تزايد حدة التوتر بين فيينا وأنقرة منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا

تزايد حدة التوتر بين فيينا وأنقرة منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا

الجمعة, 5 أغسطس, 2016 - 12:09

من مراسل الوكالة رشيد سامي

فيينا – منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا ل 15 يوليوز الماضي لم ينفك السياسيون النمساويون من مختلف الاتجاهات ومعلقو وسائل الإعلام ينددون ب “الانحراف الجاري نحو ترسيخ نظام سلطوي” في هذا البلد ذي الموقع المتميز بين الشرق والغرب وذلك بالنظر لحجم وكثافة عملية التطهير الجارية فيه.
بل ويكفي تنظيم مظاهرة غير مرخص لها لإثارة التوتر بين النمسا وتركيا، على غرار تجمع 1500 شخص في فيينا غداة المحاولة الانقلابية لدعم الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان وهي المظاهرة التي وجهت لها انتقادات شديدة بسبب تخريب متظاهرين لمطعم يملكه أحد الأكراد.
وبالنسبة للنمسا فهي ترفض بشكل قاطع ما تسميه تحريك أنقرة عن بعد للمظاهرات، وقال وزير خارجيتها سباستيان كورتز “إنه من غير المقبول توظيف أنقرة لهذه المظاهرات” كما نددت بالأمر مختلف الأحزاب السياسية وإن أقرت بأن حق التظاهر مكفول في البلاد.
وأياما قليلة بعد ذلك استدعي السفير التركي لدى فيينا حسن كوغيس لوزارة الخارجية من أجل “طلب توضيحات حول الوجهة التي تسير فيها تركيا”، ولكن أيضا التنديد بما يصفه وزير الخارجية النمساوية “توظيف المظاهرات غير الشرعية فوق التراب النمساوي”.
وفي هذا السياق لم يتردد في توجيه خطاب صريح مخاطبا الأتراك “من يريد الاهتمام بالسياسة الداخلية لتركيا فهو حر في مغادرة بلدنا”.
وفي اليوم نفسه لاستدعائه في 21 يوليوز وجه السفير التركي رسالة مفتوحة للصحافة النمساوية منددا ب”الانتقادات المتحيزة وغير المتوازنة” بشأن الاجراءات التي اتخذتها بلاده بعد المحاولة الانقلابية. وقال إن المتورطين في العملية سيحاكمون طبقا للقانون وفي إطار محاكمة عادلة تحترم الالتزامات الدولية لتركيا.
وأضاف كوغيس مدافعا بشدة عن “حملة التطهير” الجارية في بلاده من أنه “لا يمكن أن يتواجد في بلد ما نظامان قضائيان وجهازان للشرطة وجيشان”.
وفي اليوم نفسه استدعى المستشار النمساوي كريستيان كيرن ممثلي الجالية المسلمة في البلاد ذات ال 300 ألف شخص والتي ينحدر قرابة النصف منها من تركيا من أجل تبديد أي سوء فهم وبالخصوص التحذير من أي توظيف للدين لأهداف سياسية.
وبالنسبة لرئيس الجمعية الثقافية لمسلمي تركيا بالنمسا بيرول كيليك الذي عبر عن رفضه للمظاهرات فقد اعتبر أن مثل هذا الاجتماع غير منتج داعيا الى اندماج حقيقي للاتراك في النمسا.
وأسبوعين بعد تلك المظاهرات نظم تجمع للجمعيات التركية من بينها الاتحاد الاسلامي لاتراك النمسا وهي واحدة من أقوى الجمعيات مؤتمر صحافيا في فيينا أكد فيه أن المظاهرات التي جرت كانت عفوية والجمعية تدعم كل إجراء قضائي ضد مرتكبي أعمال النهب والتخريب.
غير أن حدة التوتر ستتزايد بين البلدين عندما اتهم أردوغان السلطات النمساوية بالتضييق على حرية التعبير والتجمع ومنعها لمظاهرات الاتراك المؤيدة للحكومة، ثم هدد وزير الخارجية التركي من أن بلاده قد تلجأ الى تجميد اتفاق 18 مارس الماضي بينها وبين الاتحاد الاوربي حول تدبير أزمة اللاجئين.
وتزايد التوتر بين البلدين بشكل سريع حيث رد المستشار النمساوي معبرا عن رفض تلك الانتقادات الموجهة لبلاده المعروف عليها احترامها للحريات الاساسية ولحقوق الاقليات.
الانتقادات نفسها عبر عنها المستشار الفيدرالي عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي صرح أن الاتحاد الاوربي يجب أو يوقف مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الأوربي.
وقال “علينا مواجهة الواقع فمفاوضات انضمام تركيا ما هي إلا خيال” مضيفا أن المعايير الديمقراطية التركية وأيضا المعايير الاقتصادية بعيدة عن أن تمكنها من الانضمام للاتحاد الأوربي.
وردا على سؤال لتلفزيون “او ار اف” حول ما اذا كان يرغب في وقف المحادثات، قال كيرن إنه سيبدأ نقاشا حول المسألة في قمة القادة في 16 سبتمبر.
من ناحيته وصف وزير الدفاع النمسوي هانز بيتر دوسكوزيل تركيا بانها “دكتاتورية” مضيفا “مثل هذه الدول لا مكان لها في الاتحاد الاوروبي”.
وصرح لوكالة انباء النمسا في مقابلة نشرت الخميس “جاء الوقت لنقول بوضوح انه يجب تعليق أو انهاء مفاوضات انضمام تركيا”.
ومباشرة بعد ذلك رد وزير الشؤون الاوربية التركي عمر سيليك بأن تلك التصريحات “مزعجة للغاية” وقال “الانتقاد هو حق ديمقراطي، ولكن يجب ان تكون هناك مسافة بين انتقاد تركيا وبين العداء لتركيا”.
وأضاف إن تصريحات مستشار النمسا تقترب من خطاب اليمين المتطرف، وقال “إنه لأمر مزعج أن تتطابق التصريحات مع تلك التي تصدر عن اليمين المتطرف… الانتقاد بلا شك حق ديمقراطي لكن هناك فرقا بين أن تنتقد تركيا وأن تكون ضد تركيا.”
ثم سرعان ما وجه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو انتقادات أشد ووصف اليوم الجمعة النمسا بأنها “عاصمة العنصرية المتطرفة” وذلك في معرض انتقاده المستشار النمساوي كريستيان كيرن لاقتراحه إنهاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وقال في مقابلة مع تلفزيون (تي.جي.تي.آر خبر) إن تعليقات كيرن “قبيحة” رافضا إياها جملة وتفصيلا.
ومباشرة بعد ذلك دعا وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس تركيا إلى الاعتدال في تصريحاتها وأفعالها .
ونسب متحدث إلى كورتس قوله “أرفض بشدة انتقاد وزير خارجية تركيا للنمسا. ندعو أنقرة لأن تكون معتدلة في اختيار كلماتها وتحركاتها (في الداخل) وأن تقوم بواجباتها.”

اقرأ أيضا

المغرب في الطليعة في مجال التعليم من أجل الصمود (مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية)

الأربعاء, 22 مايو, 2024 في 12:31

أكدت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، على أن التعليم يلعب دورا مهما في تعزيز الصمود وخاصة في ظل سياق ما بعد الزلزال.

الدار البيضاء : أيام مفتوحة لجامعة محمد السادس للعلوم والصحة يومي 25 و 26 ماي الجاري

الأربعاء, 22 مايو, 2024 في 12:11

تنظم جامعة محمد السادس للعلوم والصحة يومي 25 و26 ماي 2024 أياما مفتوحة بالدار البيضاء.

إطلاق حملة وطنية للتحسيس بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل

الأربعاء, 22 مايو, 2024 في 11:36

تنظم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال الفترة من 22 ماي الجاري إلى 22 يونيو المقبل، حملة وطنية للتوعية والتحسيس بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل، وذلك تحت شعار “الألف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا”.