” الإعلام في مواجهة الإرهاب” شعار الاحتفال بيوم الإعلام العربي بالقاهرة

                                                       (إعداد نورالدين الزويني )

   القاهرة – تحتفل  جامعة الدول العربية لأول مرة،  ب” يوم الاعلام العربي “، تقديرا لإنجازات وجهود الإعلاميين العرب، وللدور البناء الذي يلعبه الإعلام في خدمة قضايا المجتمع، وعرفانا بإسهامات الإعلاميين في إيصال الصوت العربي إلى العالم .

  وسيقام خلال هذا الاحتفال الذي ينظم تحت شعار” الإعلام في مواجهة الإرهاب”، غدا الأربعاء، على هامش اجتماعات مجلس وزراء الاعلام العرب في دورته ال ٤٧ التي تنعقد يومي ٢٥و٢٦ ماي، وذلك تنفيذا لقرار اتخذه المجلس في دورته السابقة بتخصيص يوم 21 ابريل من كل عام يوما للإعلام العربي.

  وجاء التفكير في تخصيص “يوم الإعلام العربي” والاحتفال به في كل عام على المستوى العربي، انسجاما مع ميثاق جامعة الدول العربية، وتنفيذا لميثاق الشرف الإعلامي العربي، وتأسيسا على المبادئ التي انطلقت منها الاستراتيجية العربية للإعلام ،واتساقا مع توجهات مجلس وزراء الإعلام العرب بالعمل على تطوير وتنمية الإعلام العربي وتعزيز دوره بما يتماشى وتطور المجتمعات العربية ،وبما يخدم قضايا الوطن العربي .

  كما تم إطلاق مشروع “يوم الإعلام العربي” ليكون آلية جديدة لتشجيع التواصل المشترك على مستوى أجهزة الإعلام العربية والإعلاميين العرب، ولخلق وتطوير أشكال جديدة للترابط الإعلامي، وتدارس المتغيرات الحاصلة للارتقاء بمستوى الأداء والمهنية ومواكبة تكنولوجيا الإعلام الجديد.      

  ويرمي إقرار يوم الإعلام العربي كذلك إلى المساهمة في تطور هذا الإعلام وتعزيز مسيرته، وتشجيع الإعلاميين العرب على الإبداع ، وتثمين إنجازاتهم وجهودهم ، فضلا عن تشجيع التنسيق والتعاون بين الدول العربية في وضع السياسات في مجال الإنتاج الإعلامي المشترك، وتحقيق بيئة إعلامية حيوية ومتماسكة، وخلق حراك إعلامي عربي، وتحفيز روح  المنافسة الإيجابية، وتطوير ثقافة التعامل مع وسائل الإعلام الجديدة.

 ويتم الاحتفال بيوم الإعلام العربي بمشاركة خبراء ومهنيين في مجال الإعلام العربي، ومشرفين على وسائل الإعلام في الدول العربية ، ويتم وضع شعار لكل عام بحيث يتم تنظيم فعاليات حول مضمون الشعار، ومنها عقد ندوات في مجال الإعلام، وتكريم مجموعة من الإعلاميين العرب، وتنظيم معرض حول مسيرة العمل الإعلامي العربي خلال سنة كاملة من النشاطات، ومنح “جائزة للتميز الإعلامي العربي”.

  وتكون “جائزة التميز الإعلامي العربي ” عبارة عن جائزة عينية يمكن تسميتها باسم شخصية عربية قديرة تركت بصماتها في مجال العمل الإعلامي، وتمنح لشخصية إعلامية عربية تقديرا لعطائها المتميز، وإسهامها البناء في العمل الإعلامي، كما يمكن أن تمنح لمؤسسة إعلامية عربية رائدة تمتلك مقومات العمل الإعلامي الجاد، وساهمت في تطوير وتعزيز العمل الإعلامي المشترك.

 وتشكل لهذا الغرض لجنة تتكون من شخصيات إعلامية وفكرية عربية ينسق أعمالها قطاع الإعلام والاتصال في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، من أجل اختيار شخصية العام المتميزة وفق معايير وأسس تحددها اللجنة مسبقا.

وينظم الاحتفال الأول ليوم الإعلام العربي لعام 2016 تحت شعار “الإعلام في مواجهة الإرهاب” ،وهو مخصص هذه السنة في دورته الأولى للصحافة  الورقية ،حيث توزع ثلاث جوائز لكل فئة من الفئات المقترحة ، وهي الإعلام الاستقصائي ، والعمود الصحفي ، والصورة الفوتوغرافية .

 كما يتم خلال هذا اليوم تكريم شخصية إعلامية عربية في مجال الصحافة الورقية ، فضلا عن تكريم أحد شهداء العمل الإعلامي من الدول العربية.

 واختير موضوع ” الإعلام في مواجهة الإرهاب ” شعارا ليوم الإعلام العربي هذه السنة في ضوء الحديت عن ” علاقة متبادلة المنفعة بين الإرهاب ووسائل الإعلام” اليوم, وعن استغلال المنظمات الإرهابية لوسائل الإعلام والتكنولوجيات الجديدة ووسائط التواصل الاجتماعي لصالحها، من حيث جمع المعلومات وتجنيد الأشخاص وجمع الأموال والدعاية، فضلا عن كون الارهابيين يعتبرون أن نصف معركتهم تدور في “ميدان المعركة” والنصف الآخر في وسائل الإعلام.

 ثم إن تلهف بعض وسائل الإعلام للحصول على مشاهد الدراما والصدمة والمأساة ، والحزن والقصص اللا إنسانية، وانجذاب التغطيات الإعلامية للإرهاب والوقائع الإرهابية التي تتوفر على كل عناصر الدراما من أجل رفع نسب المشاهدة وزيادة الأرباح ،يحقق للمنظمات الإرهابية ما تسعى إليه من دعاية مجانية واسعة النطاق.   

 ويكتسي هذا الموضوع راهنية أكبر اليوم ، لكون العالم العربي والإسلامي يواجه تحديا وجوديا حقيقيا يهدد أركانه وينذر بتغول قوى إقليمية ودولية تحت راية مكافحة الإرهاب على وحدة وسيادة أراضيه، ومحاولات لفرض الهيمنة والسيطرة على إرادة ومقدرات الشعوب العربية، مما يستوجب تعبئة كافة الموارد والقدرات العربية، والاستفادة القصوى من كل الأدوات والأسلحة المتاحة للتصدي ومقاومة هذا العدوان الممنهج بشكل موحد وبإرادة حازمة وبكافة الأدوات والقدرات الإعلامية المتاحة.

 فالإعلام الغربي الذي يعمد باستمرار إلى تصوير المسلمين كإرهابيين، نجح في اختلاق خطر “الإرهاب الإسلامي” باعتباره الخطر الوحيد الذي يهدد الأمن العالمي، وتعززت ظاهرة ما يسمى ب” الأسلاموفوبيا” بفعل أعمال بعض من يدعوون الانتساب للإسلام، مما جعل الإسلام والمسلمين في الإعلام الغربي مرتبطين بالتطرف والراديكالية .

 وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية ،نبيل العربي، قد قال في كلمة ألقاها أمام الدورة ال46 لمجلس وزراء الإعلام العرب، في معرض حديثه عن رؤية الجامعة العربية في ما يخص مهام الإعلام العربي وكيفية الاستفادة من هذه القوة الناعمة متعاظمة التأثير، سريعة التطور، والمتجددة باستمرار تقنيا ومضمونا،” نريد إعلاما عربيا يجمع طاقات دولنا لمواجهة لأخطار التي تواجه الوطن العربي على مستوى الدولة الوطنية وعلى مستوى المنظومة العربية ويبتعد عن الترويج للأفكار الهدامة والرأي المنحرف، وعدم الانزلاق وراء دعاوي استدعاء بعض  الفترات المظلمة من التاريخ لإثارة الاحقاد ونوازع الفتنة بين مكونات مجتمعاتنا، ونسيج شعوبنا (…)”.

 وتتمثل إحدى الأولويات بالنسبة للإعلام العربي كذلك، بحسب الأمين العام للجامعة العربية، في نتائج القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ التي أكدت على الحفاظ على الأمن القومي من الأخطار التي تهدده مثل الإرهاب، والتعامل بحصافة مع الأزمات التي تعاني منها عدد من الدول العربية التي أصبحت الأوضاع فيها مصدر توتر وصدام وصل إلى التهديد بانهيار مقومات الدولة الوطنية، فضلا عن الاحتكام إلى المرجعيات العربية في ما يتصل بتنظيم قطاع الإعلام العربي.