آخر الأخبار
غابة الأمازون: رئة الأرض المهددة بالاجتثاث

غابة الأمازون: رئة الأرض المهددة بالاجتثاث

الجمعة, 27 يونيو, 2014 - 11:02

(مبعوث الوكالة إلى ساو باولو: هشام الأكحل)

ساوباولو- أضحت غابة الأمازون، المعروفة باسم “رئة الأرض”، مهددة بالاجتثاث الذي يشكل خطرا يطال التنوع البيولوجي والتوازن المناخي وأيضا ظروف الحياة في أحواض الغابات الأمازونية.
وأصبحت عمليات إزالة أشجار غابات الأمازون وتحويل مناطقها إلى حقول للزراعة (معظمها للصويا)، مثيرة للقلق بشكل متزايد، خاصة وأن أزيد من خمس هذا الموقع الطبيعي، الذي يوجد جزء كبير منه على الأراضي البرازيلية، قد دمر في غضون عشر سنوات فقط.
ولفعل الاجتثاث عواقب وخيمة، إن بيئيا كما اجتماعيا، وذلك على مستوى العالم أجمع. فالأمازون تنتج 20 في المائة من الأكسجين العالمي، وتشكل عاملا طاردا للغازات الدفيئة من الغلاف الجوي، مما يعني أن تعرض أشجارها للاجتثاث خطر يهدد الآلاف من الأنواع النباتية والحيوانية.
وخلال العشر سنوات الأخيرة تراوحت المساحات الغابوية المفقودة في الأمازون ما بين 415 إلى 578 ألف كيلومتر، بينما تظل المناطق المتبقية مهددة بشكل أكبر.
وتمثل غابة الأمازون، أكبر الغابات الاستوائية المطيرة، التي تأوي 10 في المائة من جميع أنواع الحيوانات والنباتات في العالم، وتضم 50 في المائة من إجمالي مساحة الغابات المطيرة الاستوائية في العالم.
وتقع غابات الأمازون المطيرة في حوض الأمازون بأمريكا الجنوبية، حيث تغطي حوالي 5,5 مليون كيلومتر مربع من أصل 7,3 مليون كيلومتر مربع المشكلة للحوض، وهي موزعة بين تسع دول من دول أمريكا الجنوبية وهي: بوليفيا وكولومبيا وإكوادور وغويانا وغويانا الفرنسية والبيرو وسورينام وفنزويلا بالإضافة إلى البرازيل.
وفي غابات الأمازون المطيرة، يعيش واحد من أصل كل 10 أنواع من الحيوانات أو النباتات في العالم، مما يجعلها أكبر تجمع للحيوان والنبات على وجه البسيطة.
كما يعيش في غابات الأمازون خمس الطيور الموجودة على وجه الأرض، وبالأنهار التي تخترقها يوجد خمس أنواع الأسماك الموجودة في العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، تتألف غابات الأمازون من حوالي 390 مليار شجرة وتشتمل على ما يقارب 16 ألف نوع، حسب أرقام لمنظمات مهتمة بالمجال البيئي.
ويشكل الاستخدام المفرط للخشب، واجتثاث الأشجار من أجل الزراعة وتربية الحيوانات عوامل رئيسية مساهمة في تراجع مساحات غابات الأمازون المطيرة.
وتسببت عمليات إزالة الغابات في كوارث بيئية، وأيضا في اختفاء العديد من السكان الأصليين أو حتى انقراض بعض الأنواع الحيوانية والنباتية.
وتعد الأمازون أكبر غابة في العالم تقع شمال البرازيل ومساحاتها أكبر 12 مرة من مساحة فرنسا، ويخترقها نهر بطول 6500 كيلومتر. كما أنها تعتبر واحدة من أهم محميات التنوع البيولوجي (الطيور والحشرات والزواحف والثدييات).
وتعاني الغابة الأمازونية من العديد من الأنشطة البشرية، أبرزها اقتلاع الأشجار، حيث أنها ولأزيد من 40 عاما أصبحت واحدا من أهم المصادر الصناعية الكبرى لمادة الخشب، بعد أن بدأت تنفذ هذه الموارد في كل من إفريقيا وآسيا.
وبحسب نتائج مسح أجري بواسطة الأقمار الاصطناعية فإن مساحة غابة الأمازون تتقلص بحوالي 15 ألف كيلومتر مربع في السنة، وهو رقم كشفت دراسة أمريكية أنه بلغ 30 ألف كيلومتر مربع، بسبب ما يعرف بالاجتثاث الانتقائي لبعض أنواع الأشجار كشجرة “الماهوغاني”.
وبفضل مناخها الاستوائي، الذي نادرا ما يقل عن 25 درجة، تظل الأمازون مخضرة على مدار السنة، مما يؤمن وجود نباتات مورقة جعلت من هذا الفضاء صعب الولوج بالنسبة للإنسان لفترة طويلة من الزمن.
وبفضل نباتاتها المورقة والكثيفة، تشكل الأمازون موردا طبيعيا لفقراء الأرياف ومكانا للاكتشاف بالنسبة للباحثين ومنطقة ترفيهية للمغامرين.
غير أنه منذ سنة 1970 مع إطلاق سياسة التهيئة التي تقوم بها الحكومة البرازيلية، وبناء الطرق السيارة التي تخترق الأمازون، تسارعت بشكل مكثف عمليات غزو الأمازون مما أدى إلى تراجع مساحة الغابة.
وتتعرض الأمازون اليوم إلى عدد من المخاطر البيئية والمناخية ذات التأثير العالمي وهو ما جعل المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية، من بينها منظمة “غرينبيس” يدقون ناقوس الخطر.
ويشكل اجتثاث الغابات والنزاعات الدائرة بين الملاكين الكبار للأراضي وصغار المزارعين تهديدا حقيقيا لاستدامة هذا الفضاء الطبيعي.
ولحماية غابات الأمازون المطيرة فقد تم إطلاق مجموعة من المشاريع؛ من بينها إنشاء مجموعة مختلطة من المناطق المحمية حول المناطق الطبيعية للحفاظ على السلامة الإيكولوجية، وإحداث صندوق لسد تكاليف إدارة المناطق المحمية، بالإضافة إلى تفعيل نظام مراقبة وتقييم التنوع البيولوجي.
ويبدو جليا أن تظافر جهود المجتمع الدولي أضحى أمرا ملحا للحفاظ على الغابات التي تلعب دورا رئيسيا في استقرار المناخ العالمي من خلال امتصاص كميات كبيرة من الكربون التي تساهم في الاحتباس الحراري، والعمل على الحد من الاستغلال غير المشروع للموارد الغابوية، والتفكير في موارد جديدة بديلة.

اقرأ أيضا

المعرض الدولي للنشر والكتاب.. نظرات متقاطعة حول حياة ومنجز الراحل إدمون عمران المالح

الأحد, 19 مايو, 2024 في 11:17

تم، أمس السبت بالرباط، استعراض المنجز الحافل للكاتب والمفكر الكبير الراحل إدمون عمران المالح، وذلك خلال لقاء رفيع المستوى نظم في إطار فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي خصصت جناحا لتكريم ذكرى هذه القامة الكبيرة في الساحة الفكرية والثقافية المغربية.

المعرض الدولي للنشر والكتاب .. حفل تسليم الجائزة الوطنية للقراءة في دورتها العاشرة

السبت, 18 مايو, 2024 في 22:24

نظم، اليوم السبت بالرباط، في إطار فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، حفل تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية للقراءة، في نسختها العاشرة.

كندا-المغرب.. تسليط الضوء في أوتاوا على دور الدبلوماسية العلمية

السبت, 18 مايو, 2024 في 21:56

تم خلال لقاء في أوتاوا، تسليط الضوء على دور الدبلوماسية العلمية، ومساهمة المركز الوطني المغربي للبحث العلمي والتقني في هذه الدينامية.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية