آخر الأخبار
رمضان ببنما .. جسر تواد وتراحم بين أفراد الجالية المسلمة على موائد الإفطار الجماعية

رمضان ببنما .. جسر تواد وتراحم بين أفراد الجالية المسلمة على موائد الإفطار الجماعية

الجمعة, 19 يوليو, 2013 - 11:37

(من المراسل الدائم للوكالة هشام المساوي)

بنما -مع غروب شمس كل يوم من رمضان، يرفع آذان المغرب بالمساجد الاثني عشر الرسمية ببنما معلنة نهاية يوم صيام جديد وبداية ليلة أخرى قوامها التئام المسلمين، بنميين ومهاجرين، حول المساجد للنهل من روحانية ما تكاد تغيب عن مسلمي بنما بقية السنة.
بجامع المؤسسة الإسلامية البنمية، وهو من أوائل بيوت الله بهذا البلد الكاريبي، تنصب موائد الرحمان قبيل كل مغرب لاستقبال وفود المسلمين، أحيانا يشاركهم الإفطار أفراد من نحل وعقائد أخرى، بعضهم يجلبهم الطعام، والبعض الآخر يأتي راغبا في التعرف على عادات المسلمين خلال شهر الصيام ومن خلاله الاقتراب أكثر من دين الإسلام.

وقد جرت عادة المسلمين الهنود، الذين يشكلون الجزء الأكبر من البنميين المسلمين، على نصب موائد إفطار جماعية بمساجد البلد، يتنافس المحسنون من الموسرين منهم على تمويل هذه الموائد التي وإن كانت زهيدة في محتوياتها إلا أنها تجمع الصائمين من أعراق وأصول مختلفة.

فموائد الإفطار الجماعي بالعاصمة بنما لا تختلف عن نمط عيش المسلمين الهنود، هي موائد يغلب عليها طابع الزهد. بإحدى القاعات التابعة للمسجد يفترش العشرات من الصائمين الأرض، حيث يقدم للصائم إفطار به تمرات معدودات وكأس حليب وبعض الحلوى مباشرة بعد رفع آذان المغرب.

يقول الوجه البارز للبنميين المسلمين الشيخ عبد الخبير محمد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن رمضان بنما لا يختلف كثيرا عن رمضان بقية بلدان المعمور حيث تتواجد الجاليات المسلمة، “نسعى خلال هذا الشهر المبارك إلى ردم الهوة بين الأعراق لتعزيز الروابط بين المسلمين القادمين من كل الآفاق”.

وقال إن “المسلمين الجدد يقبلون على الصيام بنوع من الرغبة في الاكتشاف ومجاهدة النفس”، مستعيدا شريط ذكرياته الأولى لاعتناقه الإسلام قبل حوالي 40 سنة وشروعه في تطبيق الفرائض من صلاة وصوم.

وأوضح أن صوم المسلمين لرمضان يختلف عن صوم المسيحيين الذين قد يمسكون عن أكل بعض الطعام أو كله مع السماح بشرب الماء، عكس المسلمين الذين يمسكون عن شهوتي البطن والفرج بشكل كلي من طلوع الشمس إلى غروبها، مضيفا “قد تكون الأيام الأولى صعبة على المسلمين الجدد، لكن ما يلبثوا أن يعتادوا على الصيام وينغمسون في روحانية الشهر الفضيل التي تخلصهم من كل ماديات الحياة اليومية”.

وإذا غابت مظاهر رمضان من شوارع مدينة غالبية سكانها من غير المسلمين، فإن منازل المسلمين وخاصة العرب منهم تواصل الحفاظ على بعض العادات التي تربطهم ببلدانهم الأصلية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

ويقول عصام، مواطن أردني مقيم ببنما منذ 10 سنوات، “صراحة نفتقد كثيرا هنا أجواء رمضان بروحانيته وأنشطته وحياته الاجتماعية في حواري وساحات المدن العربية، الغربة غربة الروح عن مهدها قبل غربة الجسد”، مبديا أسفه لعدم تمكنه من أداء صلاة التراويح جماعة كونه يقطن بعيدا بعشرات الكيلومترات عن أقرب مسجد، كغيره من العديد من المسلمين القاطنين بضواحي العاصمة.

قبل رحيله إلى بنما، قضى عصام أزيد من 12 سنة بمدينة مراكش تعرف فيها عن قرب على المغرب وتقاليده، وهي تقاليد وعادات اكتسبها حتى صارت جزء من معيشه اليومي، وأسر أن نمط إفطاره الرمضاني مغربي أكثر منه أردني، إذ يفضل الإفطار بوجبات قليلة الدسم كالمشروبات وبعض الحلويات والشوربة.

بمدينة كولون (شمال) حيث توجد أكبر جالية مسلمة من أصول عربية، يعد المركز الثقافي الإسلامي برنامج أنشطة لفائدة المسلمين كما لسكان المدينة سعيا لتقارب منشود يعزز من اندماج المسلمين في المجتمع.

ففضلا عن تلقين الأطفال المسلمين قصار سور القرآن الكريم وتنظيم مبادرات لجمع مساعدات تشرف المسلمات على توزيعها على العائلات الأكثر احتياجا بكولون، يحرس المسؤولون عن المركز على تنظيم إفطار جماعي للمسلمين أواسط الشهر الكريم، لقاء يدعى إليه المسؤولون بكولون وبالحكومة المركزية، كما سبق وحضره رئيس الجمهورية وفق ما أكده القيمون على شؤون المجمع الإسلامي.

ويتوفر المركز على إذاعة محلية تبث خلال رمضان الآذان وصلاة التراويح والقرآن الكريم وابتهالات وأناشيد دينية ودروس الوعظ والإرشاد ولقاءات تتناول شؤون المسلمين في رمضان.

بهذه المدينة القصية، يعيش عبد الرحيم والحنين يجره إلى بلده المغرب، ويقر أن أجواء رمضان بالوطن لا يمكن أن يعوضها شيء ها هنا، فدفء الأجواء ببنما على مدار السنة لا يمكن أن يعادل دفء يوم رمضاني واحد مع أفراد العائلة المتحلقة حول مائدة إفطار مغربية خالصة، مائدة تبقى بعض مكوناتها الغائب الأكبر على المغاربة المغتربين ببنما.

اقرأ أيضا

المعرض الدولي للنشر والكتاب 2024.. الكاتب الكونغولي ديباكانا مانكيسي يتوج بجائزة “أورنج” للكتاب بإفريقيا

الإثنين, 20 مايو, 2024 في 12:18

أعلنت لجنة تحكيم الدورة السادسة لجائزة أورنج للكتاب بإفريقيا برسم سنة 2024، أمس السبت بالرباط، عن فوز الكاتب الكونغولي وعالم الاجتماع ديباكانا مانكيسي بهذه الجائزة عن روايته “أخصائي نفسي ببرازافيل”، وذلك على هامش فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الأخضر

الإثنين, 20 مايو, 2024 في 10:43

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الإثنين على وقع الأخضر، حيث سجل المؤشر الرئيسي”مازي” زيادة بنسبة 0,04 في المائة ليستقر عند 13.431,92 نقطة.

جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء: اعتراف بالجهود الدولية في مجال الحفاظ على الموارد المائية

الإثنين, 20 مايو, 2024 في 8:20

منذ احداثها سنة 2002، ما فتئت جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء تتوج الجهود الدولية الرامية للحفاظ على الموارد المائية وتثمينها.