لبنان سنة 2013 .. انتظارية بين أفق داكن إقليميا وفراغ في المؤسسات الدستورية والوضع الأمني المتقلب
بيروت-(من المراسل الدائم للوكالة عبد الله البشواري)- لم تكن 2013 سنة عادية بالنسبة للبنان، البلد الذي كان قدره دائما أن يكون وسط الهزات السياسية والأمنية والاقتصادية، بل سنة اضطرابات أمنية وأحداث عنف، وفراغ في المؤسسات الدستورية، مرورا بتداعيات الأزمة السياسية وما يتحمله من أعباء فاقت قدراته وتوقعاته معا.وحسب المتتبعين فإن المشهد اللبناني، المحكوم في كثير من الأحيان بكل ما يحصل حوله إقليميا من أزمات وتغيرات، خاصة في جارته سورية، لم يراوح تلك الانتظارية بين هذا الأفق الإقليمي الذي لم تتضح معالمه بعد، وبين الوضع الأمني المتقلب والفراغ في المؤسستين التشريعية والتنفيذية.
فمنذ مارس عرف المشهد السياسي الداخلي “رجة قوية” تمثلت في استقالة نجيب ميقاتي من منصبه كرئيس للحكومة، ليتولى الى حد الآن، مهمة “تصريف الأعمال” رغم تكليف تمام سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، التي لم يكتب لها أن ترى النور في ظل “خلافات حادة” بين الفرقاء السياسيين في المعارضة (14 آذار/مارس) والأغلبية ( 8 آذار)، وقد لا يكتب لها التأليف والعام يقترب من نهايته.
وامتد الفراغ، أيضا، الى البرلمان، إذ تم التمديد للمجلس النيابي في ماي الماضي، لتتعطل آلة القوانين، بالرغم من الدعوات المتكررة من رئيسه نبيه بري لعقد جلسات للبت في قضايا مصيرية تهم لبنان وطنا وشعبا، أهمها قضيتين استأثرتا باهتمام إعلامي وشعبي كبيرين هما التجسس الإسرائيلي على لبنان والنفط والغاز، إلا أن “المقاطعة” كان هو العنوان العريض الذي ترفعه المعارضة كل مرة ليستمر مسلسل تأجيل الجلسات الذي وصل الى خمس مرات، ثلاث منها في شهر يوليوز وجلستان في شهري شتنبر وغشت الماضيين لنفس الأسباب. وأمام هذا الوضع، عرف المشهد السياسي جدلا حادا محوره التخوف من دخول البلاد نفق سلسلة سيناريوهات من عناوينها المحتملة “الفراغ” في أعلى منصب في الدولة، أو “التمديد للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في ماي المقبل، بالرغم من أنه أكد في أكثر من مرة “رفضه لهذا التمديد و”ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها”.
ولم يسلم لبنان، الذي تتعايش بداخله طوائف كثيرة، من صدامات على أسس مذهبية أو دينية، كان أبرزها ما عرف في السياق المحلي بقضية “أحمد الأسير”، الشيخ السني الذي دخل مع “حزب الله” في مواجهة انتهت بتدخل قوي للجيش فقد خلاله الأخير نحو 12 من عناصره.
وفي هذا السياق قال الكاتب والصحفي بول شاوول في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن لبنان، ورغم كل الرجات التي يتعرض لها، “يقاوم ويتشبث بثقافة الحياة”، معتبرا أن هذه الثقافة هي سلاح لبنان “ضد الظلام والكانتونات”.
وفعلا فقد تعرض لبنان لتفجيرات كان عنوانها الوحيد “الإرهاب”، وقد استأثرت الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله) بحصة كبيرة من هذه التفجيرات، إذ تعرضت لتفجيرات في يوليوز وغشت الماضيين، كما استهدفت السفارة الإيرانية في نونبر الماضي بتفجيرين مزدوجين، أسفرت كلها عن مقتل عدد كبير من القتلى والجرحى.
وبطرابلس تعرض مسجدا “السلام” و”التقوى” لانفجارات في غشت الماضي ناجمة عن سيارات مفخخة تسببت أيضا في مقتل أزيد من 27 شخصا.
وفي سياق آخر، ونتيجة للأزمة السورية المتواصلة منذ 2011 ، ما زال لبنان يعاني من ارتداداتها، التي تظهر بشكل جلي بمدينة طرابلس (شمال)، التي تندلع فيها الاشتباكات بين محورين ، باتا يعرفان “بالتقليديين” وهما منطقة باب التبانة، ذات الأغلبية السنية المناهضة للنظام السوري، وجبل محسن، ذات الأغلبية العلوية الموالية. وإنسانيا يعاني لبنان من تدفق غير مسبوق للاجئين السوريين الفارين من الحرب الدائرة رحاها بسورية، إذ قدرت أعدادهم حسب آخر احصائيات مفوضية اللاجئين بأزيد من 832 ألف نازح، وهو ما يشكل عبئا ثقيلا على الدولة التي عبرت في مناسبات عديدة عن عدم قدرتها تحمل هذه الأعباء لوحدها، حيث سارعت الدول المانحة، وبمبادرة من الأمم المتحدة، لعقد اجتماع في نيويورك في شتنبر الماضي خصص لتدارس هذا الملف.
وفي ظل هذا الوضع الأمني المتقلب والمنذر بكل الاحتمالات، يصعب الحديث عن الشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، التي يبدو أنها مرتبطة ارتباطا كليا بهذا الوضع، إذ تأثرت الحياة الاقتصادية، خاصة السياحة، وإن ظل النظام المصرفي متماسكا ليكون “دينامو” الاقتصاد المتهاوي في انتظار أفق رحب وما تسفر عنه غيوم المنطقة بعد مؤتمر جنيف 2.
وتقترب السنة من نهايتها، وما زال لبنان “في مرحلة الانتظار” حسب بول شاوول، الذي خلص الى أن الأهم “هو الاستمرار في المواجهة” الى حين خروج من هذا النفق المظلم.
اقرأ أيضا
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية – الدار البيضاء، التزام قوي وثابت بصحة الأم والطفل
شكل الاحتفال بالذكرى ال19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اليوم السبت بالدار البيضاء، تحت شعار ” ألف يوم الأولى: أساس مستقبل أطفالنا”، فرصة لتسليط الضوء على الالتزام القوي والثابت لهذه المبادرة الملكية لفائدة صحة الأم والطفل.
فرنسا-المغرب.. توقيع اتفاق حول الإنتاج المشترك والتبادل السينمائيين
وقع المغرب وفرنسا، اليوم السبت بمدينة كان، اتفاقا يهدف إلى إعطاء زخم جديد لتعاونهما في مجال الإنتاج المشترك والتبادل السينمائيين.
مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية .. جسر ثقافي متميز يربط المملكة بإفريقيا (منسقة لجنة التحكيم)
أكدت زينة ديوب مونتيل، منسقة لجنة تحكيم الدورة ال24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية، أن هذا الأخير، يمثل جسرا ثقافيا متميزا يربط المملكة بكافة البلدان الإفريقية.
أخبار آخر الساعة
-
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية – الدار البيضاء، التزام قوي وثابت بصحة الأم والطفل
-
فرنسا-المغرب.. توقيع اتفاق حول الإنتاج المشترك والتبادل السينمائيين
-
مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية .. جسر ثقافي متميز يربط المملكة بإفريقيا (منسقة لجنة التحكيم)
-
افتتاح مهرجان ماطا الذي يحتفي بالفروسية الشعبية على أرض التسامح والانفتاح
-
الدار البيضاء : إجهاض عملية تهريب وترويج شحنة مهمة من المؤثرات العقلية
-
أمين المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يشيد بالالتزام الثابت للمديرية العامة للأمن الوطني بأداء واجبها في حماية الوطن والمواطنين
-
المركب السجني بخريبكة يحتضن الدورة الخامسة للمهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة
-
انطلاق المباراة الرسمية للحرس الملكي للقفز على الحواجز 3 نجوم بتطوان