آخر الأخبار
داء السيدا.. إلى متى يستمر التمييز والوصم الاجتماعي تجاه حاملي فيروس نقص المناعة المكتسب؟ 

داء السيدا.. إلى متى يستمر التمييز والوصم الاجتماعي تجاه حاملي فيروس نقص المناعة المكتسب؟ 

الخميس, 1 ديسمبر, 2022 - 14:17

(محمد أشرف الأعرج)

الرباط – على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة في مجالات الوقاية والكشف والولوج إلى العلاجات من أجل مكافحة داء نقص المناعة المكتسب (السيدا)، إلا أنه يواصل الانتشار في جميع أنحاء العالم، ولا يوازيه سوى الرفض والوصم الذي يتعرض له حاملو الفيروس داخل المجتمع.

فالأشخاص المتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسب محكوم عليهم بالبقاء في الظل خوفا من الأحكام المسبقة تجاههم، وهم لا يعانون فقط من الضرر الناجم عن المرض، بل يكابدون أيضا قسوة المجتمع.

ويؤدي تداول معلومات مغلوطة حول داء نقص المناعة المكتسب إلى تغذية الرهاب المجتمعي تجاه الأشخاص المصابين به، وهو ما يفرض ضرورة تصحيح هذه الأفكار والصور النمطية للقضاء على التمييز والأحكام المسبقة التي تزيد من شدة معاناة المصابين بالسيدا.

وبعيدا عن التقليل من خطورة الوباء، ينبغي التحسيس بأن الشخص الحامل لهذا الفيروس والذي يخضع للعلاج المناسب، بات بإمكانه الآن أن يعيش حياة طبيعية دون أن يشكل خطرا على الآخرين، لذلك يتعين بذل جهود حثيثة على هذا الصعيد للقطع مع الأفكار التي ماتزال متجذرة للأسف في العقليات وتزيد من تعميق الفجوة بين حاملي الفيروس والمجتمع الذي يعيشون فيه.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السيدا، الذي يتم تخليده في فاتح دجنبر من كل سنة، قال رئيس جمعية محاربة السيدا وائتلاف جمعيات محاربة السيدا بالمغرب، البروفيسور مهدي قرقوري، إنه بعد مرور أكثر من 40 عاما على ظهور الوباء، لاتزال الأفكار المغلوطة نفسها والصور النمطية متداولة في المجتمع، ولاسيما المعلومات الخاطئة حول طرق انتقال العدوى، مما يؤدي إلى رهاب ضد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب.

وأضاف أن هناك اعتقادا خاطئا آخر بأن الإصابة بهذا الفيروس هي عقوبة إلاهية لمعاقبة سلوك غير مقبول من طرف المجتمع والدين، مسجلا أنه يكفي الاستشهاد بدراسة أجرتها وزارة الصحة والتي كشفت أن ما يقرب من 70 في المائة من النساء المصابات بفيروس نقص المناعة المكتسب بالمغرب تعرضن للعدوى في إطار العلاقة الزوجية.

وفي هذا الصدد، أكد السيد قرقوري أن فيروس نقص المناعة المكتسب ينتقل بثلاث طرق فقط: عبر العلاقات الجنسية غير المحمية، وعن طريق الدم (على سبيل المثال، استخدام الأدوات الحادة)، ومن المرأة الحامل إلى جنينها.

وأوضح أنه من المهم التأكيد هنا على أنه لا توجد طرق أخرى للعدوى، ولاسيما كل ما يتعلق بالحياة اليومية، مثل المصافحة ، وتناول الطعام من نفس الصحن، والعمل في نفس المكتب ، والذهاب إلى الحمام الشعبي وغيرها.

وأبرز البروفيسور قرقوري أنه وفقا لدراسة حول مؤشر وصم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب أجرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية سنة 2016، والتي شاركت فيها جمعية محاربة السيدا، فإن ما يقرب من 50,2 في المائة من المصابين كانوا ضحايا لمواقف تمييزية، وحوالي 41,2 في المائة قوبل طلبهم للعلاجات بالرفض، مشددا على ضرورة القضاء على هذه الخرافات، التي تزيد من إقصاء الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب وتحد من فعالية جهود مكافحة داء السيدا.

ومن جهة أخرى، أكد البروفيسور قرقوري أنه بفضل العلاج المعروف باسم “مضادات الفيروسات القهقرية” «antirétroviral» أو “العلاج الثلاثي” « trithérapie » (لأن الأمر يتعلق بمزيج من 3 أدوية)، يمكن للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب الآن أن يعيشوا حياة طبيعية وأن يتمتعوا بصحة جيدة، منبها في الآن نفسه إلى أن هذا العلاج لا يُمكن من القضاء على الفيروس، لكنه يتيح احتواءه ويحول دون تطوره، غير أنه إذا ما توقف العلاج، فإن العدوى تنطلق مجددا بطبيعة الحال.

وأوضح رئيس جمعية محاربة السيدا بهذا الخصوص، أنه عند الخضوع للعلاج، يصبح مستوى الفيروس في جسم الشخص المصاب بنقص المناعة المكتسب منخفضا لدرجة أنه لا يصبح معديا للآخرين، وهو ما يمثل تقدما مهما للغاية، ويسمح، على سبيل المثال ، للشخص المصاب بإنجاب أطفال غير مصابين بالفيروس، أو لزوجين (أحدهما مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب والآخر غير مصاب) بالعيش معا وحتى أن تكون بينهما علاقات جنسية غير محمية دون أي خوف من العدوى.

وأشار إلى أن المغرب يتوفر على استراتيجية ممتازة لمكافحة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب، وغالبًا ما يتم الاستشهاد به كمنموذج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مسجلا أنه باستثناء السنوات التي عرفت تفشي جائحة كوفيد-19 ، فإن المغرب كان البلد الوحيد تقريبًا الذي خفض عدد الإصابات الجديدة عامًا بعد عام ، حيث تم تخفيض عدد الإصابات الجديدة بنسبة 48 في المائة والوفيات المرتبطة بالسيدا بنسبة 58 في المائة منذ سنة 2010، في حين ارتفعت هذه المعدلات بشكل حاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال نفس الفترة.

وتساهم جمعية محاربة السيدا، من خلال تغطيتها الواسعة للتراب الوطني (19 فرعا و 5 وحدات متنقلة للكشف والوقاية) بما يصل إلى 70 في المائة من الأهداف الوطنية من حيث الوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسب/ السيدا التي تستهدف الفئات السكانية الأكثر عرضة للعدوى.

وتعد الجمعية عضوا مؤسسا للائتلاف العالمي لمحاربة السيدا، وهو تحالف دولي للجمعيات العاملة في مجال مكافحة السيدا، يعمل في ما يقرب من 50 دولة مع حوالي مائة جمعية شريكة بهدف تعزيز جهودها من أجل انخراط أفضل للمجتمعات المعنية في جهود مكافحة السيدا، ولتقديم خدمات متميزة وذات جودة للسكان المستهدفين وحتى تشارك بفعالية في تطوير السياسات الوطنية والإقليمية لمكافحة السيدا.

 

اقرأ أيضا

تسليط الضوء على الفرص الهائلة التي توفرها مدينة الصويرة للرحالة الرقميين

الثلاثاء, 7 مايو, 2024 في 23:46

تم اليوم الثلاثاء خلال قمة دولية انطلقت أشغالها بالفضاء الاجتماعي والثقافي “دار الصويري” بالصويرة، تسليط الضوء على الفرص الهائلة التي توفرها مدينة الرياح للرحالة الرقميين (العمل عن بعد والعيش خارج أماكن العمل التقليدية).

وزير الثقافة المالي يشيد بجهود جلالة الملك الداعمة لإشعاع الثقافة الإفريقية

الثلاثاء, 7 مايو, 2024 في 23:31

أشاد وزير الصناعة التقليدية والثقافة والصناعة الفندقية والسياحة المالي، أندوجولي جيندو، اليوم الثلاثاء بالرباط، بالجهود الموصولة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعمة لإشعاع الثقافة الإفريقية.

دالاس.. افتتاح الدورة الـ16 لقمة الأعمال الأمريكية الإفريقية بمشاركة المغرب

الثلاثاء, 7 مايو, 2024 في 20:26

انطلقت اليوم الثلاثاء بمدينة دالاس في ولاية تكساس (جنوب الولايات المتحدة)، أشغال الدورة الـ16 لقمة الأعمال الأمريكية الإفريقية، بمشاركة المغرب ممثلا بوفد رفيع المستوى يرأسه الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي.