباب السنسلة والخراشفيين والنخالين والحدادين واللمطيين وغيرها .

    وشهدت مختلف هذه المناطق والدروب عمليات ترميم واسعة استهدفت صيانة هذا النسيج العمراني وتجديده مع ضمان استمرارية الوظائف التي كان ولا يزال يؤديها حيث تم على طول هذا المسار الذي يتردد عليه بكثرة السياح وزوار المدينة إقامة ازيد من 254 سقيفة تقليدية بمختلف المحلات التجارية التي تتواجد بهذه الحومات والأحياء بالإضافة إلى استبدال أزيد من 80 من الأبواب الحديدية بأبواب مصنوعة من خشب الأرز مع تجديد حوالي 155 من أبواب المنازل والمحلات التجارية  .

   كما تمت تغطية العديد من الأزقة والدروب بسقيفات بديعة مصنوعة من الخشب بهدف تكثيف الظلال بمختلف المسارات لوقاية السياح والزوار خاصة في الفترات التي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة ولإعطاء جمالية ورونق جديد لهذه الدروب والحارات .

   ومن شأن عمليات الترميم والتجديد التي خضعت لها مختلف الدروب والأزقة بالمدينة العتيقة والتي أشرفت على إنجازها وكالة التنمية ورد الاعتبار أن تساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة وكذا تحسين شروط عمل الصناع التقليديين والتجار الذين لا يزالون يشتغلون في هذه الفضاءات مع تفعيل الحركية الاقتصادية وتثمين المحيط والفضاءات المجاورة للمعالم التاريخية والحضارية العريقة التي تتواجد بالمدينة العتيقة لفاس .

   ومن جهة أخرى فإن عمليات الترميم وإعادة التأهيل الشاملة التي خضعت لها المدابغ الثلاث التي تتواجد بالمدينة العتيقة لفاس وهي عين أزليتن وسيدي موسى ثم شوارة قد انتهت جميعها واستعادت هذه المدابغ نشاطها الطبيعي ودخلت بالتالي الخدمة وعاد إليها الحرفيون والصناع التقليديون الذين يمارسون مهنهم في ظروف ملائمة .

   كما استعاد العديد من الصناع التقليديين والتجار محلاتهم التجارية التي استفادت بدورها من عمليات تجديد وإعادة تأهيل في إطار برنامج ترميم المعالم التاريخية والحضارية التي تتوفر عليها المدينة العتيقة لفاس خاصة تلك المتواجدة بمحيط فضاءات تاريخية عريقة كسوق الصباغين والقطانين وغيرها .

 

اقرأ أيضا

المعرض الدولي للنشر والكتاب.. نظرات متقاطعة حول حياة ومنجز الراحل إدمون عمران المالح

الأحد, 19 مايو, 2024 في 11:17

تم، أمس السبت بالرباط، استعراض المنجز الحافل للكاتب والمفكر الكبير الراحل إدمون عمران المالح، وذلك خلال لقاء رفيع المستوى نظم في إطار فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي خصصت جناحا لتكريم ذكرى هذه القامة الكبيرة في الساحة الفكرية والثقافية المغربية.

المعرض الدولي للنشر والكتاب .. حفل تسليم الجائزة الوطنية للقراءة في دورتها العاشرة

السبت, 18 مايو, 2024 في 22:24

نظم، اليوم السبت بالرباط، في إطار فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، حفل تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية للقراءة، في نسختها العاشرة.

كندا-المغرب.. تسليط الضوء في أوتاوا على دور الدبلوماسية العلمية

السبت, 18 مايو, 2024 في 21:56

تم خلال لقاء في أوتاوا، تسليط الضوء على دور الدبلوماسية العلمية، ومساهمة المركز الوطني المغربي للبحث العلمي والتقني في هذه الدينامية.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية