آخر الأخبار
رمضان ببني ملال : تكريس للطقوس والعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية

رمضان ببني ملال : تكريس للطقوس والعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية

الثلاثاء, 16 يوليو, 2013 - 11:30

(إعداد : محمد صلاح الدين البقاري)

بني ملال-تحرص ساكنة مدينة بني ملال، كباقي مدن المملكة، خلال شهر رمضان الأبرك، على تكريس وترسيخ الطقوس والعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية، التي تبرز من خلالها المظاهر الروحانية والدينية وقيم التكافل والتآزر الاجتماعي وتقوية الروابط العائلية.

فبمناسبة شهر الصيام الكريم يبرز الطابع الديني، حيث تكتظ جنبات مساجد المدينة بالمصلين، لاسيما عند صلاتي العشاء والتراويح، كما تحتضن مساجد المدينة دروسا في الوعظ والإرشاد وتلاوة القرآن وترتيله وتجويده، وبيان أحكام الفقه الإسلامي في قضايا مختلفةº وخاصة فيما يتصل برمضان وقدسيته وكيفية استغلاله بأفضل صورة ممكنة.

وفي الجانب الاجتماعي، وحسب عادات وتقاليد المنطقة، تقوم بعض العائلات الملالية بتنظيم إفطار جماعي لتقوية الروابط الأسرية وصلة الرحم بين أفرادها، حيث تؤثث النساء مائدة الإفطار ب”الحريرة” وبعض أنواع الفطائر وحلويات متنوعة الأشكال متعددة المذاق.

وفي هذا السياق، أكدت السيدة خديجة، في العقد الخامس من عمرها، أن وجبات الفطور غالبا ما تكون بسيطة خاصة في بعض المناطق الجبلية، حيث تتكون المائدة من مواد محلية كالحسوة بالشعير “البلبولة” أو “الحريرة”، وحليب ماعز أو حليب بقر وجبن، ومن حبات زيتون وخبز شعير في الغالب أعد في فرن تقليدي “تنور”، ووجبة عشاء تكون عبارة عن طاجين معد بلحم الماعز أو البقر، فيما تكون وجبة السحور عبارة عن شاي وخبز و”بطبوط” وعسل محلي الصنع أو “سمن بلدي”.

وأبرزت أن العادات الغذائية التي كانت تعتمد في أغلبها على المنتوجات والزراعات المحلية تغيرت، حيث أصبح التنافس بين ربات البيوت في إعداد وجبات الفطور بطرق عصرية من حلويات ك”الشباكية” الذي كان تحضيرها في السابق حكرا على “السفناج”، حيث كان الناس يتزاحمون أمام محله من أجل الحصول على حصتهم من هذه الحلوى، فضلا عن أكلات متنوعة “شهيوات”.

من جهته أكد حسن، في العقد السادس من عمره، أن مراقبة هلال رمضان في بني ملال كانت في السابق، قبل الاعتماد على وسائل الإعلام، تعتمد على قدرات ذاتية، حيث كان بعض السكان يصعدون إلى سطوح بيوت عالية بالمدينة القديمة، أو إلى أعلى قصر عين أسردون لمراقبة الهلال، مشيرا إلى أن الكثير من العادات الرمضانية داخل مدينة بني ملال قد اختفت باستثناء “النفار” الذي ما يزال يطوف دروب المدينة معلنا عن اقتراب موعد السحور.

وأبرز السيد حسن أن سكان المدينة يفضلون في شهر الصيام جلب ماء العيون من أجل الشرب، خاصة عين تامكنونت أو عين سيدي بويعقوب لتوفرهما على مواد تغذي الجسم وتساعد على الصيام، كما تعتبر من أشد المياه برودة خاصة في فصل الصيف الحار.

وتبدو مدينة بني ملال، خلال شهر رمضان الذي تزامن هذه السنة مع فصل صيف حار خاصة في الفترة ما بين الظهر والعصر، شبه خالية من السكان بسبب الحرارة المفرطة التي تتجاوز درجتها 40 درجة، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 50 درجة، حيث يفضل هؤلاء البقاء في منازلهم التي تتوفر بعضها على “مكيف” أو طابق تحت أرضي مما يساهم في ترطيب الجو، في حين يذهب غالب الشباب والأطفال إلى منتجع عين أسردون الشهيرة لقضاء أيام رمضان من أجل السباحة في الأحواض المائية قبل اقتراب آذان المغرب.

وفي المساء تستيقظ المدينة من سباتها، ويخرج السكان بشكل جماعي إلى شوارع المدينة، وبالخصوص أزقة المدينة القديمة “القصبة” من أجل التبضع من سوق “غدير الحمرا” الشهير الذي يعرف خلال شهر رمضان حركة دؤوبة ورواجا غير مسبوق تتجسد في إقبال المواطنين على البضائع المعروضة بمختلف أنواعها (اللحوم البيضاء والحمراء والخضر والفواكه والتمور الوطنية التي تتميز بالمذاق واللذة والجودة عن التمور المستوردة حسب بعض تجار التمور).

ويشكل شهر رمضان فرصة بالنسبة للعديد من المواطنين لامتهان حرف موسمية تدر على أصحابها دخلا لا بأس به، منها بيع الفواكه خاصة الموسمية ك”الدلاح” و”البطيخ “والعنب والتين الشوكي والتمور والتين المجفف “الشريحة” وحلوى الشباكية والحليب والفطائر بشتى أنواعها، والجبن البلدي، وبعض السلع الأخرى المستوردة.

وتنفرد المدينة القديمة بخاصية قلما توجد في مدن أخرى، إذ يفترش السكان الزرابي و”الحصائر” في الأزقة من أجل السهر والاستمتاع بسمر الليل، أو تتبع المسلسلات عبر الفضائيات، فيما يفضل آخرون التوجه إلى منتجع عين أسردون باعتباره متنفسا لنزهة العديد من الأسر والأطفال والشباب في ليالي رمضان، أو منتجع تاغبالوت الجبلية بجماعة القصيبة.

وتعرف مقاهي المدينة، بعد صلاة التراويح، إقبالا غير مسبوق، حيث يخوض روادها في أحاديث مختلفة تنصب خاصة على أخبار سياسية ورياضية وأحوال المدينة في ضوء ما تشهده من تحولات عمرانية ومشاريع تنموية في السنوات الأخيرة.

اقرأ أيضا

الدورة الأولى من “معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية” من 24 إلى 26 ماي الجاري بالرباط

الأربعاء, 15 مايو, 2024 في 19:48

تنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، من 24 إلى 26 ماي الجاري بالرباط، الدورة الأولى من “معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية”.

تعزيز التعاون القضائي محور مباحثات السيد الداكي مع نائب وزير العدل الصيني

الأربعاء, 15 مايو, 2024 في 19:36

أجرى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، حسن الداكي، اليوم الأربعاء بالرباط، مباحثات مع نائب وزير العدل الصيني، زهاو شانغوا، تمحورت حول سبل تعزيز التعاون القضائي وتبادل الخبرات بين المغرب والصين.

مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي.. المغرب يجدد التأكيد على الحاجة لمقاربة تربط بين السلم والأمن والتنمية للوقاية من النزاعات في القارة

الأربعاء, 15 مايو, 2024 في 19:05

جدد المغرب، اليوم الأربعاء بأديس أبابا، التأكيد أمام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، على الحاجة الملحة لمقاربة تربط بين السلم والأمن والتنمية من أجل الوقاية من النزاعات في القارة .

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية