آخر الأخبار
” هذه ليسَتْ حقيبة ” : سرود عربية تحت سماء بلجيكية

” هذه ليسَتْ حقيبة ” : سرود عربية تحت سماء بلجيكية

الخميس, 4 أغسطس, 2016 - 12:43

بروكسل-  صدر حديثا عن منشورات “ملتقى الطرق” بالدار البيضاء مؤلف جماعي يحمل عنوان “هذه ليسَتْ حقيبة” من إعداد وتحرير الكاتب المغربي المقيم ببروكسل طه عدنان.

والمؤلف، الذي يقع في 215 صفحة، والذي صدر بدعم من وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية بالخارج، عبارة عن مجموعة من النصوص انبرى خلالها سبعة عشر كاتبا عربيا إلى محاورة الفضاء البلجيكي.

  إنه مؤلّفٌ جماعيٌّ عن بلجيكا المتعدّدة يرويها كتّابٌ من المغرب والعراق وسوريا وفلسطين ومصر والسودان، من خلال نصوصٌ تروي تمثلات الهجرة في الوجدان الإبداعي العربي، ومحكياتٌ عربيةٌ عن أماكن بلجيكية تضيء تجربة المبدع وملامح المكان على حدّ سواء.

   هوشنك أوسي، علال بورقية، عماد فؤاد، ماجد مطرود، الهادي عجب الدور، حازم كمال الدين، بيسان أبو خالد، نبيل أكنوش، زهير الجبوري، نسمة العكلوك، علي بدر، هشام آدم، أسعد الهلالي، عبد الله مكسور، خالد كاكي، مهند يعقوب، وطه عدنان … كتاب يحفرون تواريخهم الشخصية والمتخيّلة على رقعة الجغرافيا بإزميل الذاكرة ومِنْحَت الخيال في نصوص مرفقة بصور فوتوغرافية حاورت المدائن واشتبكت معها بحريّة فنيّة ولمسة إنسانية حانية من إنجاز الفنان الفوتوغرافي العراقي كريم إبراهيم.

   فمن أوستند شمالا إلى الأردين جنوبا عبر بروج، الفلاندر الغربية، أنتوربن، سان تريدن، لوڤن، بروكسيل، لييج، بييرزيت، نامور، وشارلروا، توالت السرود المعاصرة التي تدوّن للإقامة تحت سماء بلجيكيّة خفيضة.

 يقول طه عدنان في توطئة تحت عنوان  (وطنٌ من كلمات) إن المؤلف عبارة عن ” سرودٌ معاصرةٌ تدوّن للإقامة تحت سماء بلجيكيّة خفيضة. مؤلّفٌ جماعيٌّ عن بلجيكا المتعدّدة يرويها كتّابٌ بالعربية. رغم سنوات الإقامة في هذه البلاد التي ارتضَوْها سكنًا، لم يبرحوا وطن الضاد متفادين ولوج المنفى اللغوي. ربّما نكاية بالحدود اللغوية المستفحلة هنا دونما حاجة إلى جمارك “.

   “هذه ليسَتْ حقيبةً” حكاياتٌ تكشف عن قلقنا وعن ضعفنا، عن عنفنا وعن رقّتنا، عن حلمنا وعن خيبتنا، عن ورطتنا وعن خلاصنا. تعبيرٌ حيٌّ عن هويتنا الكامنة في تعدّدها وعن جوهرنا الإنساني بكلّ تناقضاته. كِتَابٌ يمكن قراءتُنا فيه، كما نحن، خارج المساحيق والرّتوشات والأحكام الجاهزة. محاولةٌ لكتابة الوجع عاريًا، دونما استخفافٍ ولا تهويل، وبعيدًا عن كلّ استيهام. فرصةٌ لإعلان المحبة على المكان، للتغلغل داخله بتوجّسٍ حينًا، وبانطلاقٍ أحيانًا، وباقتحامٍ مندفعٍ حين يُسعِف النّزق. ثم إنّ هذا الذي بين أيديكم ليس كتابًا، بل خيمةً حميمةً نلتفّ داخلها بلا أوهام للتفاوض السلس بشأن المصيري والمستقبلي والمشترك.

   ويتحدث طه عدنان عن طبيعة المجتمع البلجيكي المختلط حيث تتعايش مختلف الأعراق والثقافات في وطن واحد. ويقول في هذا الصدد “البلجيكيون كانوا سبّاقين إلى فكرة البلاد المختلطة ليقتبسها عنهم الآخرون. سبقٌ أحرزوه مجبرين لا أبطالا بسبب افتقارهم إلى لُحْمَةٍ رابطة. لكن معظم البلدان ستحذو حذو بلجيكا “.

   وأوضح أن ” الوحدة الأوروبية، وهي تطبيقٌ موفّقٌ لسياسة خلط الأعراق، ترجع في أصلها إلى (البينيلوكس). وهي فكرةٌ بلجيكيةٌ خالصةٌ تقوم على حكمة صغيرة مفادُها: “إذا عمّت المصيبة هانت”. أي عوض أن نتحمّل مشاكلنا لوحدنا، نبحث عن شركاء يقاسموننا إياها. هكذا، كلّنا في الهمّ غربٌ، ولا أحد أحسن من أحد! ولم يخمّن أحدٌ أن تصادفَ الفكرةُ نجاحا غير مسبوق، قبل أن تبسط بروكسيل نفوذها على سائر أوروبا دون إراقة قطرة دم واحدة “.

   ” بلجيكا، هذا المختبر الصغير الذي أخرج فكرة أوروبا الموّحدة إلى الوجود، هي نقض الأطروحة التي تؤسّس الوحدة الوطنية بناء على مفهوم القومية الواحدة. هنا، لكلٍّ بلجيكاهُ، وكلٌّ يغنّي عليها بلغته وطريقته. في الشمال، الفلمنكيون يتصوّرونها بأنياب مسنّنة وشعر كثيف على هيئة أسد. في الجنوب، تتبدّى للوالونيين بمنقارٍ وَعُرْفٍ كما يجدرُ بديكٍ فخورٍ بسلالته. ما بين الديك والأسد تدور مهارشاتٌ طويلةٌ تُسْفِر عمّا يتمُّ نعتُه بلغةٍ عالِمَةٍ: تاريخ بلجيكا الحديث. بلجيكا الجميلة بِعُرْفِ ديكٍ ولُبْدَة أسد، لن تجافيها الوسامةُ ولا السورياليةُ إذا ما اعتمرَتْ عمامةً عربيةً من حين لآخر “.

   وتوقف طه عدنان عند الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة بروكسل في 22 مارس الأخير التي جعلت الجالية العربية والمسلمة في بلجيكا ضمن الاتهام الضمني. “إنّها الهمجية تقرع أبواب الحياة بعشوائية قاتلة، ودويّ تفجيراتها يبدو أقرب من أيّ وقتٍ مضى. فلأوّل مرّة يتكوّن لديّ اقتناعٌ بأنّ الإدانة ليست ضرورة أخلاقية فحسب، بل فرض عين على كل مواطن. وعلينا جميعا أن نتبرّأ من هؤلاء الأوغاد والقتلة، لنؤكّد على أن هذه الجرائم الإرهابية لا يمكن أن ترتكب باسمنا “.

   ويضيف الكاتب “نحن لسنا مضطرّين لتلميع صورتنا عند الآخرين. ربما لأننا غير راضين تمامًا لا عن الصورة، ولا عن الواقع الذي أنتجها من الأصل. ولسنا مجبرين على إنتاج خطابات مسكّنة تحت الطلب على طريقة “عرب الخدمة”. أولئك ينتجون أدبا مستعجلا يغازل أفق الانتظار الغربي السائد ويستجيب لتوقّعاته الفنية والجمالية، في انصياع تام لمعايير نفعية تقيس الأدب بمقياس الطائل السياسي الملموس والجدوى الاجتماعية المحسوسة. لكن، يمكننا أن نكتب بحرّية لكسر المزيد من التابوهات هنا وهناك. أن نجابه الصور النمطيّة دون إنكار ما تقوم عليه من حقائق أحيانا، ودون الركون إلى تمجيد الذات الذي يفقد الإبداع روحه النقدية القلقة “.

 

اقرأ أيضا

أمين المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يشيد بالالتزام الثابت للمديرية العامة للأمن الوطني بأداء واجبها في حماية الوطن والمواطنين

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 23:53

أشاد أمين المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، خالد بن عبد العزيز الحرفش، اليوم الجمعة، بالالتزام الثابت للمديرية العامة للأمن الوطني بأداء واجبها في حماية الوطن والمواطنين.

المركب السجني بخريبكة يحتضن الدورة الخامسة للمهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 23:18

احتضن السجن المحلي بخريبكة، زوال اليوم الجمعة، الدورة الخامسة للمهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة، والتي نظمت في إطار فعاليات الدورة الـ24 من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بالمدينة، وتميزت بعرض الفليم الوثائقي “المغرب وحركات التحرر الإفريقية”، لمخرجه حسن البهروتي، وذلك لفائدة النزلاء المشاركين.

انطلاق المباراة الرسمية للحرس الملكي للقفز على الحواجز 3 نجوم بتطوان

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 23:13

انطلقت اليوم الجمعة، منافسات المباراة الرسمية للقفز على الحواجز 3 نجوم في رياضة الفروسية، التي ينظمها الحرس الملكي على مدى ثلاثة أيام بحلبة لا إيبيكا بتطوان، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية