كوفيد-19.. الحياة تدب مجددا في نيروبي بعد شهرين من العزلة

(عبد الواحد لبريم)

نيروبي – إعادة فتح المدارس والمطاعم، واستئناف الأنشطة الرياضية، ورفع القيود المفروضة على حركة الأشخاص والمركبات من وإلى أربع مقاطعات في البلاد، بما في ذلك العاصمة نيروبي، كلها تدابير أعلن عنها الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وأعادت الابتسامة إلى السكان الذين عانوا لفترة طويلة من القيود التي فرضتها الحكومة للحد من تفشي كوفيد-19 الذي أودى حتى الآن بحياة 2781 شخصا، منهم 18 في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

فمنذ الإعلان يوم السبت عن تخفيف القيود المفروضة منذ نهاية مارس، استؤنفت الأنشطة بالعاصمة نيروبي: الطلبة يجولون بأزيائهم الموحدة في شوارع المدينة، والمطاعم تتنافس بقوائمها المتنوعة وعروضها المغرية لجذب مزيد من الزبناء، وحركة المركبات والقطارات تعود إلى سابق عهدها.

وقد أثارت هذه التدابير التخفيفية، التي تم إقرارها عقب انخفاض حاد في حالات الإصابة التي تراوحت بين 74 في المائة في نيروبي و89 في المائة في مدينة مومباسا الساحلية، فضلا عن معدل الإيجابية الذي انتقل من أزيد من 18 في المائة خلال الأسبوع الأخير من مارس إلى حوالي 10 في المائة حاليا، ردود فعل قوية بين السكان وكذا في الأوساط المهنية، لا سيما في قطاعي السياحة، الأكثر تضررا من التدابير التقييدية، والرياضة.

ووصف الخبراء في مجال السياحة رفع هذه التدابير التقييدية بأنها “نسمة من الهواء النقي”. وقال سام إيكواي، المدير العام لفرع الجمعية الكينية لأرباب الفنادق ومموني الحفلات بالساحل، “إنها أخبار جيدة لقطاع السياحة، لا سيما على الساحل. فالسياحة تزدهر عندما يتم تيسير السفر وإمكانية الولوج. لقد أدى إغلاق نيروبي وأربع مقاطعات أخرى بالأساس إلى قطع إمكانية الوصول إلى المنطقة الساحلية”.

وأضاف السيد إيكواي أنه “مع استئناف الرحلات الداخلية التي أعلنت عنها شركة الخطوط الجوية الكينية ورفع القيود المفروضة على حركة الأشخاص والمركبات بين مختلف مقاطعات البلاد، يمكن أن تعمل جميع الدوائر السياحية أخيرا”.

من جهته، أعرب سولومون واو، الرئيس المدير العام لـ “One World Adventures”، وهي شركة متخصصة في الترويج السياحي، عن “ارتياحه الكبير” لرفع القيود عن التنقل، وهو الإجراء الذي سيمكن، على حد قوله، من تدفق غالبية السياح المحليين إلى الوجهات الساحلية.

وقال واو “نشعر بالارتياح. فعلى الرغم من أننا لسنا في موسم الذروة بالنسبة للسياحة، إلا أننا لا نزال قادرين على تسجيل حجوزات فندقية ورحلات جوية إلى مومباسا. كنا ننتظر بفارغ الصبر هذا القرار”.

وفي الأوساط الرياضية، رحب إليود كيبشوغ، صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق الماراثون، بقرار الرئيس كينياتا حول استئناف الأنشطة الرياضية.

وقال كيبشوغ، في تصريح لصحيفة “ستاندرد”، إن “رئيسنا اتخذ قرارا صائبا. أعتقد أنه أخذ في الاعتبار العديد من الاستحقاقات الرياضية، لا سيما التحضير للتظاهرات الكبرى مثل الألعاب الأولمبية وبطولات العالم لألعاب القوى تحت 20 سنة وبطولات العالم للراليات (رالي سفاري)”.

من جانبها، أعربت هيلين أوبيري، بطلة العالم في سباق 5000 متر، عن سعادتها لاتخاذ هذا القرار قائلة “إنها أخبار جيدة! كنت قلقة من أن يستغرق التعليق وقتا طويلا. أنا واثقة من أننا سنتدرب الآن بشكل جيد ونستعد للدوري الماسي والألعاب الأولمبية”.