تعبئة مكثفة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل النهوض بقطاع الصحة بإقليم قلعة السراغنة

قلعة السراغنة – منذ اطلاقها في سنة 2005 وبفضل فلسفتها القائمة على اعتبار العنصر البشري “محركا” للتنمية المستدامة المنشودة، لا تتوانى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم القطاعات الاجتماعية الحيوية كما هو الشأن بالنسبة لقطاع الصحة من خلال اعتماد مجموعة من المبادرات والمشاريع المندمجة على مستوى إقليم قلعة السراغنة.

وتندرج هذه المقاربة البراغماتية التي تعتمدها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والقائمة على تشخيص ميداني دقيق ونهج للقرب والانصات لانتظارات وتطلعات الساكنة المستهدفة، في إطار التنفيذ الصارم للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والعناية السامية التي ما فتئ يوليها جلالته لجميع الشرائح الاجتماعية من أجل رفاهيتهم وضمان حقهم في حياة كريمة.

ووفق هذا النهج تتعبأ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عبر اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بقلعة السراغنة بشكل مستمر ومتجدد من أجل تحسين مؤشرات الصحة على مستوى هذه الرقعة من التراب الوطني، والنهوض بهذا القطاع الحيوي، من خلال تسخير كافة الوسائل لوضع مشاريع مندمجة وللقرب بالوسط الحضري والمناطق القروية، وكذا المساهمة في إغناء وتعزيز العرض الصحي على المستوى الترابي.

وفي إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عملت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بقلعة السراغنة على برمجة وإنجاز 28 مشروعا في مجال الصحة، تطلبت تعبئة غلاف مالي يقدر بحوالي 19,3 مليون درهم، وذلك وفق معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم قلعة السراغنة.

وتروم هذه المشاريع، المندرجة في إطار مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الرفع من مؤشرات الصحة، ولاسيما تلك المرتبطة بالبرنامج الثاني من المبادرة والذي يهم “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”.

ومن بين أهم المنجزات في مجال الصحة المركز المخصص للأشخاص المصابين بالتوحد الذي يوجد في المراحل الأخيرة من الإنجاز بقلعة السراغنة.

ويضم هذا المركز المكون من طابقين والمشيد على مساحة اجمالية تصل إلى 1350 متر مربع مغطاة، على الخصوص، قاعة للعلاج النفسي، وقاعة للترويض الطبي، ومطبخ، ومطعم ومرافق إدارية وفضاء للورشات، وقاعة متعددة التخصصات من بين أمور أخرى.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار المكلف بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم السراغنة، حاند السالك، إلى أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية أبرمت 11 اتفاقية شراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية ومع جمعيتين مسيرتين لمركزين لتصفية الدم بجماعتي قلعة السراغنة والعطاوية لتقديم دعم مالي لتسيير هاتين البنيتين الصحيتين بقيمة 8,17 مليون درهم.

وأضاف أن عدد المستفيدين وصل إلى 1120، علاوة على برمجة بناء مركز لتصفية الدم بقلعة السراغنة بغلاف إجمالي يقدر ب5,2 مليون درهم بهدف تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي، والتقليص من تكاليف العلاج.

وتابع أنه “في إطار نفس البرنامج تم بناء مركز مخصص للأطفال المصابين بالتوحد بغلاف مالي يقدر ب4,2 مليون درهم، وبرمجة احداث مركز لمعالجة الإدمان بغلاف مالي يبلغ 4,45 مليون درهم، علاوة على تجهيز مركز صحي اجتماعي باقتناء وحدات للترويض الطبي والفيزيائي، وعلاج الأسنان وتقويم النطق والعلاج الحركي النفسي بمبلغ 450 ألف درهم”.

وأشار إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قامت أيضا بتجهيز المركب التربوي الاجتماعي لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بمبلغ 2,1 مليون درهم، لافتا إلى أنه فيما يتعلق بصحة الأم والطفل قامت المبادرة ببناء وتجهيز 4 دور للأمومة، علاوة على دعم الجمعيات المسيرة لهذه البنيات الاجتماعية.

وأكد السيد السالك، على أن الغاية المثلى من هذه الأنشطة والمبادرات هي ضمان تتبع ومواكبة طبية أفضل للنساء الحوامل قبل وبعد الوضع، وتوفير الظروف الملائمة للصحة الإنجابية ووضع رهن إشارة مستشفى “السلامة” بقلعة السراغنة ومستشفى “لالة خديجة” بتملالت، تجهيزات تتعلق بصحة الأم والطفل، مشيرا إلى أنه تم أيضا تجهيز المركز المرجعي للصحة الإنجابية بقلعة السراغنة (3,85 مليون درهم) بهدف تقريب الخدمات الطبية من النساء.

كما شملت جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اقتناء سيارتي إسعاف لفائدة دور الأمومة بالجماعة الترابية الصهريج، وجماعة سيدي رحال بغلاف مالي يصل إلى 600 ألف درهم.

وفي ما يخص المحور المتعلق بالدعم المدرسي على مستوى الإقليم وخاصة النهوض بالصحة المدرسية لفائدة التلاميذ بالوسط القروي، أشار السيد السالك، إلى اقتناء نظارات طبية لفائدة تلاميذ بمبلغ 0,2 مليون درهم.